أذرع الإرهاب والنهب الحوثية في الحديدة

تقارير - Thursday 31 March 2022 الساعة 12:01 pm
الحديدة، نيوزيمن، تقرير خاص:

منذ اجتياح مليشيا الحوثي الإرهابية، لمحافظة الحديدة، بعد بسط سيطرتها على صنعاء في 2014، عملت المليشيا الموالية لإيران، على تولية عناصرها للعديد من المناصب الهامة، والتي تضمن من خلالها تحقيق مصالحها، وتنفيذ أجندة داعميها في طهران نظرا للأهمية الاستراتيجية لمحافظة الحديدة على البحر الأحمر، وقد برزت العديد من القيادات الحوثية الإرهابية في الحديدة، والتي مارست الإرهاب والنهب والقتل والتنكيل في هذه المحافظة المسالمة الأكثر فقراً وبؤساً.

أبو حسين المداني

يوسف أحسن إسماعيل المداني "أبوحسين"، من القيادات العسكرية البارزة في مليشيا الحوثي الإرهابية، ومؤسس "الجناح العسكري" للمليشيا المدعومة إيرانياً، عُين نائبا لرئيس اللجنة الأمنية العليا، ثم رئيسا للجنة برتبة "لواء"، خلفا لشقيقه الصريع "طه المداني" الذي تم تصفيته في ظروف غامضة، وتأجل إعلان وفاته قرابة عام ونصف العام.

يشغل "المداني" حالياً منصب قائد "المنطقة العسكرية الخامسة"، وتشمل محافظات (الحديدة، حجة، المحويت، وريمة)، وتضم مسرحا عسكريا يمتد من ميدي على حدود السعودية، مرورا بالحديدة، وحتى المرتفعات المطلة على باب المندب والمخا غربي محافظة تعز.

يعد "المداني" القائد الميداني للمليشيا الحوثية في الساحل الغربي، وتخضع جميع معسكرات المليشيا في الحديدة لقيادته، ويعد من أوائل قيادات جماعة الحوثي، الذين تلقوا باكراً تدريبات عسكرية، على أيدي خبراء مليشيات الحرس الثوري وحزب الله، في إيران وجنوب لبنان.

يحظى "المداني" بثقة كبيرة لدى قيادات الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية، وارتبط بقائد فيلق القدس السابق الصريع "قاسم سليماني" وكان ذراعه في معركة البحر الأحمر، وفي تسهيل دخول العديد من العناصر العسكرية من الحرس الثوري وحزب الله للحديدة، لتدريب المليشيا الحوثية، وإدارة العمليات العسكرية البحرية والبرية، وتهريب السلاح والمعدات، وانشاء ورش لتركيب الأسلحة وتفخيخ القوارب، وزراعة الألغام البحرية، وإدارة الهجمات في البحر الأحمر.

أدرج مجلس الأمن الدولي، اسم الإرهابي "يوسف المداني" ضمن قائمة العقوبات، كما أدرجته الخارجية الأمريكية على لائحة الإرهاب، ويضعه التحالف العربي في المرتبة الـ8 ضمن قائمة الـ40 إرهابيًا حوثيًا.

أبو علي الكحلاني

هادي محمد الكحلاني "ابو علي الكحلاني"، كان الحارس الشخصي لعبدالملك الحوثي، وعيّنته المليشيا مسؤولاً عسكرياً في محافظة الحديدة، نتيجة مقتل العشرات من القيادات البارزة للمليشيا في المواجهات مع القوات المشتركة في الساحل الغربي، ونجا من غارة للتحالف العربي في سبتمبر 2018، استهدفت مقر اجتماع كانت تعقده قيادات المليشيا في حي 7 يوليو في مدينة الحديدة.

يشغل "الكحلاني" منصب مدير أمن محافظة الحديدة، ومنحته المليشيا رتبة عميد، رغم أنه لم يلتحق بأي كلية عسكرية أو أمنية.

منحت المليشيا "هادي الكحلاني" صلاحيات مدنية وعسكرية واسعة في الحديدة، حيث تحظى عائلة الكحلاني بوضع خاص في الجماعة الحوثية كأسرة سلالية، ساعدت المليشيا في انقلابها على الدولة.

سجل "أبو علي الكحلاني" في الحديدة، حافل بالإجرام من تعذيب واعتقال وقتل لأبناء المحافظة، وتفجير المنازل وإحراق العشرات من المزارع، ويضعه التحالف العربي في المرتبة الـ39 ضمن قائمة الـ40 إرهابيًا حوثيًا.

أبو أحمد الهادي

مطهر يحيى حسين الهادي "أبو أحمد"، يشغل منصب وكيل محافظة الحديدة للشؤون العسكرية، وهو المشرف العسكري لمليشيا الحوثي في المربع الجنوبي في المحافظة، ويشرف على معسكرات المليشيا في مناطق (الجراحي، زبيد، بيت الفقيه، والحسينية).

عينته المليشيا سابقاً رئيساً للجنة الزراعية والسمكية، ثم رئيساً للجنة التحشيد والتجنيد بالحديدة، ويعد أحد القيادات الحوثية المتهمة بتجنيد الأطفال والشباب بالإجبار والإكراه، في المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة، والزج بهم في محارق الموت، كما يتهم باقتحام العديد من المنازل، واعتقال وتصفية عدد من المواطنين، عقب إخلاء القوات المشتركة للمناطق المشمولة باتفاق السويد، حيث أقدم في نوفمبر 2021، على اقتحام منزل المواطن "فهد مسيب" بمركز مديرية التحيتا جنوب الحديدة، وقام بتصفيته أمام زوجته وأطفاله، كما قام مرافقوه بإطلاق النار على اثنين من أقارب القتيل، ما أدى إلى اصابتهما بجروح بليغة.

أبو سجاد السعدي

منصور أحمد السعدي "أبو سجاد"، يشغل حالياً منصب رئيس أركان القوات البحرية والدفاع الساحلي لمليشيا الحوثي بالحديدة، وكان قد عمل سابقاً مع القيادي الحوثي «نائف أبوخرفشة»، الذي عُين مشرفاً عسكرياً على محافظة الحديدة، عقب اجتياح المحافظة، بعد أيام من إسقاط صنعاء أواخر 2014.

وتولى "السعدي" بعد ذلك بتكليف من المليشيا، تفكيك القوات البحرية، وقوات الدفاع الساحلي، فقاد حملات اختطافات وقمع وتنكيل وحشية بحق قادة وضباط البحرية، وطلاب الكلية البحرية حتى أحكم قبضته على جميع مفاصل هذه القوة، لتكافئه المليشيا بتعيينه على رأس «القوات البحرية والدفاع الساحلي».

وعقب تعيينه في منصب رئيس أركان القوات البحرية في المليشيا، أشرف «السعدي» على عمليات تهريب السلاح الإيراني، وقطع الطائرات بدون طيار، عبر "ميناء الحديدة" ومينائي "الصليف" و"اللحية"، باستخدام مراكب صيادين تقل شحنات الأسلحة من عمق البحر، من سفن إيرانية أشهرها «سافيز»، و«بهشاد»، كما عمل "السعدي" ومليشياته على زرع الألغام البحرية إيرانية الصنع، بشكل عشوائي في المياه الإقليمية، وفي الموانئ الحيوية، وأدار بتوجيه إيراني مباشر عشرات الهجمات ضد سفن الشحن، وقاد عمليات قرصنة كان آخرها قرصنة واختطاف سفينة الشحن التجارية «روابي".

"السعدي" عضو فريق مليشيا الحوثي، بـ«لجنة إعادة الانتشار في الحديدة»، التي تترأسها الأمم المتحدة بموجب اتفاق ستوكهولم، وقد قام بتنفيذ انسحاب وهمي، وألبس قواته ملابس رجال الأمن.

أدرجت الإدارة الأمريكية اسم "منصور السعدي" بقائمة العقوبات، باعتباره المسؤول عن المليشيات البحرية الحوثية، والرأس المدبر للهجمات البحرية، ويحاكم القضاء اليمني السعدي، بتهمة الانقلاب على الشرعية، وإنشاء كيان إرهابي مسلح، بدعم من إيران وحزب الله الإرهابي، وهو المطلوب رقم 98 في قائمة المطلوبين للقضاء لانتحاله صفة أركان حرب القوات البحرية.

أبو يونس الجرموزي

عبد الجبار أحمد محمد الجرموزي "أبو يونس"، يعمل بدعم من القيادي "محمد علي الحوثي" على نهب موارد محافظة الحديدة، ويشغل منصب وكيل المحافظة للشؤون المالية، ويشرف على إجراء المناقصات، ويعمل من الباطن في تنفيذ المقاولات والمشاريع الخاصة بالمحافظة، لاستنزاف ونهب المال العام، وكان قبل ذلك يرأس لجنة لجمع الجبايات في المحافظة لدعم جبهات المليشيا.

يستولي "الجرموزي" شهريا على مبلغ 40 مليون ريال من فرع البنك المركزي بالحديدة، من حساب صندوق طوارئ الكهرباء المخصص لمواجهة احتياجات المؤسسات الخدمية للطاقة الكهربائية، حيث يقوم بنهب المبالغ بحوالات صرف شخصية، وبتواطؤ من محمد عياش قحيم المعين من قبل المليشيا محافظاً للمحافظة، بحسب مصادر مطلعة.

وتقول المصادر إن إيرادات صندوق طوارئ الكهرباء، تأتي من خلال المبالغ المالية التي يتم فرضها من قبل المليشيا، على كل لتر نفطي وطرد جمركي، يصل عبر مينائي الحديدة والصليف، وكان رصيد الصندوق وصل إلى 12 مليار ريال، إلا أن المليشيا أوقفت شراء المازوت، الأمر الذي تسبب في انقطاع الطاقة الكهربائية، عن المنشآت الطبية بمدينة الحديدة، ووفاة العشرات من مرضى الفشل الكلوي، إذ تقوم المليشيا بسحب المبالغ من حساب الصندوق نقداً من فرع البنك المركزي، ويتم إيداعها في حسابات خاصة في بعض البنوك التجارية.