"اليمنية".. طائر جميل عبثت به كائنات الفساد وأقدار المحسوبية
تقارير - Monday 06 June 2022 الساعة 08:27 amأطاح قرار جديد برئيس مجلس إدارة طيران اليمنية السابق كابتن أحمد العلواني، بعد سنوات من الفشل، ليفتح أملاً جديداً بإصلاحات جذرية ستعيد الاعتبار لهذه الجهة الإيرادية، والخدمية في الوقت نفسه.
القرار رقم (16) لسنة 2022م، ينص على تعيين الكابتن ناصر محمود رئيساً لمجلس الإدارة، في خطوة مهمة من وجهة نظر المواطنين، بعد أن تدنت خدمات الشركة وأظهرت التقارير وجود صفقات فساد كبيرة خلال فترة حكم الرئيس هادي.
عانت الشركة كثيراً في عهد الرئيسين السابقين، وارتفعت شكاوى العملاء من المسافرين وغيرهم، من الأخطاء وارتفاع سعر التذاكر بشكل جنوني في ظل أوضاع معيشية صعبة.
أسوأ صفقات الفساد
بحسب التقارير، فإن أسوأ صفقة فساد، هي تلك التي أعلن عنها قبل أشهر، حيث كانت الصحافة الفرنسية كشفت في تقرير لها عن وضع الطائرة الجديدة التي انضمت للأسطول الجوي لليمنية وسط احتفاء كبير من قبل الإدارة.
الصحافة الفرنسية كانت قد أوردت بأن موقع "ليكسبرس الموروشيوسي"، أكد في تقرير نشره أن "الطائرة A330-200، التي كانت متوقفة منذ عقود في منطقة خطرة ضمن شركة "طيران موريشيوس"، أصبحت تابعة لطيران اليمنية.
وأضاف، إنه بدلاً من إنهاء خدماتها بسبب مشكلات مع الشركة الأم، تم إجراء إصلاحات لها في إحدى دول الشرق الأوسط، وبيعها، دون ذكر أي إيضاحات حول طبيعة الصفقة والإصلاحات.
ولفت التقرير إلى وجود طائرتين من طراز A330-200، تم شحن واحدة إلى مصر وأجريت عليها إصلاحات، وبيعت لليمن، فيما الأخرى ذهبت إلى مقابر الطائرات في أريزونا، في بينال إير بارك، في 23 نوفمبر 2021.
التغيير أمر مهم
"نيوزيمن" تواصل مع أحد المسؤولين في سفارة اليمن بالقاهرة، فضل عدم ذكر اسمه، والذي أكد أن قرار التغيير بحد ذاته جيد، لكنه أوضح أنه لا يعرف أي تفاصيل عن الرئيس الحالي ناصر محمود.
حول سؤاله هل له علم بصفقة الطائرة وما حدث لها من إصلاحات، أجاب أنه يعرف العلواني جيداً، وأن الرجل منضبط، لكن باعتقادي -حسب قوله- أن عمليات الفساد أكبر منه بكثير، ومع ذلك يتحمل المسؤولية لأنه الواجهة التي يمكن مساءلتها.
وعزا ما جرى لليمنية خلال الفترة الماضية يأتي في إطار التعيينات والمحسوبية التي قادها أولاد الرئيس هادي ومدير مكتبه عبد الله العليمي في معظم الدوائر الحكومية، والتي منها هذه الجهة الهامة وشركة الطيران الوحيدة.
دفاع عن الفساد
العلواني كان قد دافع عن تلك الصفقة من خلال تصريحات، استعرض فيها سلامة تلك الطائرة وأنها تعمل وفق أنظمة رقمية حديثة؛ معتبراً ذلك إنجازاً غير مسبوق رغم كل التقارير الواضحة، متفاخرًا أنها الطائرة الثالث التي تم ضمها للأسطول الجوي.
الطائرة انضمت إلى أسطول اليمنية، بتاريخ 4 فبراير 2022، ويعتقد غالبية المراقبين أن ثمة طائرة تعرضت لكثير من الأعطال هي الآن واقفة في مطار القاهرة ربما تكون هي؛ وسبق أن توقفت طائرة ثانية لأشهر عدة في المطار نفسه، وهذا يكلف الخزينة العامة مبالغ كبيرة كما حدث سابقاً لإحدى الطائرات في أحد المطارات الأوروبية.
الأمر الأهم اليوم هو قضية سقوط طائرة اليمنية في سواحل جزر القمر قبل أكثر من عشر سنوات نتيجة صاروخ يعتقد أنه أطلق من "قاعدة فرنسية"، إلا أن المحاكم اليوم تريد تحميل اليمنية المسؤولية والتعويضات المالية، فيما مسؤولو اليمنية لم يوضحوا للناس أي تفاصيل.
ويستغرب الكثير من المراقبين التكتم الشديد داخل اليمنية، وعدم الكشف أولاً بأول عن كل الصفقات والمشاكل التي تواجه هذا الكيان كأهم مورد مالي يحقق أرباحاً خيالية.