شكَّل حكومة تسيير أعمال.. جونسون يستقيل من قيادة حزب المحافظين البريطاني

العالم - Friday 08 July 2022 الساعة 08:05 am
نيوزيمن، وكالات:

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس، استقالته من زعامة حزب المحافظين، لكنه سيبقى في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب بديل له.

 وتأتي هذه الاستقالة بعد ضغوط جبارة واستقالات طالت حوالي 59 وزيراً ونائباً ومسؤولاً بفريقه الحكومي.

وقال جونسون في كلمة، عصر الخميس، أمام مقر الحكومة "يتعين أن تبدأ عملية اختيار زعيم جديد الآن".

 وأضاف. "اليوم قمت بتعيين حكومة قائمة بالأعمال وسأواصل عملي لحين انتخاب زعيم جديد".

 وتابع: إنه "حزين لترك أفضل وظيفة في العالم"، على حد تعبيره، معدداً إنجازات حكومته من بريكسيت إلى مواجهة روسيا.

وأوضح أن إصراره على البقاء في منصبه برئاسة الحكومة، جاء التزاما منه بالوعد الذي قطعه.

وسيستمر جونسون كرئيس للوزراء حتى اختيار حزب المحافظين زعيما جديدا في الخريف.

استقالات بالجملة

وكان 59 وزيراً ونائباً قدموا استقالاتهم من الحكومة، من بينهم وزير الدولة لشؤون أيرلندا الشمالية، براندون لويس، فضلاً عن وزيرة في "الخزانة" هيلين واتلي، ووزير الدولة لشؤون الأمن والحدود داميان هيندز.

وأعلنت وزيرة التعليم، ميشيل دونيلان، التي تم تعيينها، الثلاثاء، بعد استقالة سلفها، استقالتها صباح الخميس.

كما قدم وزير الدولة لشؤون المعاشات استقالته الخميس أيضا، إلى جانب جيمس كارتليج، مساعد وزير العدل، وكريس فيليب مساعد وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والإعلام.

فيما طالب وزير المالية الجديد، ناظم الزهاوي، رئيس الوزراء بالاستقالة، بعد أقل من 48 ساعة من تعيينه أيضا في الحكومة، محذراً من أن الأزمة ستزداد سوءا.

وفي أول تعليق له وصف زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، كير ستارمر، أنباء استقالة رئيس الوزراء بوريس جونسون من منصب زعيم حزب المحافظين بـ"أنباء طيبة للبلاد".

وأضاف ستارمر في تصريحات، الخميس، "لسنا بحاجة إلى تغيير حزب المحافظين، نحن بحاجة إلى تغيير مناسب للحكومة"، مشيراً إلى الحاجة إلى بداية جديدة لبريطانيا.

في حين هدد حزب العمال بالتصويت على حجب الثقة إذا لم يقصِ المحافظون جونسون، مؤكداً ضرورة تنحيه بشكل نهائي.

وتعرض ساكن داوننع ستريت، بوريس جونسون، لانتقادات شديدة مما تسمى لجنة الاتصال، حيث استجوبه كبار السياسيين بشأن سلوكه السابق، ودوافعه وبعض الفضائح التي شكلت جزءا كبيرا من فترة ولايته، وهزت أركان حكومته، حتى بدأت بالتداعي.

فقد انتقد العشرات نزاهة جونسون علناً بعد أن اضطر للاعتذار على تعيين مشرع في دور يتعلق بانضباط الحزب، متغاضياً عن أن هذا السياسي كان محور شكاوى تتعلق بسوء سلوك جنسي.

كما ضربت فضيحة الحفلات بقوة رأس الحكومة البريطانية، حيث تكشفت عدة حفلات أقامها في مكتبه ومقر إقامته في انتهاك صارخ لقوانين الإغلاق الصارمة المتعلقة بكوفيد-19 التي فرضت على مدى أشهر طويلة في البلاد سابقا.

كذلك تعرض حزبه لفضائح جنسية عدة، من تحرش أحد النواب المحافظين بقاصر، مرورا بمشاهدة آخر لأفلام إباحية خلال جلسات تشريعية، وصولاً حتى إلى الاغتصاب.

يشار إلى أن الرجل الخمسيني كان وصل إلى السلطة قبل نحو ثلاث سنوات، ووعد بتحقيق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإنقاذها من المشاحنات المريرة التي أعقبت الاستفتاء على خروجها من التكتل عام 2016.

ومنذ ذلك الحين، دعم بعض المحافظين بحماس الصحافي السابق ورئيس بلدية لندن بينما أيده آخرون، رغم وجود بعض التحفظات، لأنه كان قادرا على استمالة قطاعات من الناخبين الذين كانوا يرفضون حزبهم عادة. ثم تأكد ذلك لاحقاً في انتخابات ديسمبر كانون الأول 2019.

لكن نهج إدارته القتالي والفوضوي في الحكم في كثير من الأحيان وسلسلة من الفضائح استنفدت رضا العديد من نوابه، دفعت العديد من المؤيدين للتخلي عنه. 

فقد أظهرت أحدث استطلاعات الرأي أنه لم يعد يحظى بشعبية لدى عامة الشعب.