تركت السلطة محافظتها للإرهاب فتصدت لها القبيلة.. أبين ومعركة القاعدة
تقارير - Monday 19 September 2022 الساعة 08:11 amتؤكد القبائل الكبيرة في محافظة أبين دعمها ومساندتها للحملة الأمنية والعسكرية الأخيرة التي أطلقتها القوات الجنوبية، وأطلقت عليها مسمى "سهام الشرق" للقضاء على الجماعات الإرهابية في المحافظة.
هذه القبائل كانت هي الأكثر تضرراً من الإرهاب السياسي الذي يضرب الجنوب، وقد دخلت معظمها في صراع وقتال مع الإرهاب بعد سقوط المحافظة بيد عناصر التنظيم الإرهابي في العام 2011م.
وتصدرت القبائل في أبين المعارك ضد الإرهاب في 2011م، عندما غابت الدولة وقدمت تضحيات كبيرة، كما شاركت بفاعلية في عمليات عسكرية سابقة ضد الجماعات الإرهابية، وظلت أبين ساحة للتهديد الإرهابي جنباً إلى جنب مع انتماء قيادات الدولة قبل وبعد 2011 إليها، وشاركت بعض قيادات أبين في “تأجير المحافظة للإرهاب ضمن لعبة الصراعات على السلطة في صنعاء”.
غير أن الإرهاب انكسر أمام قبائل أبين رغم الإمكانات وفارق التسليح بينهما، وقد استخدم تنظيم القاعدة الإرهابي المفخخات والعبوات الناسفة والاغتيالات في حروبه التي خاضها مع القبائل.
وفي العام 2012 خاضت قبائل العواذل في لودر معركة شرسة ضد تنظيم القاعدة انتهت بهزيمة الأخير وطرده من زنجبار أبين، ولودر هي صاحبة التجربة الاجتماعية الأولى في العالم الإسلامي التي واجهت القاعدة بوعي شعبي ديني بقيادة شخصيات كانت مقربة من القاعدة نظرياً قبل أن تدرك خطرها وأكاذيب شعاراتها وتهديدها للناس في مناطق لا تهدد أي مرتكز للشعارات التي يدعيها القاعدة.
وتعيد "سهام الشرق" التي تخوضها القوات المشتركة لطرد الإرهاب من المحافظة، دور القبيلة في المهمة الوطنية الجنوبية في دورة جديدة بعد أن أعادت القوات الإخوانية القاعدة إلى أبين بعد 2019 بعد أن كانت تطهرت منه.
تاريخ الثأر
خلال عقد من الزمان تحول القتال بين تنظيم القاعدة والقبائل إلى معركة ثأرية، لكن القبائل عقب تفكك اللجان الشعبية على إثر الاجتياح الحوثي للجنوب، تعرضت لهجمات إرهابية واغتيالات طالت رموزا قبلية وأمنية.
ويقول رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن “صالح أبوعوذل”، إن قبائل أبين وقبائل العواذل تحديداً، كانت أول من كشف هشاشة التنظيمات المتطرفة، حين شنت تلك العناصر هجوما واسعا على لودر في مايو/ ايار 2012م، وهبت القبائل للدفاع عن المدينة في معركة الكرامة لتنتصر القبائل في أول مواجهة، حين اعتقد التنظيم أن تسليم كتيبة للجيش اليمني في مدخل المدينة الجنوبي قد حسم المعركة، موضحا أن تلك المعركة كانت الأولى التي خسر على إثرها التنظيم، عاصمة محافظة أبين مدينة زنجبار بالإضافة إلى مدينة جعار التي كانت إمارة التنظيم في محافظة أبين.
وأكد أبوعوذل في تصريح لـ"نيوزيمن"، أن التنظيمات المتطرفة لا تعتمد على المواجهة المسلحة ولكن على الهجمات الانتحارية أو الهجمات الانغماسية التي تراجعت في الآونة الأخيرة كثيرا، لم يعد ينفذ التنظيم أي هجمات انغماسية كتلك التي شنها على قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في العاصمة عدن في أبريل/ نيسان من العام 2014م، وهذا التراجع يؤكد أن التنظيم لم يعد يمتلك أدوات القتال الانتحارية، وهذا يعود إلى كونه طور من هجماته من خلال العبوات الناسفة المصنوعة محليا والمطورة من قبل خبراء إيرانيين على الأرجح.
ولفت أبوعوذل إلى أن المجتمع في أبين هو المتضرر الرئيس من هذه العناصر الإرهابية، لذلك دفعت القبائل فاتورة كبيرة في معركة الإرهاب، ولكن اليوم يتطلب أن تكون لدى مجلس القيادة الرئاسي استراتيجية في إنصاف أبين المتضرر الرئيس والوحيد من الإرهاب منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وقال الصحفي وجدي السعدي، إن كل من اكتوى بنار الإرهاب في أبين وذاق مرارة التهجير والتشرد سيصطف اليوم خلف عيدروس الزبيدي والقوات الجنوبية، مضيفا إن هذه المرحلة لا مكان فيها للمواقف الرمادية إما أن تكون مع أبين أو تكون مع الإرهاب.
من جانبه قال القيادي في الحراك الجنوبي، عبدربه الجحماء، في منشور له على الفيسبوك، إن قبيلة آل امارم، هي من أكثر القبائل التي تم استهدافها من قبل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وسقط من قبيلة آل امارم أكثر من أربعين شهيداً.
وأكد أن الخسارة كانت كبيرة لنا ولـ آل بليل، لكن ذلك يزيدنا عزما وإصرارا على محاربة الإرهاب والوقوف جنباً إلى جنب مع القوات الجنوبية لتطهير محافظة أبين من عناصر الشر الإرهابية.