تزوير التاريخ.. من الثورة اليمنية إلى النكبة الحوثية
تقارير - Saturday 01 October 2022 الساعة 08:11 amدائماً ما تتحول تصريحات وتغريدات محمد علي الحوثي إلى مادة للتندر والسخرية في أوساط اليمنيين، وذلك لما يطرحه من آراء وأفكار تنم عن قدر كبير من السذاجة والسطحية لدى الرجل الذي لم يكمل تعليمه الابتدائي، والذي وجد نفسه فجأة قيادياً في الصف الأول للذراع الإيرانية في اليمن، منذ انقلابها على الدولة خريف 2014.
وكثيراً ما حاول الرئيس السابق للجنة الثورية، الظهور كمنافس لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، مستغلاً صلة القرابة معه، إلا أن الأخير تدارك الأمر وعمل على تهميش ابن عمه وتحجيم نفوذه، وإبعاده من الواجهة السياسية، بعد إلغاء لجنته الثورية، والدفع به نحو ممارسة دور ثانوي على رأس لجنة تختص بنهب أراضي المواطنين بمزاعم أنها "أراضي الدولة".
ورغم الأموال والثروة الطائلة التي راكمها محمد الحوثي، من نهب الأراضي والاتجار بها، إلا أن حبه للظهور دائما ما يدفعه للتذكير بحضوره في الشأن السياسي، بتصريحات وتغريدات بين فترة وأخرى، تجعله مادة للتندر والسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي وضمن أحاديث اليمنيين في مجالسهم.
مؤخراً، وبعد أن تفاجأ بحجم احتفالات المواطنين هذا العام بالذكرى الـ60 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، في المحافظات الواقعة تحت سيطرة وسطوة ميليشياتهم الإرهابية، خرج محمد الحوثي بتصريح زعم فيه أن "الثورة السبتمبرية زيدية".
ذلك ما سخر منه مراقبون، كون الحوثيين تخلوا منذ سنوات طويلة عن المذهب الزيدي المعتدل، واعتنقوا المذهب الاثني عشري الفارسي بعد أن صاروا أذيالاً لإيران، تحركهم لخدمة مشروعها التدميري في اليمن، إذ رأى المراقبون تصريح الحوثي والذي حمل نزعة مذهبية، بأنه يهدف إلى مغازلة الزيود الذين اقصتهم المليشيا، بعد أن ظلوا يسيطرون على المناصب العليا في الشمال، من بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 وحتى نكبة 21 سبتمبر 2014.
ويقول الكاتب والمؤرخ السياسي سالم عايش، إن التاريخ المكتوب عن ثورة سبتمبر 1962 تم تزويره ولم تنشر أسراره، ومن ضمن الأسرار التي لم تنشر أن الثورة قام بها الشوافع وخاصة أبناء تعز والحديدة، ولم يقم بها أبناء المناطق الزيدية.
ويضيف عايش، إن السلال والجايفي وجزيلان وصبره سطوا على الثورة فى اليوم الثاني من قيامها، وإن إذاعة صنعاء طوال بثها يوم الخميس 26 سبتمبر 1962، كانت تردد بيان قيادة الجيش بسقوط الملكية وقيام الجمهورية، بدون ذكر لمجلس القيادة أو من يرأسه، إلا في اليوم التالي الجمعة، حيث ذكرت في بعض نشراتها مجلس السيادة وليس مجلس القيادة.
ويشير إلى أن إذاعة لندن ذكرت في نشراتها الإخبارية ليلة قيام الثورة، اسم محمد علي عثمان بصفته رئيس مجلس السيادة ولم تذكر اسم السلال، كما نشرت الصحف اللبنانية ومنها صحيفة النهار في عددها يوم 27 سبتمبر 1962 خبرا عن "انقلاب عسكري في اليمن وتولي محمد علي عثمان منصب رئاسة مجلس السيادة".
ويضيف سالم عايش، إن بعض الشخصيات في صنعاء، أقنعوا الثوار أنه إذا تولى القيادة شافعي فإن الثورة سوف تسقط، ويكون مصيرها مصير ثورة 1948، وأن عبد السلام صبره أتى إلى الثوار بخبر موافقة عبدالله السلال على قيادة الثورة، بحجة ضمان تأييد قبائل طوق صنعاء الزيدية للثورة كون الرئيس زيدياً، وبناءً على ذلك تم تنصيب عبدالله السلال رئيساً لمجلس القيادة، بدلا عن محمد علي عثمان صاحب تعز الشافعي.
وإمعاناً في تزوير التاريخ يزعم محمد الحوثي بأن نكبة 21 سبتمبر عام 2014، امتداد لثورة 26 سبتمبر التي قامت عام 1962 ضد الظلم والجهل والتخلف الذي كرسته سلالته الطائفية ذات الجذور الزيدية.