بسام الحرق ضبط طور الباحة فانتقلت للمضاربة.. جرائم التقطع تسيئ للصبيحة
تقارير - Sunday 02 October 2022 الساعة 08:53 pmيسود منطقة الصبيحة بلحج استياء كبير من استمرار موجة التقطعات التي تعصف بالخطوط الرئيسة التي تمر من المنطقة، كان آخرها اختطاف رئيس محكمة العارة ورئيس قلم التوثيق مطلع الأسبوع المنصرم قبل أن تنجح وساطة قبلية في تخليصهما من أيدي الخاطفين.
ويشكو المسافرون من التقطع والنهب والاعتداء، كما سقط خلال الفترة الماضية عدد من الضحايا جراء أعمال التقطعات.
وترأس محافظ محافظة لحج اللواء أحمد تركي، الذي ينحدر من المنطقة، اجتماعاً لشخصيات عسكرية وقبلية كبيرة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة في المنطقة.
في يوليو الماضي عين محافظ لحج "بسام الحرق" مديرا جديدا لمديرية طور الباحة التي شهدت أكثر من 30 حالة تقطع خلال العام المنصرم منها 4 حالة قتل، فتمكن المدير الجديد من إعادة الهدوء وأوقف موجة التقطع، لكنها انتقلت إلى المديرية الأكبر وهي المضاربة.
تعيش المضاربة الساحلية على رحى التقطعات، وشهدت خلال الشهرين الماضيين عشر حالات اختطاف، أبرزها لقيادي أمني في منطقة المنفاح الساحلية قبل أن تنجح وساطة عسكرية في الإفراج عنه بعد أسبوع من اختطافه ثم التقطع لرئيس محكمة العارة القاضي عبد الحكيم النجاشي ورئيس قلم التوثيق في المحكمة محمد يوسف قادري أثناء ذهابهما للعمل الأسبوع الماضي في المحكمة، واختطاف رئيس البنك الزراعي في طريقه من عدن إلى المخا.
يقول أحمد الصبيحي، الناطق الإعلامي لقبائل الصبيحة، إن موجة التقطعات ازدادت ضراوة لكنه يراها تآمرا من قبل من سماهم "ضعفاء النفوس وأصحاب السوابق" وبتمويل "الحاقدين"، الذين قال إنهم يسعون "لخلط الأوراق وإظهار أجزاء من مناطق الصبيحة بأنها غابة وساحة إرهاب وترويع لعمال المنظمات الإنسانية وعابري السبيل عبر خطوط الصبيحة"؛ لأنهم "لا يريدون الخير للمنطقة وقبائلها ومسؤوليها وقيادتها العسكرية والأمنية" ويسعون "بكل قوة لطمس نضال الصبيحة".
لكن الصبيحي قال إن قيادة الصبيحة تعد الخطط وتجهز العدة والعتاد من أجل كبح جماح هذه الآفة، مؤكدا بأنه سيتم ردع وتأديب ومعاقبة كل من تسول له نفسه الإساءة والتشهير برجالات الصبيحة ومناطقها من خلال الحملات والدعوات الإعلامية التي من شأنها شرعنة التقطع لعابري السبيل والتحريض ضد المنظمات الأممية التي جل الأسر الفقيرة تعتمد على مساعدتها وتعمل حسب النظم في كل ربوع الوطن شماله وجنوبه، ولها تصريح بالعمل من قبل المجلس الرئاسي والتحالف العربي.
غير أن هناك عوامل عدة وراء هذه التقطعات، فالمديرية تعيش فراغاً بسب حادثة قتل بين قبيلة مدير المديرية وقبائل أخرى، شلت حركة المدير قبل أن يصاب الأخير بجلطة دماغية قبل ثلاثة أشهر.
وتنتشر نقاط متباعدة في الطرقات للقوات المشتركة، الأمن العام والحزام الأمني بالتعاون مع اللواء الثاني عمالقة الذي تنتمي قيادته وأفراده للمنطقة.
لكن المديرية لا تزال تعيش خللا أمنيا كبيرا نتج عنه ما يزيد عن عشر حالات تقطع خلال الشهر الجاري لمسافرين وعمال منظمات وقيادات أمنية حضرت فيها الوساطات القبلية في الإفراج عن المختطفين كما سقط بعض المتقطعين خلال الاشتباك مع قيادات قبلية.
يوضح حسن غالب، وهو ناشط إعلامي واجتماعي، أن عملية التقطع وتناميها والعجز عن ضبطها في الأشهر الماضية يرجع لتعدد التشكيلات الأمنية في المنطقة وكل طرف يكيل التهم للآخر، وأن ما يتم لا يقع ضمن مسؤولياته، وهو الأمر الذي وسع من موجة التقطع والعجز عن ضبط الحالة الأمنية المتردية، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة لتوحيد العمليات الأمنية تحت جهاز أمني واحد برئاسة محافظ المحافظة حتى تنجح في القيام بعمليات مشتركة وموحدة وثابتة لضبط هذه الأعمال المضرة بسمعة المنطقة.
وعلى الرغم من تصدر طور الباحة لموجة ظاهرة التقطعات في الصبيحة خلال العام المنصرم شهدت الظاهرة انحسارا وهدوءاً ملحوظا عقب تعيين بسام الحرق مديرا جديدا خلفا للبكيري، وهو ما يرجعه مراقبون لكفاءة المدير الجديد الأمنية والإجماع المحلي على قرار تعيينه وتوسعت رقعة التقطعات في المضاربة ورأس العارة وفي وقت تشهد المنطقة فراغا إداريا عقب مشكلة ثأر قبلية يطالب قبليون في منطقة العارة مدير المديرية بتسليم من يسمونه متهمين ينحدرون لقبيلته بقتل أحد أولادهم، الأمر الذي أدى لمنع القبائل السلطة المحلية من الاستفادة من إيرادات جمرك رأس العارة.