من الحوثي إلى أدعياء المهدي.. الشمال يغرق في الجهل والخرافات
تقارير - Tuesday 04 October 2022 الساعة 08:11 amمع استمرار قبضة جماعة الحوثي على أغلب جغرافيا الشمال اليمني، تتزايد المؤشرات حول التأثيرات والتغييرات التي تحدثها هذه السيطرة على المجتمع على المدى القريب وخطورة استمرارها على المدى البعيد.
إحدى صور هذه التأثيرات يمكن قياسها من خلال ما تشهده مناطق سيطرة الحوثي مما يمكن تسميته بظاهرة "أدعياء المهدي" أي الأشخاص الذين يدعون بأنهم "المهدي المنتظر" الذي سيحكم العالم بحسب بعض المرويات في التراث الديني، وهي قضية مختلف عليها بشكل كبير في المذاهب الإسلامية.
فخلال اليومين الماضيين ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عددا من الشباب في مناطق سيطرة الحوثي يدعون بأنهم "أنصار المهدي" وهم يناشدون زعيم جماعة الحوثي إطلاق سراح زعيمهم المدعو "حسن التهامي".
وحسن التهامي واسمه الحقيقي محمد عبده الحودلي هو أحدث الأشخاص المدعين بأنه المهدي المنتظر، وقامت ذراع إيران باعتقاله قبل نحو عامين رغم التوافق الفكري بين الطرفين حول أحقية "آل البيت" في الحكم والعداء الشديد للسعودية والتحالف.
اللافت كان نشر الصفحة الخاصة بأتباع الرجل على موقع "الفيس بوك" لمقطع فيديو، قالت بأنه لعدد من أنصاره وهم داخل أحد سجون جماعة الحوثي، وهم يؤكدون استعدادهم للتضحية في سبيل إطلاق سراحه.
قضية الحودلي أو التهامي تعيد للأذهان قصة أحد أبرز وأقدم المدعين بأنه المهدي المنتظر وهو المدعو "محمد ناصر اليماني" منذ أكثر من 10 سنوات وينشط بشكل واضح عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إقناع أكبر عدد الناس بصحة مزاعمه.
ورغم أن الرجل بدأ في نشاطه قبل سيطرة جماعة الحوثي على الدولة أواخر 2014م، إلا أن نشاطه شهد تحولاً عقب ذلك، حيث انتقل من نشاطه بالواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي عبر إقامة لقاءات مع مجاميع من المواطنين في مناطق مختلفة وبات يزعم بأن عدد اتباعه تجاوز الـ200 ألف شخص.
وبعيداً عن صحة مزاعم الرجل من عدمها، إلا أن الأكيد في الأمر هو أن سيطرة جماعة الحوثي خلق بيئة مناسبة تسهل له ولغيره استقطاب الأتباع وإقناعهم بما يريدون حتى وإن كان ذلك منافيا للعقل والمنطق.
ففكر الجماعة ومشروعها في "الحكم الإلهي" الذي تحاول زرعه بالقوة في عقول اليمنيين قائم بحد ذاته على قائمة من المرويات الإسلامية المشكوك في صحتها كحادثة الغدير ومزاعم منح الرسول الولاية الدينية والسياسية لعلي بن أبي طالب، وقائم أيضاً إلى جوار ذلك على سلسلة من الخرافات والأساطير.
يضاف إلى سياسة التجهيل الممنهج الذي تمارسه جماعة الحوثي بضرب العملية التعليمية في مناطق سيطرتها وتسخيرها لغسل أدمغة الأطفال بالأكاذيب والخرافات لضمان ولائهم وضمان تحويلهم إلى وقود لحربها الشاملة للسيطرة على اليمن وتهديد دول الجوار.
صورة مفزعة ومؤشرات خطيرة تدق ناقوس الخطر من استمرار سيطرة جماعة الحوثي على الشمال للسنوات القادمة، ستحوله إلى رقعة جغرافية متكدسة بكثافة سكانية يخيم عليها الجهل والخرافات وستمثل مشاريع موت جاهزة تهدد اليمن والجوار لعقود.