من خامنئي إيران إلى حوثي اليمن.. ثورة الجدائل وكسر صنمية القائد المستبد
تقارير - Wednesday 05 October 2022 الساعة 08:27 amليس الأهم فيما يحدث في مدن ومناطق إيران منذ أيام أن تكون ثورة أو أن تنجح في تغيير منظومة الحكم في البلاد لأن قبضة الكهنة والعمائم السوداء قادرة على احتواء زخم الخروج الشعبي إلى الشارع.. بل إن كسر صنمية الفقيه الفرد في طهران ونسف القداسة التي تحاك حوله وشخصه منذ عقود من الزمن هو الأهم ليس بالنسبة لطهران وخامنئي بل لليمن ولبنان والعراق ولعبد الملك الحوثي وحسن نصر الله ومراجع بلاد الرافدين.
لم يعد خامنئي ومراجع الطائفية التي تحكم إيران وتتحكم بحلفاء طهران في المنطقة تحت شعار مذهبي طائفي ولغاية وهدف وأطماع قومية فارسية لم يعد لهم قداسة بعد أن كسرت ثورة الجدائل حاجز المهادنة وسقف الرفض إلى مدى لم يكن متوقعا.
جيل جديد لا يؤمن بقداسة القيادات الخرفة وضع صور خامنئي تحت الأقدام وحينها كسرت قداسة المرشد أو الفقيه الأكبر صاحب الأمر والنهي والحضور الأول في الوعي العام الإيراني منذ ثورة الخميني في سبعينات القرن الماضي
هذا التمرد على سلطة ومكانة الدكتاتور في إيران لن تبقى حبيسة جغرافيا الدولة الإيرانية ووعي الشعب الإيراني بل تنسحب على زعيم مليشيات الحوثي الذي نصب نفسه خامنئياً آخر في شمال اليمن مستنسخا ألقاب خامنئي كقائد الثورة والسيد القائد.
القداسة التي عمل الحوثيون على إحاطة زعيمهم بها لم تعد مجدية بعد أن أسقطت هيبة وقداسة الصنم الأكبر ووضعت صوره تحت أقدام الإيرانيات من طالبات المدارس والجامعات وعامة الشعب الإيراني الذي طفح بتأليه الأصنام.
لم تعد أعمال القطرنة التي تطلى بها وجوه المستعبدين في مناطق المليشيات الحوثية في ذكر المولد النبوي أو ذكرى كربلائيات جلبها عبد الملك الحوثي مع قدومه إلى حياة اليمنيين فارضا نفسه حاكما بقوة البندقية وبطش المليشيات الغاشمة.
السقوط تحت الأقدام نتيجة حتمية للطغاة وأدعياء الوساطة بين السماء والناس في زمن ما بعد الأنبياء، لأن ادعاء الفضيلة وإجبار الناس على تملق العمائم والتدخل في حياة الناس وتفاصيل يومياتهم لم يعد مقبولا حتى وإن زاد القمع واستكان الناس مدة من الزمن.
سيسقط عبد الملك الحوثي ذات يوم وستدوس طالبات مدارس صنعاء على صورته وستذهب دون رجعة ألقاب القائد والسيد وقائد الثورة وحفيد النبي، ولن تبقى سوى الحقيقة والناس وحقهم في حياة بدون أوصياء باسم السماء.