رفض الهدنة وتهديد منابع النفط بالخليج.. مقامرة حوثية باليمنيين خدمة لإيران

تقارير - Wednesday 05 October 2022 الساعة 03:08 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

أعاد الموقف الأخير لجماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، الرافض للمقترح الأممي لتمديد الهدنة لستة أشهر إضافية، التذكير بفداحة الدور التخريبي الذي تمارسه الجماعة في اليمن لخدمة المصالح الإيرانية.

فعلى عكس ما كان متوقعاً، جاء رفض الجماعة لمقترح تمديد الهدنة المقدم من المبعوث الأممي مستغرباً، بالنظر إلى أن المقترح يلبي أغلب مطالب الجماعة وعلى رأسها إدراج بند صرف رواتب الموظفين بمناطق سيطرتها ضمن بنود الهدنة بناءً على تفاهمات مسبقة بين أمريكا وسلطنة عُمان وبموافقة من الجماعة.

ودفعت هذه التفاهمات المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ عقب جولته الأخيرة في المنطقة أواخر الشهر الماضي إلى القول إنه "وجد دعمًا من جميع نظرائه بالمنطقة لاتفاقية هدنة موسعة تشمل سداد رواتب موظفي الخدمة المدنية، وتحسين حرية الحركة من خلال فتح الطرق، ونقل الوقود بسرعة عبر الموانئ، وتوسيع الرحلات التجارية من مطار صنعاء".

ليأتي الرفض الحوثي ناسفاً لكل هذه الجهود، وهو ما يفسر موجة الإدانات غير المسبوقة ضد موقف الحوثي من أبرز القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وكان لافتاً الإدانة الواضحة من قبلها للتهديدات التي أطلقتها الجماعة فور فشل تمديد الهدنة باستهداف الشركات النفطية العاملة في دول الخليج. 

ويرى مراقبون بأن الغضب الدولي وبخاصة الأمريكي ضد موقف الحوثي وتهديداته، لاعتبارها رسالة ابتزاز واضحة من قبل إيران رداً على وصول المفاوضات الدائرة منذ أكثر من عام للعودة للاتفاق النووي إلى طريق مسدود.

فأمريكا ومن ورائها دول أوروبا تعيش منذ مطلع العام الحالي حالة غير مسبوقة من التضخم بسبب أزمة أسعار الطاقة وارتفاعها بشكل كبير جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وأي هجمات قد تطال قطاع النفط في الخليج العربي سيزيد من هذه الأزمة، وهو ما تراه إيران فرصة سانحة لتحقيق مكاسب سياسية لصالحها.

حاجة إيران في تحريك ورقة الحوثي لابتزاز الغرب لا تقتصر على الملف النووي، بل إنها تراها ضرورة ملحة لها في الوقت الراهن لوقف موجة الاحتجاجات التي تشهدها مدن البلاد وتتهم الغرب بالوقوف خلفها.

وتشهد إيران منذ ثلاثة أسابيع موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات والغضب الشعبي العام في أغلب مدنها بسبب حادثة وفاة شابة كردية تدعى مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل الأمن بدعوى انتهاك قواعد الحجاب.

وفشلت كل محاولات النظام الإيراني في إخماد هذه الاحتجاجات رغم سقوط نحو 100 قتيل من المتظاهرين واعتقال المئات منهم، في حين تشير تقارير إلى أن هذه الموجة من الاحتجاجات شملت لأول مرة مناطق تعد معاقل للموالين لنظام ولاية الفقيه في العاصمة طهران ومدن أخرى، في مؤشر خطير يهدد مستقبل وبقاء هذا النظام.

هذا التهديد الذي يواجه النظام الإيراني يدفعه –بحسب مراقبين– إلى محاولة صرف الأنظار عن ما يحدث بالداخل بتحريك أذرعه لإشعال بؤرة عنف بالمنطقة، وهنا تبرز جماعة الحوثي كأسهل وأرخص هذه الأذرع لأداء هذا الدور من خلال نسف جهود تمديد الهدنة والتهديد بضرب الشركات النفطية في دول الخليج.