من صعدة إلى مأرب وأبين.. الإخوان يحصون خيباتهم وحضرموت لن تكون الأخيرة
تقارير - Saturday 08 October 2022 الساعة 03:31 pmلم يتمهل الإخوان قليلا وسارعوا لتبني موقف لئيم يبارك انفصالا في حضرموت ينشده قادة الجماعة من مرابض استثماراتهم وحضورهم في الخارج.. وباسم حضرموت تعالت أصواتهم لمباركة قيام دولة حضرمية منفصلة عن الجنوب.
انتهازية لا تختلف عن مباركة قيادات الإخوان لسقوط محافظة صعدة بإيدي ذراع إيران في عام 2011م ومنح قيادات المليشيات آنذاك صفة ثوار كما قال حينها القيادي الإخواني حميد الأحمر الذي بشر بسيطرة إخوانه الثوار، كما وصفهم على صعدة.
بعد ذلك وصل "إخوة" حميد الأحمر الثوار وطردوه من محافظته ومديريته وقريته ومن بيته ليستقر في تركيا ويعود إلى ذات المربع مع صديقه باتيس للوقوف خلف مؤامرة ضرب أمن واستقرار حضرموت نكاية بالمجلس الانتقالي والقوات الجنوبية.
هبة الإخوان وتوجيه ثقلهم إعلاميا وتنظيميا صوب خطاب ينادي بدولة حضرموت كان متوقعا غير أن هذا الخطاب سيذوب حين ترفع قبائل مأرب صوتها للمطالبة بتمكين أبناء سبأ من إدارة محافظتهم ومواردها بعد 8 أعوام من ابتلاع الإخوان لكل موارد مأرب المحافظة النفطية وسيطرتهم على السلطة والثروة والنفوذ فيها.
الاعتراف بأحقية المجتمعات المحلية في إدارة شأنها محليا وعسكريا وأمنيا مبدأ يرفضه الإخوان في الجنوب ومأرب ويفرضونه في تعز وليس خطابهم عن حضرموت سوى محاولة ابتزاز لتدارك ما يمكن من حضور لهم في المهرة وحضرموت.
رفع أبناء حضرموت شعارا لتمكينهم من إدارة محافظتهم ورحيل قوات الإخوان من الوادي وبناء قوة حضرمية تحل بدلا عن قوات المنطقة الأولى التي يفترض أن تتجه إلى مسرح عمليات الجيش في مأرب على التماس مع مليشيات الحوثي.
بعد ذلك خرج المجلس الانتقالي في اجتماع لقيادته بإعلان يؤيد مطالب الجماهير التي خرجت وتخرج في حضرموت وهو موقف مسؤول يساند مطالب مشروعة لأبناء حضرموت والمهرة أيضا كحق تمتعت به محافظات أخرى تقبع تحت حكم الإخوان وتعز مثالا على ذلك.
جند الإخوان نحو 100 ألف جندي ورجل أمن وفرد مليشيا في تعز ما بين قوات تابعة لوزارة الدفاع والداخلية ومعسكرات تابعة لحمود المخلافي وحصلوا على أكثر من 50 ألف رقم عسكري فلماذا لا يحصل أبناء حضرموت والمهرة على نصيب كتعز ليتمكنوا من إدارة محافظاتهم وليست تجربة النخبة الحضرمية ودورها الفاعل بعيدة عن المشهد.
لا يرفض الانتقالي أن يدير أبناء حضرموت محافظتهم، بل هذا مطلب أعلن في بيان له تأييده وسعى الإخوان للتحريض على الانتقالي وعلى محافظات جنوبية وبخطاب مناطقي مقيت سيفشل كما فشل فى محافظة أبين وحينها على الإخوان أن يتقبلوا صوت مأرب التي تطالب بتسليم خطام قيادتها لأبنائها.
ذهبت صعدة مع الحوثي وكذلك صنعاء والشمال بكله ما عدا عدد من المديريات في مأرب وتعز والحديدة وخسر الإخوان أبين التي حولوها إلى منطلق لإعلان حربهم على الجنوب وعلى عدن بدرجة رئيسية وتحررت شبوة من حضورهم وخبثهم لكن الإخوان لم يتعلموا أبدا ولا زال قطيعهم يساق إلى معارك هامشية لا تخدم إلا إبقاء الشمال في قبضة المليشيات الحوثية.
يحصي الإخوان خيباتهم من صعدة إلى صنعاء وأبين وشبوة ويتناقضون في واقع تعز ومأرب وها هم يتجهون صوب حضرموت، لكنها لن تكون محطة انتكاستهم الأخيرة فلا زالت المهرة ومأرب تنتظران الوقت المحدد لإسدال الستار على آخر فصول عبث الإخوان والذي يمتد منذ 2011 م وحتى اليوم.