من الدين إلى السياسة.. معارك عبثية لنخب الشمال تطيل بقاء الحوثي
تقارير - Tuesday 11 October 2022 الساعة 07:30 pmأشار عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي إلى ما وصفها بحالة التيه والتخبط القائمة في مناطق الشمال، في تعليق له على حالة الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بين نخب وناشطي الشمال.
توصيف القيادي الجنوبي الذي أطلقه عن الوضع في الشمال، يعود بحسب منشوره في صفحته في الفيسبوك، إلى ما أسماها بـ"التقليعات التي يشهدها الشمال عن الأقيال والهاشمية، وعن مدح وذم بعض الصحابة، وظهور المهادي المُنتظرين".
حديث القيادي بالمجلس الانتقالي جاء على إثر ردود الأفعال على تصريحات للشيخ الديني/ الحبيب علي الجفري في لقاء تلفزيوني أجرته معه قناة "اليمن اليوم" مؤخراً حول مسائل دينية منها قضية "آل البيت"، حيث أشار الجفري إلى إجماع المذاهب الإسلامية على أفضليتهم واحترامهم.
وأثارت تصريحات الجفري هجوماً عنيفاً من قبل الناشطين المعارضين لجماعة الحوثي وخاصة من يطلقون على أنفسهم بـ"الأقيال اليمنيين"، واعتبروها تعزيزاً لمشروع الحوثي القائم على فكرة الاصطفاء الإلهي "آل البيت" لفرض مشروع بالحكم بقوة السلاح.
الهجوم على الجفري تحول إلى هجوم ضد الفكر الصوفي الذي ينتمي له الرجل وينتشر بمناطق واسعة من اليمن وبخاصة محافظة حضرموت التي ينتمي لها الرجل أيضاً، وتشهد إقامة العديد من المناسبات الدينية وعلى رأسها المولد النبوي، والتي لم تسلم أيضاً من الانتقاد عبر مقارنتها باحتفالات جماعة الحوثي.
هذه المقارنة أثارت غضباً في الأوساط الجنوبية، وعبر عنها ما كتبه السياسي الجنوبي سعيد بكران على صفحته في "الفيس بوك"، معتبراً هذه المقارنة بأنها "سخافة إخوانية وحدوية تخدم الحوثي وتقدم له ما لا يملك".
ويؤكد بكران بأن المشكلة ليست في الاحتفال بالمولد النبوي أو أي مناسبة دينية لأي دين أو مذهب أو طائفة كانت، بل إن المشكلة هي في تحويل المناسبة الدينية أو المذهبية لفعالية سياسية وسلطوية بمال وسلاح وساحات الدولة والحكم، "وهذا ما يفعله الحوثي بالمولد النبوي" كما يرى بكران.
الهجوم ضد تصريحات الجفري أعاد الجدل حول نشاط ما يعرف بحركة الأقيال اليمنيين، والانتقادات الموجهة لبعض ما يصدر تحت هذه اللافتة من خطاب يراه البعض متطرفاً وحاداً يتجاوز هدف نسف أفكار الحوثي العنصرية كفكرة الولاية والاصطفاء.
حيث يرى المنتقدون بأن هذا التطرف والحدية تصب في صالح جماعة الحوثي بتصوير الأمر على أنه استهداف للدين لإثارة عواطف غالبية اليمنيين لصالحها في مجتمع محافظ ومحدود الوعي، إلى جانب تصوير الأمر بأنه توجه لاجتثاث "الهاشميين" في اليمن لضمان بقاء ولائهم لمشروعها.
الانتقاد الموجه لخطاب "الأقيال" يتشابه مع الانتقاد الذي يطال الخطاب العام لقوى ونخب الشمال المواجهة للحوثي وما يعانيه من ضياع وتشتت يتجلى في خلق معارك عبثية بعيداً عن المعركة الأساسية ضد جماعة الحوثي، التي تستفيد من ذلك باستغلاله لصالحها مرة تحت لافتة حماية "الدين" ومرة تحت لافتة حماية "الوحدة".
فالهجوم الحاد ضد آراء الجفري يعيد إلى الأذهان الحملة التي شنتها نخب الشمال تحت لافتة "الوحدة" خلال أحداث شبوة في أغسطس الماضي بسبب إنزال القوات الجنوبية لعلم الوحدة ورفع علم الجنوب في عتق، حيث صورت نخب الشمال الأمر اعتباره أشبه بإعلان رسمي لانفصال الجنوب عن الشمال.
صراخ نخب الشمال عن ما تراه "انفصالا" يقوده المجلس الانتقالي يتجاهل الانفصال الحقيقي الذي يقوده الحوثي منذ فقدانه السيطرة على مناطق الجنوب، كما أنها تمثل ذريعة له للتحشيد في الشمال تحت لافتة الوحدة.
معارك عبثية في الدين والسياسة يراها الجنوب "هراء لا طائل منه" على حد وصف القيادي الجنوبي العولقي، معيداً التذكير بالمعركة الحقيقية للشمال مع جماعة الحوثي، ومؤكداً بان السبيل لها "يكمن في عزم السواعد والسلاح".