بين العكيمي وابن الوزير.. تمرد وانتهازية تفضح عورة الإخوان
تقارير - Wednesday 12 October 2022 الساعة 07:25 pmأعاد الموقف الإخواني الرافض لقرار مجلس القيادة الرئاسي بتعيين اللواء حسين العجي العواضي محافظاً للجوف، بديلاً للقيادي الإخواني أمين العكيمي، تسليط الضوء على السلوك الانتهازي الذي تمارسه الجماعة بمواقفها السياسية خلال الفترة الأخيرة.
فالاعتراض الإخواني جاء رغم أن القرار صدر في ضوء الحديث عن تسوية سياسية جرت داخل المجلس الرئاسي بموافقة الإخوان حول ملفات عدة، شملت الوضع في شبوة ومأرب وحضرموت، بحسب مصادر سياسية تحدثت في وقت سابق لـ"نيوزيمن".
كما أن الاعتراض الإخواني جاء على لسان فرع حزب الإصلاح (الذراع السياسي لإخوان اليمن) في محافظة الجوف، دون تأكيد أو نفي رسمي من قيادة الحزب، في تصرف انتهازي من قبل الجماعة بترك الأمر انتظاراً لما تؤول إليه تداعيات الموقف.
بيان الحزب تضمن إعلانا واضحا بالتمرد، بتأكيده رفض التعاطي مع قرار المجلس الرئاسي بتعيين محافظ وقائد لمحور الجوف، مطالبا بعودة "العكيمي" الذي وصفه بمحافظ الجوف إلى داخل اليمن، ملوحاً بشكل غير مباشر بالتمرد المسلح. في إشارة إلى تكرار ما حدث في شبوة قبل نحو شهرين.
اللافت في البيان كان دفاعه عن العكيمي بصورة أثارت سخرية واسعة بين اليمنيين، حيث وصفه بأنه "الرجل الغني عن التعريف، الذي قدم جهودا وتضحيات في سبيل الدفاع عن الشرعية والجمهورية والمحافظة، وحقق من الإنجازات ما لم تحققه الحكومات السابقة في فترة وجيزة وبإمكانيات محدودة".
وفي حين لم يذكر البيان أحد هذه الإنجازات، اكتفى بالإشارة إلى أن العكيمي "كان آخر شخص غادر المحافظة بعد سقوطها" بيد مليشيات الحوثي في مارس من عام 2020م، وهو ما أعاد التذكير بالصدمة التي احدثتها مشاهد سقوط مديريات المحافظة وعاصمتها الحزم آنذاك خلال أيام وبدون أي مقاومة.
سقوط جاء بعد صدور أوامر لقوات الجيش والمقاومة بالانسحاب من أمام مليشيات الحوثي عبر أجهزة الاتصال اللا سلكي بحسب شهادة القائد البارز في مقاومة الجوف والقيادي بجماعة الإخوان الحسن علي أبكر، والذي حمل في تصريحات وحوارات لاحقة مسئولية سقوط الجوف للعكيمي، مشيراً إلى أدائه التسلطي بتولي زمام الأمور السياسية والعسكرية وحبه للظهور وتصدر المشهد.
سقوط عاصمة محافظة الجوف ومديرياتها المحررة جاء بعد 5 سنوات من تضحيات ودماء المقاومين من أبنائها وقبائلها وقوات الجيش الذين خاضوا معارك عنيفة ضد المليشيات بقيادة المحافظ السابق (والحالي) اللواء حسين العجي العواضي خلال عامي 2015-2016م.
العواضي الذي عينه الرئيس السابق هادي محافظاً للجوف أواخر عام 2014م، يُعد أحد قادة النصر والتحرير للمحافظة إلا أن عدم انتمائه لجماعة الإخوان لم يشفع له ذلك، لتقود ضده عمليات تحريض وتمرد وصلت حد اقتحام مكتبه في عاصمة المحافظة من قبل مليشيات مسلحة، بهدف إزاحته وتعيين العكيمي بدلاً عنه، وهو ما حققه لها هادي في أغسطس 2016م.
تولى العكيمي أمور المحافظة وتوقفت عندها معارك التحرير، لتبدأ معاركه الخاصة في التفرد بالأمر واقصاء أي منافس له حتى وان كانوا من قيادات الإخوان كالحسن علي أبكر قائد المقاومة في الجوف أو من الموالين لهم كالقائد السابق للمنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن/ هاشم الأحمر، ولينتهي المشهد بسقوط مذل للمحافظة بالكامل بيد مليشيات ذراع إيران.
تتفاخر جماعة الإخوان بأن العكيمي كان آخر الهاربين من أمام مليشيات الحوثي في الجوف، وتعد ذلك منجزاً يمنحه إقامة دائمة في منصب المحافظة بل ومبرراً للتمرد على قرار إقالته، في حين لا تزال إلى اليوم تصر على موقفها بإقالة محافظ شبوة عوض الوزير العولقي انتقاماً لفشل تمردها المسلح عليه في أغسطس الماضي.
إصرار الجماعة على إقالة محافظ شبوة رغم القبول الشعبي والتأييد القبلي الذي يحظى به، ونجاحه في لملمة صفوف المحافظة وتوحيد كلمتها بعد أن مزقتها سلطة الإخوان في عهد محافظها السابق ابن عديو، الذي تمت إقالته عقب سقوط مديريات بيحان الغربية بيد مليشيات الحوثي بدون مقاومة كما حصل في الجوف، قبل أن تستعيدها قوات العمالقة الجنوبية مطلع العام.
الموقف الإخواني من العكيمي وابن الوزير، بالتمسك بالأول محافظاً للجوف رغم اتهامه بتسليم المحافظة للحوثي، والتمسك بإقالة الثاني من منصب محافظ شبوة رغم نجاحه في تأمينها وتحريرها وتوحيد قواها، يفضح بجلاء حقيقة الانتهازية والنفاق السياسي للإخوان في اليمن.