في أسبوعها السادس.. احتجاجات إيران تتواصل وإضرابات تعم المدن

العالم - Saturday 22 October 2022 الساعة 08:01 pm
نيوزيمن، وكالات:

نفّذ تجار وعمّال في عدّة مدن إيرانية إضراباً السبت، في إطار الاحتجاجات التي اندلعت قبل أكثر من شهر إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها من قبل الشرطة، حسبما أفادت منظمات غير حكومية.

وتوفيت مهسا أميني عن 22 عاماً بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بذريعة انتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران.

وأدت حملة قمع الاحتجاجات، التي تعدّ الأوسع منذ الاحتجاجات التي شهدتها إيران في العام 2019 على ارتفاع أسعار الوقود، إلى مقتل 122 شخصاً على الأقل من بينهم أطفال، وفق منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ في أوسلو مقرّاً.

وتتقدم الشابات الإيرانيات الحركة الاحتجاجية، من دون أن يضع عدد كبير منهن الحجاب، ويردّدن هتافات مناهضة للسلطة، كما يتواجهن مع القوات الأمنية.

ودعا ناشطون إلى تظاهرات جديدة السبت، وهو اليوم الأول من الأسبوع في إيران.

 لكن السلطات تسعى لقمع الاحتجاحات والتعتيم على حجم هذه التحرّكات من خلال قيود فرضتها لمنع الوصول إلى الإنترنت.

ووفق قناة "1500 تصوير"، فقد "نُفّذت إضرابات في مدن من بينها سنندج وبوكان وسقز"، وهذه الأخيرة مسقط رأس مهسا أميني.

وأشارت منظمة "هينغاو" الحقوقية ومقرّها في النروج إلى إضراب للتجار في بوكان (شمال شرق) وسنندج وسقز (شمال غرب)، وأيضاً في مريوان (غرب).

- "قمع منهجي" -

وفي أماكن أخرى في إيران، صفّق عشرات الطلاب وهتفوا خلال تظاهرة في جامعة شهيد بهشتي في طهران، حسبما أظهر مقطع فيديو نشرته قناة "1500تصوير" على "تويتر" السبت.

وتجمّع عشرات العمّال أمام مصنع شوكولا في مدينة تبريز عاصمة إقليم أذربيجان شرقاً، وفق مقاطع فيديو أخرى.

وفي هذه الأثناء، دعت إحدى نقابات المعلّمين إلى إضراب وطني في البلاد الأحد والإثنين، للتنديد بحملة القمع التي أودت بحياة 23 طفلاً على الأقل، وفق منظمة العفو الدولية.

وقال المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين في بيان إنّ "الاعتصام" سيكون ردّاً على "القمع المنهجي" الذي تمارسه القوات الأمنية ضد طلاب وطالبات المدارس. 

وأضاف المجلس "المعلّمون الإيرانيون لن يتسامحوا مع هذا الاستبداد (...)"، مجدِّداً دعمه لحركة الاحتجاج.

والجمعة شهدت مدينة زاهدان وهي عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان المضطربة في جنوب شرق إيران احتجاجات موسعة قوبلت بحملة قمع من قبل  السلطات الإيرانية. 

وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي محتجين في زاهدان وهم يهتفون "الموت للدكتاتور"، في إشارة إلى المرشد  الأعلى علي خامنئي، و"الموت للباسيج"، في إشارة إلى فصائل الباسيج التي استخدمتها السلطة على نطاق واسع لقمع المحتجين.

وانتشر الغضب بعد مزاعم عن تعرض مراهقة من عرقية البلوش للاغتصاب على يد شرطي، مما أثار توترات عميقة في تلك المنطقة التي تعيش فيها الأقلية السنية.

وتقول جماعات حقوقية إن عشرات الأشخاص قتلوا فيما يسميه السكان بـ"يوم الجمعة الدامي" عندما فتحت قوات الأمن النار على الحشود. 

وقدرت منظمة (حقوق الإنسان الإيرانية)، ومقرها أوسلو، عدد القتلى بأكثر من 90 شخصا، بينما زعمت السلطات الإيرانية أن انفصاليين تورطوا في أعمال العنف بزاهدان، دون تقديم تفاصيل أو أدلة. 

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصا على الأقل في حملة قمع بعد صلاة الجمعة في زاهدان جنوب شرق البلاد، في 30 سبتمبر، في واحدة من أعنف الاضطرابات التي تشهدها الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني.

وعلى صعيد متصل اتهم الحرس الثوري الإيراني رجل دين سنيا بالتحريض على الجمهورية الإسلامية وحذر من أن ذلك قد يكلفه ثمنا باهظا بعد أن قال إن مسؤولين بينهم المرشد الأعلى مسؤولون عن مقتل العشرات في مدينة زاهدان الشهر الماضي.

وكان رجل الدين السني البارز في زاهدان مولوي عبد الحميد قال خلال خطبة الجمعة إن كبار المسؤولين بمن فيهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي "مسؤولون أمام الله" عن جرائم القتل التي وقعت في 30 سبتمبر.

وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في زاهدان ونشرت على موقعه على الإنترنت "بأي جريمة قتلوا؟ المسؤولون... والزعيم الأعلى للجمهورية الإسلامية (خامنئي) الذي يقود جميع القوات المسلحة جميعهم مسؤولون أمام الله".

وقال بيان مقتضب الرسمي للحرس الثوري نشره موقع سباه نيوز الإخباري السبت: "سيد عبد الحميد تشجيع الشباب وتحريضهم على جمهورية إيران الإسلامية المقدسة قد يكلفك غاليا! هذا هو التحذير الأخير!".

في غضون ذلك، اتهم ناشطون السلطات الإيرانية بشنّ حملة اعتقالات جماعية وحظر سفر، وتضمّ القائمة رياضيين وصحافيين ومحامين ومشاهير.

- تجمّعات في الخارج -

وفي الخارج، استمرّت التظاهرات تضامناً مع الاحتجاجات في إيران، بما في ذلك في طوكيو وألمانيا.

ويتهم القادة الإيرانيون الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة بالتخطيط "لأعمال الشغب" هذه. وأدان المجتمع الدولي حملة قمع الاحتجاجات، فيما فرض عدد من الدول إضافة إلى الاتحاد الأوروبي عقوبات على قيادات وكيانات إيرانية.

ورفضت عائلة مهسا أميني التقرير الطبي الرسمي الذي يقول إنّها توفيت لإصابتها بمرض مزمن وليس نتيجة تعرّضها للضرب من قبل الشرطة.