الجبهة "المنسية" من مريس إلى يريم.. أقصر طرق الحسم شمالاً ضد الحوثي
تقارير - Saturday 29 October 2022 الساعة 08:23 amمع استمرار جماعة الحوثي في عرقلة الجهود الدولية لتمديد الهدنة الأممية كورقة ابتزاز لفرض شروطها، تعود إلى الأذهان الأحداث التي مرت بها الحرب في اليمن منذ انطلاقتها قبل 7 سنوات، وكيف أدارت الشرعية في عهد هادي المعركة بشكل سيئ تسبب في منع الحسم العسكري ضد الجماعة على الأرض وتسببت في بقائها إلى اليوم.
حسمٌ كان في متناول اليد بسبب توافر كل الظروف والإمكانات خلال سنوات الحرب الأولى وبأقل التكاليف بعد أن تمكنت المقاومة الجنوبية من النجاح في ذلك بالعام الأول، وتحرير محافظات الضالع ولحج وعدن وأبين ولاحقا شبوة، ما أضاف قاعدة انطلاق مهمة لمعارك تحرير الشمال وعبر أكثر من جبهة.
أهم هذه الجبهات -وربما أسهلها- كانت في شمال الضالع وتحديداً مديرياتها "الشمالية" ابتداءً من جبهة مريس في قعطبة وصولاً إلى جبهات حمك وجبال العود على حدود إب التي مثلت أشرس الجبهات في وجه مليشيات الحوثي وعجزت عن إسقاطها، وتعزز الموقف مع تفجر المقاومة داخل مدينة دمت الواقعة شمال مديرية قعطبة أواخر 2015م.
ورغم تمكن ذراع إيران من حسم المعركة في دمت، إلا أنها عكست حقيقة غياب الحاضنة الشعبية لها هناك، وهي الميزة الأهم لجبهات شمال الضالع في سهولة تحقيق نصر عسكري على حساب الحوثي لو توافر لها الدعم وأعيد ترتيبها وتنظيم صفوفها متى ما توفرت النوايا والقيادة.
الخسائر الفادحة التي تكبدتها المليشيات في معركة دمت أعادت التذكير بالمعركة التي جرت في مديرية الرضمة المجاورة والتابعة لمحافظة إب أواخر 2014م بين قبائل المديرية والحوثيين وتجددت مع انطلاق عاصفة الحزم في العام التالي، معارك أذاقت المليشيات هزائم مذلة بأسلحة القبائل الشخصية ودون أي دعم من التحالف أو الشرعية.
كما أن معركة دمت شاركت فيها عناصر المقاومة التي انسحبت من بعض مديريات محافظة إب المجاورة وعلى رأسها بعدان، بعد أن واجهت مليشيات الحوثي بأسلحتها الشخصية، ما يسلط الضوء على ضعف الحاضن الشعبي للمليشيات في هذه المحافظة والذي تعزز بما شهدته مديرياتها مع تفجر القتال بين مليشيات الحوثي وأنصار الرئيس الأسبق علي صالح أواخر 2017م في صنعاء، حيث أعلنت أغلب مديريات المحافظة محررة من عناصر الحوثي.
أحداث وحقائق توضح مدى أهمية الجبهة المنسية من خارطة الاهتمام منذ بداية الحرب، وحجم الظروف المتهيئة لإلحاق هزيمة عسكرية بمليشيات الحوثي وبأقل تكلفة في حالة القدرة على توظيف كل هذا الإرث من الرفض الشعبي والمجتمعي المقاوم لتواجد الحوثي ومليشياته، لاستعادة مشاهد 2014 و2015م وحتى أواخر 2017م.
تحقيق ذلك سيمثل نصراً استراتيجياً بحقائق الجغرافيا، فالوصول إلى الرضمة يعني فتح أقصر طريق نحو مدينة رداع قلب محافظة البيضاء الاستراتيجية بقبائلها وأبنائها الرافضين بشدة للحوثي، مع تحرير مديرية جُبن أكبر مديريات الضالع مساحة بدون قتال.
كما أن الوصول إلى الرضمة وما بعدها مع تكرار الأمر في باقي مديريات إب كما حصل أواخر 2017م يعني أن المعركة باتت على أسوار محافظة ذمار وما يعنيه ذلك من حسم الوضع في تعز بدون تكلفة تذكر.
مشهد قد يراه البعض أقرب إلى الأحلام الوردية أو دعوة إلى تسعير الحرب ووأد جهود السلام في اليمن وإطالة معاناتهم، لكنه في الحقيقة أقرب إلى الممكن والطريق الوحيد لإجبار جماعة الحوثي على السلام عبر كسرها عسكرياً على الأرض.