دعوة لإضراب المعلمين.. مناهج "حوثية" تفخخ الشمال بالإرهاب
تقارير - Sunday 30 October 2022 الساعة 04:56 pmدعت نقابة المعلمين اليمنيين جميع أعضائها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، إلى الإضراب العام ابتداءً من السبت، احتجاجاً على التغييرات التي أدخلتها الجماعة على المناهج الدراسية.
وحذرت النقابة، في بيان لها، بأن هذه التغييرات وصبغها بالأفكار الطائفية "تستهدف طمس الهوية الوطنية وتفتت النسيج الاجتماعي الواحد الثري بتنوعه الثقافي"، مضيفة بأنها تعد "انقلابا واضحا على النظام الجمهوري وتهدف لصناعة أجيال ملغمة عقائديا بتلك الأفكار الطائفية”.
وفي حين استنكرت النقابة إجبار الطلاب في المدارس على ترديد الصرخة بدلاً عن النشيد الوطني، دعت النقابة في بيانها إلى وقف سياسة الإقصاء التي يتعرض لها المعلمون والتربويون في مناطق سيطرة الحوثيين، من خلال إقصائهم وإحلال بدلاً عنهم متطوعين من الحوثيين لا يمتون للسلك التربوي بشيء.
وسبق وأن أقدمت جماعة الحوثي على تغيير المناهج الدراسية، إلا أنها لم تنجح في فرضها بالقوة على كافة المدارس في مناطق سيطرتها وبخاصة الأهلية منها، وهو ما دفعها مؤخراً إلى إصدار قرار بتحويل امتحانات بعض الصفوف الابتدائية إلى امتحانات مركزية "وزارية" لفرض هذه المناهج.
هذا القرار فجر حملة اعتراض واسعة من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع نشر نماذج لهذه التغييرات التي أحدثتها جماعة الحوثي بالمناهج الدراسية، ما أعاد التذكير بخطورة ما تقوم به الجماعة من محاولة غرس أفكارها الطائفية والإرهابية في عقول الجيل الحالي.
وضمن هذه الحملة أصدرت "مؤسسة القلم التنموية" تقريراً موسعاً استعرضت فيه أبرز نماذج هذه التغييرات من خلال المناهج الدراسية لهذا العام 2022م، مشيرة إلى أن التقرير بمثابة صيحة إنذار للمسئولين بالحكومة الشرعية والإقليم لمواجهة "هذا التجريف الفكري الخطير والمدمر"، حسب قولها.
الصور الواردة في التقرير لنماذج المناهج الدراسية التي تحاول جماعة الحوثي فرضها، تظهر بوضوح أهداف الجماعة بغرس مشروعها وأفكارها في عقول الطلاب بداية من غلاف الكتب بصورة تكرس فكرة الحرب في ذهن الطالب، إما بوضع صورة لأحد قتلاها أو صورة من إحدى عملياتها العسكرية، كحال منهج اللغة العربية للصف السادس الذي وضعت فيه الجماعة على الغلاف صورة لأحد قتلى مليشياتها وهو طفل قتل في الجوف.
تكريس فكرة الحرب في ذهن الطالب يبرز واضحاً من الضخ الهائل لمصطلحات "الجهاد" و"الشهداء" وتمجيد لفكرة القتال لمواجهة "العدوان على اليمن" وهو مصطلح تعني به التحالف العربي، بل إن الأمر يصل أحيانا إلى مستوى مثير للسخرية، بحشر ذلك في أحد دروس مادة "الجغرافيا" عن الخرائط واستخدامات الأقمار الصناعية، لتزعم أن "دول العدوان استخدمتها للحرب على اليمن".
أما أخطر ما يمكن ملاحظته في هذه المناهج، فهو التركيز الواضح حول مصطلح "آل البيت" و"العترة" وحصر الدين وعلومه فيهم، ضمن محاولة الجماعة غرس "القداسة الدينية" لقياداتها في عقل الطالب عبر مصطلح "أعلام الهدى" باعتبارهم امتدادا لآل بيت النبي محمد بل ووضعهم في مرتبة واحدة مع الأنبياء والرسل.