اللعب المزدوج: الإصلاح محرك الفوضى الأمنية بتعز.. ومعارضها أيضاً
تقارير - Wednesday 02 November 2022 الساعة 02:18 pmعمد حزب الإصلاح الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، إلى دعم تشكيل كيانات نقابية شعبوية في تعز، تتبنى مواقف شكلية مناهضة للانفلات الأمني غير المسبوق في المدينة، في الوقت الذي يقف فيه "الإخوان" أنفسهم خلف تلك العصابات المسلحة التي تروع السكان.
ومن بين هذه الكيانات ما يسمى "تكتل تجار تعز"، وهو كيان أنشئ في وقت سابق، بدعم من الإخوان، في خضم الاعتداءات والانتهاكات والابتزاز الذي يتعرض له ملاك المحال التجارية في المدينة من قبل مجموعات مسلحة مجيشة في التشكيلات العسكرية والأمنية.
وتشهد الأسواق التجارية في مدينة تعز، عمليات ترويع للتجار والمتسوقين من جانب عناصر مسلحة محسوبة على قوات محور تعز، والتي تعمل على ابتزاز التجار ماليا وفرض إتاوات باهظة غير قانونية على المحلات التجارية.
وعلى رغم أن هذا التكتل نفذ منذ تأسيسه في نهاية العام 2020 عشرات الاحتجاجات بين الإضراب والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بإلقاء القبض على المطلوبين أمنيا، لكن أداءه اتسم بالانتقائية، كما استخدم في سياق صراع القيادات العسكرية والأمنية الإخوانية، مع بعضها، وأيضا في صراع قيادات الإخوان ضد مسؤولي السلطة المحلية غير المرغوبين للتنظيم.
وتعرض التجار في المدينة لانتهاكات كثيرة تنوعت ما بين القتل وعمليات السطو والاختطاف والتقطع لسيارات توزيع البضائع والاعتداء المسلح والاقتحامات ونهب ومصادرة ممتلكاتهم تحت قوة السلاح.
وتلقت إدارة أمن تعز، في السنوات الأخيرة آلاف البلاغات تقدم بها تجار وأصحاب محال تجارية، ضد عصابات مسلحة، لكن الشرطة في الغالب كانت تنزل ميدانيا عقب البلاغ، لتمارس الابتزاز ضد التاجر أو صاحب المحل، أو لتجبره على التنازل، بدلا من انصافه، ووصل بها الأمر حد تحذيرهم من أن تقديم بلاغات أمنية بالمسلحين يعرض حياتهم (التجار) للخطر.
ولا يكاد يمر يوم دون وقوع جريمة في المدينة، يرتكبها في الغالب مسلحون مجيشون ضمن قوات محور تعز، وسط تقاعس الأجهزة الأمنية التابعة للإخوان عن لجم الفوضى.
وخلص استطلاع أجراه "نيوزيمن"، في وقت سابق، وشمل ملاك محلات تجارية وسائقي سيارات أجرة ودراجات نارية وبائعي خضار وفواكه، إلى أن أغلب هؤلاء لا يثقون بقوات الأمن والجيش في تعز، بل ويرونها سبب المشاكل والجرائم في المدينة.
وجاءت نتائج الاستطلاع متطابقة مع إفادة من مصدر أمني –طلب عدم الكشف عن اسمه- قال فيها إن أغلب الجرائم في تعز يرتكبها مسلحون ينتمون للجيش والأمن وتعجز إدارة الأمن عن اعتقالهم لارتباطهم بنافذين في السلك العسكري والأمني.
"الهبة الشبابية للتصحيح"
وبجانب "تكتل تجار تعز"، ظهر في نهاية عام 2020 تكتل شبابي سياسي مدعوم من حزب الإصلاح الإخواني أطلق عليه "الهبة الشبابية للتصحيح"، بقيادة مجموعة من عناصر التنظيم.
وتبنى هذا الكيان شعارات براقة كالمطالبة بوضع حد للفساد المستشري في تعز، وتوفير الكهرباء الحكومية والماء والغاز المنزلي والنظافة والصحة والطرق وضبط الاختلالات الأمنية وغيرها من المطالب التي تمس المواطن بشكل مباشر، غير أن هدفها الرئيسي كان المطالبة بإقالة المحافظ نبيل شمسان.
كما تبنى رفض ما يسميه "الإهمال الحكومي المتعمد لمدينة تعز" وصرف رواتب الجيش والأمن ومخصصات الشهداء والجرحى وتوفير المشاريع، ووضع حد لانهيار العملة وتدهور الاقتصاد الوطني، والأهم "استعادة الموانئ والمنشآت النفطية في المحافظات المحررة"، وهو ابتزاز سياسي يتبناه تنظيم الإخوان ضد دول التحالف العربي والأطراف الأخرى المنضوية في الشرعية.
وفي خضم الخلافات التي تصاعدت بين قيادة السلطة المحلية في تعز وتنظيم الإخوان، حشد هذا الكيان لمظاهرات طالبت بإقالة المحافظ شمسان، كما نصب خيام اعتصام أمام مبنى المحافظة كنوع من الضغط على المحافظ.