مشاركات مشرفة للتحكيم العربي في تاريخ بطولات كأس العالم تمتد لأكثر من 88 عامًا

رياضة - Thursday 17 November 2022 الساعة 08:02 am
عدن، نيوزيمن:

يشهد مونديال كأس العالم قطر 2022 مشاركة تاريخية للتحكيم العربي، بحضور 13 حكمًا عربيًا (3 للساحة و7 مساعدين و3 للفيديو)، في امتداد لمسيرة الحكام العرب الذين كانت لهم بصمات مميزة في النسخ السابقة.

وسيشارك في مونديال قطر حكام الساحة: القطري عبد الرحمن الجاسم، والإماراتي محمد عبد الله حسن، والجزائري مصطفى غربال، أمّا المساعدون فهم القطريان طالب المري، وسعود أحمد، والمصري محمود أبو الرجال، والإماراتيان محمد الحمادي وحسن المهري، والجزائريان مقران قوراري، وعبد الحق إيتشعلي، أما حكام تقنية الفيديو "VAR" فهم القطري عبد الله المري، والمغربيان رضوان جيد، وعادل زوراق.

وتحمل أوراق التاريخ الكثير من المشاركات العربية والتي يجري استعراضها منذ عام 1934 والذي شهد أول حضور عربي عبر المصري يوسف محمد.

خاض التحكيم العربي في كأس العالم على مدار تاريخه تجارب مشرفة خلال 88 عامًا منذ أول مشاركة له في النسخة الثانية من البطولة عام 1934 وصولًا إلى نسخة 2022 التي ستحتضنها قطر خلال الشهر الجاري.

وسجل التحكيم العربي مشاركته في كأس العالم بمونديال إيطاليا 1934، عندما شارك الحكم المصري يوسف محمد في إدارة مباراة تشيكوسلوفاكيا وسويسرا، ليكون أول حكم عربي يشارك في إدارة مباريات كأس العالم.

وبعد أول مشاركة للتحكيم العربي، غاب لمدة 32 عامًا، قبل العودة في نهائيات مونديال إنجلترا 1966، ولم يغيبوا عنها منذ ذلك الوقت. ويعد المصري علي قنديل، أول حكم ساحة عربي، عندما أدار مباراة كوريا الشمالية وتشيلي، وعاد قنديل للمشاركة في نسخة 1970 في المكسيك، عندما أدار مباراة صاحب الأرض منتخب المكسيك مع منتخب السلفادور. 

واستمر الحضور المصري في مونديال ألمانيا عام 1974 عندما قاد محمود مصطفى كامل مواجهة ألمانيا الغربية وأستراليا أمام أكثر من 53 ألف متفرج في مدينة هامبورغ. 

وفي مونديال الأرجنتين عام 1978، أصبح السوري فاروق بوظو أول حكم عربي من القارة الآسيوية يدير مباراة في النهائيات، إذ أوكلت إليه مهمة إدارة المواجهة التي جمعت المنتخب الألماني حامل اللقب مع المكسيك في المجموعة الثانية. 

وشهدت مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي طفرةً للتحكيم العربي في المونديال؛ بمشاركة 3 حكام عرب في نسخة واحدة للمرة الأولى، وذلك في مونديال إسبانيا 1982 الذي شهد مشاركة الحكم البحريني إبراهيم الضوي والليبي يوسف الغول والجزائري بلعيد لاكارن.

وشهد مونديال المكسيك 1986 ظهور أول حكم سعودي في المونديال، وهو فلاج الشنار، إلى جانب السوري جمال الشريف، والتونسي علي بن ناصر.

وأدار التونسي علي بن ناصر المباراة الشهيرة بين إنجلترا والأرجنتين في ربع النهائي، وتصدر المشهد في هذه المواجهة الهدف الذي سجله النجم الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا بيده في مرمى الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون في ربع النهائي، ليتعرض الحكم التونسي بن ناصر لانتقادات حادة من الإعلام الإنجليزي بعد فوز الأرجنتين بهدفين لهدف.

وشهدت نسخة مونديال إيطاليا 1990 مشاركة 4 حكام عرب، هم التونسي ناجي الجويني، والسوري جمال الشريف، والحكمان المساعدان، الجزائري محمد حنصال والبحريني جاسم مندي.

وشهدت نسخة أمريكا 1994 ظهور الحكم الإماراتي علي بوجسيم في كأس العالم إلى جانب استمرار الشريف والجويني.

وأصبحت مسابقة فرنسا 1998 استثنائية للتحكيم العربي في كأس العالم، إذ شهدت مشاركة 4 حكام، هم المغربي سعيد بلقولة، والمصري جمال الغندور، والسعودي عبد الرحمن الزيد، والإماراتي علي بوجسيم.

وعرفت هذه النسخة إنجازًا تاريخيًّا بحضور الحكام العرب للمرة الأولى في إدارة المباراة النهائية للمونديال، بعدما تم اختيار بلقولة لإدارة مباراة فرنسا والبرازيل في نهائي المونديال. 

وفي نسخة كوريا الجنوبية واليابان 2002، ارتفع عدد الحكام العرب إلى 5، حيث أدار بوجسيم مباراتين، من ضمنهما المباراة الافتتاحية بين فرنسا والسنغال، فيما أدار كل من المغربي محمد قزاز والتونسي مراد الدعمي مباراة واحدة في دور المجموعات.

وشهدت هذه النهائيات مردودًا مميزًا للحكم الكويتي سعد كميل الذي أدار 3 مباريات، منها مباراة تركيا وكوريا الجنوبية في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، ومباراة كوريا الجنوبية وإسبانيا الشهيرة في ربع النهائي. 

وفي نسخة ألمانيا 2006، تراجع حضور التحكيم العربي في المونديال، بمشاركة حكم وحيد هو المصري عصام عبد الفتاح، والذي قاد مباراة وحيدة في دور المجموعات بين أستراليا واليابان. 

وكان مونديال جنوب إفريقيا 2010 شاهدًا على عودة التحكيم السعودي إلى هذا العرس العالمي، بحضور خليل جلال الذي كان الممثل الوحيد للتحكيم العربي بجنوب إفريقيا، وقد أوكلت إليه مهمة قيادة قمة فرنسا والمكسيك في المجموعة الأولى. 

وانتقل التحكيم العربي إلى قارة أمريكا الجنوبية في نسخة البرازيل 2014، حيث جرى اختيار الحكمين، الجزائري جمال حيمودي والبحريني نواف شكر الله، لإدارة مباريات بالبطولة، وأصبح الجزائري جمال حيمودي أكثر حكم عربي يدير مباريات في نسخة واحدة، إذ أدار 4 مباريات في مونديال البرازيل.

أما في نسخة روسيا 2018، فقد جرى اختيار 5 حكام ساحة عرب، هم السعودي فهد المرداسي، والإماراتي محمد عبد الله والمصري جهاد جريشة والبحريني نواف شكر الله والجزائري مهدي عبيد شارف.

وسيكون مونديال قطر على موعد مع مشاركات عربية جديدة من أجل إضافة فصول من التفوق لتلك القصة التي تؤكد أن وطننا العربي مليء بالكفاءات في مجال إدارة المباريات.