إيران وأذرعها الإرهابية.. تهديد الخليج وأمن الملاحة الدولية
تقارير - Friday 18 November 2022 الساعة 03:57 pmعاد النظام الإيراني من خلال أدواته في اليمن لتهديد أمن الملاحة الدولية، والتوعد بشن هجمات إرهابية ضد السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بالتوازي مع توعد قادة إيرانيين بـ"قصف القصور الملكية"، في تهديد غير مباشر للسعودية التي يدعي نظام طهران بأنها تمول منافذ إعلامية داعمة للاحتجاجات الشعبية التي تشهدها إيران، فى مسعى من نظام الملالي لإحداث تطورات وأحداث كبيرة جديدة في منطقة الخليج، لتخفيف الضغط الداخلي عليه جراء تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضده في مختلف المدن الإيرانية.
وتكتفي طهران غالباً بإطلاق التهديدات، وتتجنب تنفيذ أي هجمات مباشرة من داخل الأراضي الإيرانية، لكنها توكل تلك المهام لوكلائها في المنطقة، تحسباً لتبعات أي هجمات عدائية مباشرة من داخل أراضيها، وبالتالي فإن أي هجمات حالية ضد المملكة تنفذها مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن، ستكون بحجة الرفض السعودي لشروط المليشيا الانقلابية، والتي تضمنت مطالبة الحوثيين بدفع رواتب سعودية للقوات العسكرية الحوثية.
تصعيد التهديدات الإيرانية للسعودية، إضافة لإعلان المليشيا الحوثية اعتزامها استهداف خطوط الملاحة الدولية في البحرين، الأحمر والعربي، جاءت متزامنة مع إعلان وسائل إعلام أمريكية عن تجنيد النظام الإيراني لأعضاء سابقين في القوات الخاصة الأفغانية وارسالهم للقتال في صفوف مليشيا الحوثي باليمن، إضافة إلى ما كشفته مصادر استخباراتية دولية عن اجتماع ثلاثي إرهابي ضم قيادات عسكرية بارزة من ميليشيات "الحوثي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني" في مدينة الصليف بمحافظة الحديدة، غربي البلاد، لمناقشة التحضير لشن هجمات إرهابية ضد سفن تجارية مارة في البحر الأحمر قبالة سواحل المحافظة؛ لأجل ضرب الملاحة التجارية الدولية المارة عبر مضيق باب المندب.
وبينما أطلقت القيادة المركزية الأميركية، طائرات حربية متمركزة في منطقة الخليج، في إطار عملية تأهب شاملة للقوات الأميركية والسعودية، عقب تحذيرات تقارير استخباراتية سعودية، من هجمات بصواريخ باليستية ومسيرات إيرانية على أهداف في السعودية، تواصل إيران تزويد ذراعها الإرهابية في اليمن، بتقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما، والتي لا تستهدف فقط أمن السعودية واستقرار المنطقة، بل زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم والاقتصاد العالمي ككل، والإضرار بإمدادات الطاقة العالمية والتأثير على الاقتصاد العالمي والملاحة البحرية.
ومنذ منتصف العام الماضي، تقف بالقرب من مضيق باب المندب، السفينة الإيرانية «بهشاد»، في مهمة تجسسية وجمع معلومات استخبارية في الممر المائي الدولي، حيث يستخدمها الحرس الثوري الإيراني للقيام بدوريات بالقرب من مضيق باب المندب لمراقبة حركة الملاحة في البحر الأحمر، وتوفير المعلومات لمليشيا الحوثي عن السفن لاستهدافها كما حدث باختطاف السفينة الإماراتية «روابي».
في أكتوبر 2020، كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب قد فرض عقوبات على السفينتين الايرانيتين «سافيز» و«بهشاد» في عام 2018 كجزء من حملة الضغط القصوى التي شنها ضد إيران.
إن هذا التصعيد لإيران وذراعها الحوثية باتجاه السعودية، يحتم على المجتمع الدولي أن يتعامل بمسؤولية لوقف هذه الأعمال الإرهابية والعدوانية، والتهديد المستمر للملاحة الدولية وإمدادات النفط والطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بردع مليشيا الحوثي الإرهابية وداعميها، وإيقاف كل الجرائم التي تقوم بها المليشيا بحق الشعب اليمني ودول الجوار.