استذكار الدور الإماراتي.. عبث "الإخوان" يستنزف قبائل مأرب في مواجهة الحوثي
تقارير - Monday 05 December 2022 الساعة 01:55 pmصبيحة الأربعاء الماضي وقف الشاب سليم عبدالرحمن بحيبح رفقة ثلاثة من أبناء قبيلته "مراد" في أحد شوارع مدينة مأرب، حاملين لافتة تعبر عن مشاركتهم بالاحتفاء بالعيد الوطني الإماراتي الـ51، عرفاناً لما يراه تجاه الدور الذي قدمته الإمارات له كشخص ولمأرب كمحافظة.
فسليم شاب من أبناء قبيلة مراد ظل يعاني من إعاقة حرمته من الحركة منذ طفولته، ولكنه بعد علاج طويل في دولة الإمارات العربية المتحدة تمكن من أن يمشي واقفاً على قدميه، ويرى أن وقفته اليوم للاحتفاء بالعيد الوطني للإمارات تأتي من "باب العرفان والجميل الشخصي وكذلك لما قدمته الإمارات من أجل القضية اليمنية ومن أجل ابناء مأرب"، كما يقول.
ما قام به سليم وأصدقاؤه لاقى تأييداً وإشادة من قبل نشطاء مأرب على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أعادوا التذكير بالدور الإماراتي الكبير الذي لعبته في دعم وإسناد معركتهم ضد مليشيات الحوثي منذ اللحظات الأولى لانطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015م من قبل التحالف العربي.
دورٌ لم يكتف بالإسناد الجوي والدعم بالأسلحة أو بالمشاركة الرمزية على الأرض، كما كان الحال لدى دول التحالف، بل تميز بالتواجد الكبير على أرض المعركة وتولي الإدارة الفعلية للمعركة في جبهات مأرب ضد مليشيات الحوثي، ذراع إيران، التي كانت على مشارف المدينة، إلا أن صمود قبائل مأرب حال دون سقوطها رغم الفارق الكبير في التسليح.
قادت الإمارات بشكل عملي المعركة في مأرب وظهر جنودها برفقة قبائل مأرب وهم يحتفلون بتحرير المواقع واحداً تلو الآخر، بداية من سد مأرب وصولاً إلى تحرير معظم مساحة المحافظة من مليشيات الحوثي خلال أقل من عام، وانتقال المعركة داخل جغرافيا محافظتي الجوف وصنعاء مع حلول عام 2016م.
استمر الدور الإماراتي فاعلاً في المشهد العسكري في مأرب، ولم يتأثر بالخسارة الفادحة التي تلقتها باستشهاد 45 جندياً إماراتياً بضربة صاروخية نفذتها مليشيات الحوثي على أحد معسكرات التحالف في مأرب في سبتمبر 2015م.
وتعاظم الدور الإماراتي في مأرب مع نشر أحدث منظومات الدفاع الجوي "باتريوت" الأمريكية، والتي حمت مدينة مأرب وسكانها بشكل كامل من هجمات مليشيات الحوثي الصاروخية، رغم التكلفة الباهظة لهذه المنظومة.
وتغير كل ذلك مع سيطرة جماعة الإخوان على القرار داخل الشرعية وبشكل خاص الملف العسكري عقب تعيين هادي للجنرال علي محسن الأحمر نائباً له في أبريل 2016م، لتتوقف معها عجلة الانتصارات في جبهات الشرعية، وبخاصة في الشمال بعد أن كان جيش الشرعية قد وصل في جبهة إلى مشارف العاصمة صنعاء.
وبالتوازي مع ذلك دشنت جماعة الإخوان حملة تحريض ممنهجة وواسعة ضد الدور الإماراتي في اليمن، استمر حتى عقب إعلان الإمارات عملية تخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن وتقليص دورها العسكري على الأرض.
تجلت ثمار نجاح تحريض الإخوان ضد الدور الإماراتي بمسلسل الانهيارات المريبة التي حدثت في جبهات الشرعية، بانسحاب قوات الجيش من جبهات نهم والجوف والبيضاء، وهو ما وضع قبائل مأرب وبخاصة قبيلة مراد وحيدة أمام زحف مليشيات الحوثي نحو مدينة مأرب وحقول النفط والغاز في صافر.
دفعت القبيلة في مأرب ثمناً باهظاً في محاولتها التصدي لزحف مليشيات الحوثي بعد أن تبخرت قوات "الجيش الوطني"، وبعد أن جردها العبث الإخواني من كل حلفائها واصدقائها وعمل على نهب إيراداتها لصالح مشروعه الخاص، ليعيدها إلى مشهد 2014م وحيدة في مواجهة المليشيات.
ورغم استمرار سريان الهدنة الأممية، لا يزال الخطر الحوثي يحيق بمأرب وبقبائلها، ويوم الخميس الماضي شنت مليشيات الحوثي هجوماً وصف بالأعنف منذ بداية الهدنة في أبريل الماضي، في جبهة عكد بمديرية الوادي جنوب مدينة مأرب، تمكنت قبائل عبيدة من التصدي له بعد أن خسرت 10 من شبانها في المعركة.