خبيرة أمريكية: الهدنة مكَّنت إيران من إدارة ملف اليمن بطريقة أكثر فائدة لأهدافها
تقارير - Saturday 10 December 2022 الساعة 01:46 pmقالت ارينا تسوكرمان، الخبيرة الامريكية المختصة بشئون الأمن القومي والحركات الإرهابية، إن إيران مستمرة بتزويد مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- بأسلحة متطورة، لافتة إلى شحنات وقود الصواريخ التي تم اعتراضها وهي في طريقها إلى البلاد.
وقالت تسوكرمان في حديث خاص إلى "نيوزيمن"، إن هناك عدة أمور جديرة بالملاحظة بشأن جهود إيران المستمرة لتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة، بما في ذلك شحنات وقود الصواريخ التي تم اعتراضها وهي في طريقها إلى اليمن.
وأضافت: "منذ انتهاء الهدنة، كثف الحوثيون هجماتهم داخل اليمن مستهدفين أيضا محيط البحر الأحمر، وهو ما يمثل تهديدا للأمن البحري الدولي وتجارة الطاقة، وسط أزمة الطاقة العالمية المستمرة والتضخم".
وفي الوقت نفسه، واصلت إيران استهداف ناقلات النفط (مثل السفن اليونانية التي تم الاستيلاء عليها في مايو وتم الإفراج عنها مؤخرا، وناقلة مرتبطة بملياردير إسرائيلي تعرضت للهجوم)، والتخطيط لاغتيالات في دول غربية، وتوسيع نطاقها بشتى الطرق، بحسب الخبيرة الأمريكية.
ورأت تسوكرمان أن "كل هذا يؤدي إلى نتيجة حتمية مفادها أن إيران لديها الوسائل المالية واللوجستية لمواصلة عملياتها الإرهابية".
وأعادت ذلك إلى أسباب متعددة منها تضخيم نطاق وحجم الاضطرابات المدنية في إيران إلى حد كبير من قبل وسائل الإعلام الدولية، وإلى حد ما، إيران نفسها، وقالت: "في الواقع، الأرقام في الشوارع أقل من الأحداث المماثلة في نوفمبر 2019".
وأشارت إلى أن معظم أعمال الشغب حدثت في المناطق النائية؛ أعداد المتظاهرين في المدن الإيرانية الكبرى صغيرة نسبيا وتتكون في الغالب من الشباب.
واستدركت بالقول: "هناك أعمال شجاعة فردية على أساس يومي، ولكن في بلد يبلغ عدد سكانه 80 مليون شخص، يعتمد الكثير منهم اعتمادا كبيرا على بيروقراطية الدولة، فإن هذا يمثل قطرة في بحر".
واعتبرت أن حقيقة اعتقال ما يقرب من 15000 شخص وقتل أكثر من 300 شخص تظهر أن إيران لا تزال تحتفظ بالسيطرة ولا يوجد أي زعزعة مؤسسية أو أي مؤشر على وقوف الجيش أو الحرس الثوري الإيراني أو غيرها من المؤسسات الأمنية إلى جانب المتظاهرين وضد النظام. لا توجد علامة على وحدة حقيقية ولا قيادة.
وتابعت: "تم استهداف الأقليات العرقية بشكل غير متناسب بالقوات المميتة، وقد لعبت بعض الأعراق الأكثر أهمية مثل الأتراك الأذربيجانيين دورا ضئيلا في الاضطرابات، على الرغم من أن مشاركتهم كان من الممكن أن تكون تغييرا للعبة".
في حين أن هذه الأحداث أجبرت إيران على الرد على الغضب العالمي المتزايد في وسائل الإعلام، لم تضطر إلى إنفاق موارد كبيرة، ولم تتعرض لعقوبات إضافية كبيرة تتعلق بالاضطرابات، بحسب الخبيرة الأمريكية.
وذكرت أن معظم العقوبات الأخيرة ضد إيران ارتبطت ببيع طائرات بدون طيار إلى روسيا، لكن على الرغم من ذلك، يحتفظ المسؤولون الإيرانيون بمنصات دولية ولم يتم إجبارهم بشكل عام على الخروج من معظم التجمعات أو الأحداث الدولية.
ولفتت الخبيرة الأمريكية أن آلة الدعاية الإيرانية في الغرب تستمر في الاحتفاظ بصوت قوي في الأوساط الأكاديمية وجماعات الضغط ووسائل الإعلام. كما وسعت إيران نفوذها عبر قطر التي أغلقت الأبواب أمام الصحفيين الذين ينتقدون إيران ووكلاءها في محطات الإعلام الغربية.
كان هناك حد أدنى من الإشارات الدولية للدعم، مدعومة بالقلق بشأن طائرات إيران القاتلة في أوكرانيا، ولكن من الناحية العملية، لم يكن هناك أي جهد لمنع إيران من إلحاق المزيد من الضرر.
وخلصت الخبيرة الأمريكية ارينا تسوكرمان إلى القول إنه "مع قيام دول الخليج بدور متزايد خلف الكواليس في اليمن، تعود إيران التي استفادت بشكل كبير من تعاملاتها مع روسيا والجبهات الاقتصادية الجديدة في آسيا الوسطى، إلى إدارة قضية اليمن بطريقة استراتيجية أكثر فائدة لأهدافها الحالية".