دفعت الكثير لإطالة الحرب.. اليمن تتحول إلى مقبرة لخبراء حزب الله
تقارير - Sunday 18 December 2022 الساعة 03:45 pmسلطت صحيفة اندبندنت البريطانية في نسختها العربية الضوء على دور ميليشيا حزب الله اللبناني في إطالة أمد الحرب التي تشهدها اليمن منذ ثماني سنوات جراء انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.
الصحيفة تحدثت في سياق تقرير لها عن دور حزب الله كقوة لبنانية تحظى بدعم إيراني في الحرب السورية، لكنها ركزت على مشاركتها في الحرب اليمنية التي كان لها فضل كبير في تطوير القدرات العسكرية لميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية.
ونقلت الصحيفة عن قيادات عسكرية يمنية تصريحات تشير إلى أن اليمن تحولت إلى مقبرة لخبراء ومقاتلي حزب الله الذين دخلوا البلاد سراً لدعم الميليشيات الحوثية وتدريب عناصرها، مستعرضة أسماء بعض تلك القيادات التي لقيت مصرعها في المواجهات الأخيرة.
وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، كشفت في تقرير سابق لها أن حسن نصر الله أمين عام حزب الله هو العقل المدبر لمعظم ما حدث على الحدود السعودية - اليمنية، مشيرة إلى أنه في 5 مايو 2015، بدأ الحوثيون وحلفاؤهم بقصف أهداف على الحدود السعودية تحت إشراف "حزب الله" اللبناني، حيث كانت بداية باستخدام قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، لكنهم زادوا تدريجياً مستوى هجماتهم باستخدام صواريخ وقذائف ذات شحنات متفجرة أكثر وزناً وأطول مدى.
وكشفت عن أن "حزب الله" اللبناني كان يدير منصات الصواريخ، وأن نائب قائد قوة القدس حينها، إسماعيل قاآني، قام بنفسه بالإعلان أن المتمردين الحوثيين تلقوا تدريباً "تحت راية الجمهورية الإسلامية"، مضيفة إن "حزب الله" عمل على برنامج التدريب والتسليح هناك، ووفق الصحيفة فإن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أكدوا أن فيلق القدس و"حزب الله" ينشطان في اليمن.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عقيد ركن التوجيه المعنوي والإعلام محور صعدة، عبدالله الحميقاني، "أن تدخل "حزب الله" في اليمن لم يعد سراً، وبات مكشوفاً لدى الحكومة اليمنية التي أرسلت عدداً من مذكرات الاحتجاج للإخوة في الحكومة اللبنانية"، متأسفاً على عدم اتخاذ لبنان أي موقف أو إجراء لمنع تدخل الحزب المستمر في تأجيج الصراع اليمني، لافتاً إلى أن معظم النخب السياسية في لبنان تماشت وتماهت مع ما يرتكبه "حزب الله" من جرائم وإرهاب بحق الشعب اليمني.
وكشف عن سقوط أعداد كبيرة من عناصر "حزب الله" في اليمن كان آخرهم في الأيام الماضية المدعو أبو حيدر سجاد، والقيادي في الحزب أكرم سيد، الذي قتل على جبهات مأرب بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وشدد على أن ارتفاع أعداد القتلى دفع نصر الله لإرسال توجيه عاجل وسري بدفن القتلى بمدافن تابعة للحوثيين وضرورة اقتصار المراسم على أقل عدد ممكن، مؤكداً أن هذا الإجراء يهدف لعدم كشف الأعداد المتزايدة من القتلى، سواء كانوا التابعين لـ"حزب الله"، أو عناصر الحرس الثوري الإيراني. وأضاف، "يجري دفن جثث العشرات من خبراء ومقاتلي إيران و"حزب الله" في سرية تامة بعد نقلهم إلى المقابر الجماعية في صعدة".
فيما تحدث الكاتب السياسي المتابع للشأن الخليجي، طارق أبو زينب، عن اللبنانيين الذين قتلوا خلال الأسابيع الماضية على جبهات مأرب، وأكد أنهم من الرتب القيادية، حيث تشير المعلومات إلى أن القتيل أكرم السيد من أبرز الخبراء العسكريين في "حزب الله"، الذي تسلل إلى اليمن واستقر فيه منذ عام 2017، وكان له دور أساسي في توجيه ميليشيات الحوثي في محافظة مأرب وسط البلاد، بمواجهة القوات الحكومية الشرعية، في حين أن مهمة القيادي في الحزب مصطفى الغراوي، الذي قتل أخيراً في غارات التحالف العربي، كان مكلفاً تدريب مليشيات الحوثي على الانتشار في الجبهات الأمامية والتموضع في مواقع استراتيجية.
وكشف أبو زينب عن وجود آلاف المقاتلين الذين يدخلون الأراضي اليمنية بشكل غير شرعي، عبر أسماء وجوازات مزورة، أو عبر الدخول خلسةً من الحدود البحرية والبرية، وأن معظم هؤلاء شاركوا سابقاً في الحرب السورية، الأمر الذي يعكس حجم ومستوى انخراط "حزب الله" المدعوم من إيران في التصعيد العسكري الذي تشنه مليشيات الحوثي في مختلف جبهات القتال اليمنية.
واعتبر إدراج الخزانة الأميركية سابقاً اللبناني خليل يوسف حرب، وهو مستشار مقرب من نصر الله، على قوائم العقوبات، تأكيد على انخراط هذه الميليشيات في الحرب باليمن.
وقد عرضت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، كونه أسهم في تهريب مبالغ مالية ضخمة للحوثيين، ما يثبت بالأدلة الدامغة دور الحزب في إدارة المعارك وعمليات التمويل.