"شباب الغضب".. حركة شبابية تواجه آلة القمع الإخوانية في وادي حضرموت

تقارير - Saturday 07 January 2023 الساعة 07:11 am
سيئون، نيوزيمن، خاص:

منذ أكثر من أربعة أشهر لا صوت يعلو في وادي حضرموت سوى صوت الغليان الشعبي والتصعيد المستمر الذي تقوده حركة "شباب الغضب" من أجل المطالبة باستكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض وإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت إلى جبهات القتال لمواجهة ميليشيا الحوثي - ذراع إيران في اليمن.

مطالب مشروعة رفعتها عشرات المسيرات السلمية التي خرجت في مديريات وادي وصحراء حضرموت على مدى أشهر، وعلى رأسها مدينة سيئون، حاضرة وادي وصحراء حضرموت، رغم الإجراءات التعسفية والانتهاكات وآلة القمع الإخوانية التي مارستها القوات العسكرية للتصدي لتلك الاحتجاجات وإفشالها.

 الاحتجاجات التي تقودها الحركة تؤكد على ضرورة إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى وإحلال بديل عنها قوات محلية من أبناء المحافظة، وتولي مهام حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب والقضاء على عمليات تهريب الأسلحة والمسيرات التابعة للحوثيين.

من هم شباب الغضب 

برزت حركة شباب الغضب بشكل لافت مؤخرا، في وادي وصحراء حضرموت، وأصبحت هذه الحركة تتزعم التظاهرات الشعبية، والدعوة لإقامة الوقفات الاحتجاجية المناهضة لوجود قوات المنطقة العسكرية الأولى، ورفض تدهور الأوضاع الأمنية والخدمية، وحرمان أبناء المحافظة من إدارة شؤون مناطقهم.

الحركة الشبابية ظهرت لأول مرة في مايو 2018 أثناء الإضرابات والتظاهرات الشعبية التي خرجت في سيئون ومديريات الوادي والصحراء من أجل التنديد بتدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتردي خدمات الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية وغيرها من المطالب الحقوقية.

وبدأت حركة شباب الغضب، تعريف نفسها بأنها مجموعة من شباب أبناء سيئون يتطلعون للعيش بأمن واستقرار والحصول على الخدمات وتحسين الظروف المعيشية للسكان. توسعت الحركة لاحقا مع تصاعد المطالب تكوّن حركة شبابية على مستوى مختلف مديريات وادي وصحراء حضرموت، يهدف "للضغط على أصحاب القرار لتنفيذ مطالب المواطنين” كما يذكر في نبذته التعريفية المنشورة على صفحته بموقع فيسبوك.

ما تعانيه مديريات الوادي والصحراء من انفلات أمني مريع، وتصاعد مخيف لعمليات الاغتيالات والاختطافات التي طالت قيادات محلية ودينية وأمنية من أبناء المحافظة، دفع بحركة الغضب إلى تصعيد مطالبها برحيل السلطة المحلية والأمنية والعسكرية التي توالي حزب الإصلاح وتسببت في تدهور الأوضاع مقارنة بساحل حضرموت التي تنعم بأمن واستقرار غير مسبوق بفضل قوات النخبة الحضرمية.

وارتفعت المطالب مؤخراً لإحلال قوة حضرمية تحت مسمى "النخبة الحضرمية" أو "دفاع حضرموت" بديلاً عن قوات المنطقة العسكرية. وإيقاف عبث العسكرية الأولى بثروات وعوائد النفط، كون القوات تتمركز في حقول الإنتاج ومحيط الشركات النفطية العاملة في وادي وصحراء حضرموت.

قرارات رئاسية غير كافية

في مطلع ديسمبر الماضي، أصدر المجلس الرئاسي قرارات قضت بتعيين أربعة مسؤولين في مناصب بالسلطة المحلية والمنطقة العسكرية الأولى، بينهم العميد يحيى أبو عوجاء الذي كان يشغل منصب قائد قوات اللواء 135 وأركان حرب المنطقة، واستبداله بالقيادي العميد ركن عامر عبدالله النهدي، في منصب أركان حرب المنطقة. 

تلك القرارات قابلتها حركة "شباب الغضب" بالرفض، ووصفتها بأنها جرعات سياسية تخديرية اتخذها مجلس القيادة الرئاسي لكبح الاحتجاجات الشعبية وتصاعدها. خصوصا وأنها لا تلبي تطلعات المواطنين بوادي وصحراء حضرموت وتحقق مطالبهم الأساسية.

يؤكد الناشط السياسي ياسر عمر أن التهديدات والأنشطة الارهابية الحوثية تتعاظم يوماً بعد يوم، مما يفترض انها تمثل التحدي الاكبر والابرز الذي يشغل مجلس القيادة الرئاسي، والأمر يتطلب في سبيل ذلك التصدي لهذه التهديدات واصدار قرار بنقل الالوية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى الى مواقع التماس.

وأضاف إن قرار اقالة ابو عوجاء صائب لكنه غير كاف، لأن القرار اذا لم يشمل نقل الالوية المحسوبة على المنطقة الاولى لن ينهي الخلاف في وادي حضرموت ويوقف تداعياته، موضحا أن قوات بهذا الحجم تقف في المؤخرة وعلى الحياد في ظل الحرب تخفي نوايا مبيتة تجاه المناطق المحررة في الجنوب، وهي من الاسباب التي اخرت حسم المعركة مع المليشيات الحوثية وأخلت بالأمن والاستقرار في مناطق وادي وصحراء حضرموت.

وجدد الناشط ياسر عمر تأكيده على دعم مطالب ابناء حضرموت بشأن تدهور الاوضاع الامنية التي تشهدها مناطق الوادي والصحراء في حضرموت بسبب وجود الألوية التابعة لقيادة المنطقة الاولى، أصبح من الضروري إخراج تلك القوات ونقلها لموقعها في جبهات القتال وأن يتولى ابناء حضرموت إدارة محافظتهم محليا وامنيا وعسكريا.

إنهاء تهريب الأسلحة للحوثي

وتوجه حركة "شباب الغضب" اتهامات إلى المنطقة العسكرية الثانية بدعم وإيواء التنظيمات الإرهابية التي برزت أنشطتها مؤخرا وآخرها عملية اختطاف أجانب يعلمون في منظمة أطباء بلا حدود كانوا على الخط الواصل بين سيئون ـ مأرب، واستهداف موكب تابع لمنظمة الهجرة الدولية أثناء تواجدهم في مناطق سيطرة القوات العسكرية بوادي حضرموت.

كما أكدت الحركة، في بيان لها قبل أيام، تورط قوات المنطقة العسكرية الأولى بعمليات تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة إلى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران. حيث تم ضبط شاحنتين تحملان كمية أسلحة ومسيرات من قبل قوات أمن حضرمية، وحاولت قوات المنطقة العسكرية الأولى الإفراج عنها وإطلاق سراحها.

وأكد بيان "شباب الغضب" أن تحرير مناطق الوادي من قوات المنطقة العسكرية الأولى وتسليمها لقوات النخبة ضمان لوأد مخططات تهريب السلاح لجماعة الحوثي والمنظمات الإرهابية الأخرى في المنطقة، مضيفا: "إن تحرير وادي حضرموت مطلب شعبي ملح لتسليم أبنائه زمام أمورهم العسكرية والأمنية لأجل إيقاف وتجفيف منابع تهريب السلاح والمسيرات التي تستخدمها المليشيات الحوثية لضرب الموانئ والمنشآت النفطية بحضرموت.

تأكيد باستمرار الانتفاضة

وأكدت حركة شباب الغضب بوادي حضرموت أن الانتفاضة الشعبية والتصعيد الشعبي السلمي القاضي بإخراج العسكرية الأولى من وادي حضرموت لم ولن يتوقف إلا برحيلها.

وتابع، إننا ندين ونستنكر كل المحاولات التي تقودها وتسوقها القوى المعادية لإرادة أبناء حضرموت من خلال دعم المشاريع الظلامية الواهية لمحاولة تقسيم حضرموت وجر المحافظة إلى مربع الاختلالات الأمنية والفوضى العبثية.

واختتم، ندعو جميع شباب الغضب وكل الأحرار والثوار من أبناء وادي حضرموت إلى تشمير السواعد والاستعداد لمرحلة جديدة من التصعيد الشعبي السلمي المطالب بإخراج المنطقة العسكرية الأولى والرافضة لسياسة التجويع.