ذراع إيران صعَّدت من تخادمها مع القاعدة لتهديد الجنوب وفرض شروطها التفاوضية

تقارير - Saturday 21 January 2023 الساعة 07:14 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

صعدت ميليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن، من تخادمها مع تنظيم القاعدة الإرهابي، في إطار زعزعة استقرار المحافظات الجنوبية المحررة وللضغط من أجل الموافقة على شروطها التي نقلها الوفد العماني الذي زار الأسبوع الماضي صنعاء، ضمن جهود دولية لإحلال السلام وإنهاء الحرب في اليمن.

التصعيد الحوثي مع القاعدة تزامن مع إقرار أمير التنظيم في اليمن خالد باطرفي بضعف التنظيم في جنوب البلاد بفعل الضربات الموجعة التي تلقاها من القوات الجنوبية في العمليات العسكرية التي نفذتها في محافظتي أبين وشبوة.

وفي وقت سابق، كشفت معلومات تحصل عليها "نيوزيمن"، عن صفقة تبادل أسرى جديدة بين الميليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة تم إجراؤها هذا الشهر وشملت إطلاق سراح 17 عنصرا من تنظيم القاعدة مقابل إطلاق 9 من عناصر مليشيا الحوثي. 

ووفق المعلومات، فإن هذه الصفقة جاءت عقب لقاءات عدة بين مفاوض تنظيم القاعدة الإرهابي عبدالله علي علوي مزاحم الملقب بـ"الزرقاوي"، ومفاوض ميليشيا الحوثي القيادي محمد سالم النخعي "أبو أنس". 

ويعتقد المهتمون بالشأن اليمني، أن المفاوضات بين الميليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة قد لا تقتصر على تبادل الأسرى، بل ربما تشمل تعزيز التنسيق بين الجانبين ودعم القاعدة من اجل العودة إلى نشاطه الإرهابي في المناطق الجنوبية المحررة.

فيما يربط مراقبون محليون بين توقيت صفقة التبادل التي هي في الأساس إفراج عن عناصر إرهابية خطيرة والجهود الدولية التي تبذل حالياً من أجل استئناف مسار السلام الذي توقف بعد رفض الميليشيات الحوثية تجديد الهدنة الإنسانية الأممية في 2 أكتوبر 2022م.

واعتبر المراقبون هذه الصفقة تصعيداً خطيراً للتخادم بين الحوثي والقاعدة ورسالة للقوى المنضوية في إطار الشرعية تضاف إلى التهديدات التي وجهها زعيم تنظيم القاعدة خالد باطرفي عبر تسجيل مرئي نشرته مؤسسة الملاحم التابعة للتنظيم إلى مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي على خلفية العمليات العسكرية التي نفذتها قوات الأخير.

وقال باطرفي، في حديثه، إن التنظيم في أبين وشبوة والبيضاء (جنوب)، يعاني من ضعف الإمكانات وقلة المؤونة، في الوقت الذي يواجه حملات متواصلة من قبل القوات الجنوبية خصوصًا في أبين وشبوة.

وعموماً فإن هذا التبادل ليس الأول بين التنظيمين الإرهابيين الحوثي والقاعدة، بل يأتي في إطار تخادم بدأ مع انقلاب الميليشيات على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة في صنعاء في سبتمبر 2014م.

ولا يخفى على أحد أن العلاقة بين التنظيمين الإرهابيين تتسم بالتعاون في مجالات مختلفة من بينها التعاون الأمني والاستخباراتي وتوفير ملاذ آمن للعديد من أفراد هذه التنظيمات الإرهابية وتنسيق العمليات القتالية في مواجهة قوات الشرعية، وتمكين عناصر التنظيمين من تشييد وتحصين معاقلهما والامتناع عن الدخول في مواجهات حقيقية مع الجماعة الانقلابية، وهذا ما أكده تقرير استخباراتي صادر عن جهازي الأمن السياسي والقومي في مارس 2021 وتم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي.

وفي حين أشارت تقارير أمنية إلى أن أول تعاون مباشر بين "القاعدة والحوثي" يعود إلى عام 2015، حين لعبت الميليشيات دور الوسيط بين إيران والقاعدة في صفقة تبادل أسرى، للإفراج عن دبلوماسي إيراني كان مختطفًا لدى التنظيم، مقابل إطلاق طهران سراح خمسة من كبار قادة "القاعدة" من السجون الإيرانية، فإن التقرير الاستخباراتي اليمني تحدث عن قيام مليشيا الحوثي بالإفراج عن 252 سجيناً إرهابياً ممن كانوا مسجونين في سجن جهازي الأمن السياسي والأمن القومي في صنعاء ومحافظات أخرى وعلى رأسهم الإرهابي جمال محمد البدوي أحد أبرز العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" والذي أفرجت عنه المليشيات في العام 2018، ومنحته هوية مزورة ووفرت له ملاذاً آمناً في مناطق سيطرتها.

وبين التقرير أن الميليشيات الحوثية استخدمت عناصر وقيادات القاعدة في مناطق سيطرتها لقيادة العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية وكذا تنفيذ العمليات الإرهابية في المناطق الجنوبية المحررة والمساعدة في حشد العناصر للجبهات.

كما حولت الميليشيات الحوثية مدينة المكلا خلال سيطرتها عليها في أبريل 2015 إلى مركز لتهريب السلاح والمخدرات إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية، كما سهلت دخول مئات الخبراء والمقاتلين التابعين لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء للمشاركة في العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية.