متى يعود الاشتراكي.. تعز تنتظر عودة الرفاق إلى مربع النضال
تقارير - Tuesday 31 January 2023 الساعة 07:30 amخلال انتخابات عام 93م واجه سلطان البركاني منافسا اشتركيا قويا في دائرته التي كانت ضمن دوائر انتخابية عديدة في محافظة تعز شهدت حضورا سامقا لصوت اليسار وحزب العمال والفلاحين الذي يطرب كثيرا سكان الحجرية لسماعه.
تجاوزت صور الدعاية الانتخابية للمرشح الاشتراكي محمد عبد العزيز الصنوي دائرة البركاني لتصل إلى كل دوائر تعز، وكانت حديث الناس ومثار نقاشاتهم، كون التنافس بين ممثل كبير لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وشريكه الحاضر بقوة في تعز والحجرية بشكل عام الحزب الاشتراكي اليمني.
كان سلطان البركاني القيادي في حزب المؤتمر الصاعد بقوة في المعافر امتدادا من حضوره الاجتماعي والسياسي من مجلس الشورى في الانتخابات التي أجريت قبل الوحدة في الشمال، بينما كان الاشتراكي الصنوي محمولا على حضور الحزب وتغلغله في الحجرية وتعز بشكل عام منذ ما قبل الوحدة وشغف جماهيري بالاشتراكي وتاريخه النضالي.
في تلك الانتخابات حصل الحزب الاشتراكي على نسبة وعدد أصوات تجاوزت ما حصل عليه حزب الإصلاح رغم التنسيق الذي حصل بين الإصلاح والمؤتمر وحزبي البعث حينها ضد الحزب الاشتراكي الذي نال 413,404 شكلت 18% من عدد المصوتين، وهي نسبة تقترب من ربع المشاركين في الانتخابات، خصوصا وأن هناك 12 اشتراكيا فازوا كمستقلين وانضموا لكتلة الحزب لاحقا.
لم يحصل الاشتراكي على الدائرة وفاز فيها الشيخ سلطان البركاني، غير أن نسبة التصويت للحزب في دوائر تعز كانت كافية لتحديد مكانة الرفاق في المشهد السياسي وحصتهم من القاعدة الشعبية التي لم تتأثر بالولاءات الاجتماعية والمناطقية وكانت تمثيلا ناصعا للانتماء للفكرة والمشروع النضالي رغم كل المعوقات التي وضعها حينذاك تحالف المؤتمر والإخوان ضد الحزب الاشتراكي وحجم التحريض ضد قياداته وفكره الثوري.
يتموضع الحزب كما يطلق عليه في تعز وعدن والجنوب بشكل عام في مساحة مهمة ويكاد يكون الحزب الوحيد الذي تتجدد قياداته في تعز رغم حالة القطيعة بينه وبين أنصاره والتي لا تحتاج سوى آلية تواصل وبناء التشكيلات التنظيمية ولو بقليل من الجهد والكلفة ليعود الحزب إلى مكانته في قلوب الناس قبل صناديق الاقتراع.
الاشتراكي في تعز هوية سياسية لشريحة كبيرة من السكان والعمال والفلاحين الذين ينتظرون من يتحدث فقط بلسانهم واستعادة زخم حزبهم ومكانته في المجتمع كمناهض للظلم والإقصاء والتطرف وصوت مدني في مواجهة عسكرة الإخوان لكل مظاهر الحياة وسيطرتهم على المشهد.
ما يحدث في تعز اليوم أن الحزب تحول إلى حزب نخبوي قطع ارتباطه بقاعدته الشعبيه أو فقد القدرة على التواصل معها لأسباب قد تكون موضوعية، غير أن هذا الواقع الحالي للحزب الاشتراكي يتطلب مسارعة تنظيمية تعيد إلى المشهد الامتداد من العمال والفلاحين إلى المكون القيادي واستخدام القطاع الطلابي كحلقة وصل يمكن التعويل عليها في هذا الجانب.
غياب الحزب الاشتراكي، صوت النضال المدني ورافعة العمل في النقابات العمالية ومحرك الرفض القوي لفكر التطرف والإقصاء، عن محافظة تعز وعن مناطق الحجرية فتح مساحة لتوغل تنظيم الإخوان ومجاميعه ومليشياته في مسرح الحضور الشعبي والتنظيمي لقوى اليسار التي يمثل الحزب رأس الحربة في جرأتها ونضالها.
تحتاج الحجرية للمناضل الذي وقف منافسا للبركاني في 93م ليقود رفضا للوجود المتطرف للجماعات الناشبة في حلق الحجرية وحاضرتها المدنية التربة والجاثمة على صدر تعز ومدنيتها العتيقة، وإلى تحرك جماهيري وسياسي يواجه تفخيخ المجتمع بفكر جماعات الإسلام السياسي والمجاميع المتطرفة التي تفرخها هذه الجماعات.
تعز ينقصها صوت الحزب ودوي خطابه المدني في مواجهة عسكرة الأحزاب وسيطرة الحزب الواحد باسم الدولة وباسم الجيش والأمن على كل مفاصل الحياة ومؤسسات الدولة وقرار السلطة المحلية لتستعيد الحالمة موقعها الحقيقى، سارية للمشروع الوطني، وحاملا لتطلعات النضال ومواجهة مشاريع التطرف والكهنوت.