رفض شمالي جنوبي واسع لمفاوضات مسقط.. منذ متى يلتزم الحوثي بالاتفاقيات؟

تقارير - Thursday 09 February 2023 الساعة 07:56 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

أظهرت المفاوضات السرية الجارية في العاصمة العمانية مسقط بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، والتي كشف الإعلام بعض تفاصيلها، الرفض الشعبي الواسع لتلك المفاوضات التي تستثني أهم القوى الجنوبية والشمالية المناهضة لذراع إيران في اليمن.

ويخشى اليمنيون من تكرار السيناريو اللبناني بتسليم البلاد لأذرع إيران تحت اتفاقيات ترعاها دول تعمل بصورة شبه رسمية لمصلحة الجماعات الموالية لإيران.

ويرفض اليمنيون بشدة تلك المفاوضات الجارية في مسقط والتي وفقا لمصادر إعلامية تقترب من إعلان نجاحها بانتصار الذراع الإيرانية وتسليمها مقدرات البلاد وثرواتها.

وأطلق ناشطون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لتلك المفاوضات التي وصفها الكثير ب"الخبيثة"، كما خرجت تظاهرة حاشدة مطلع هذا الأسبوع في مدينة تعز رفضا للمفاوضات مع مليشيات إيران ومطالبة باستكمال تحرير المحافظة والمناطق الأخرى.

ويرى سياسيون، أن الجماعة الحوثية لا تؤمن بالسلام ولا الشراكة، ومن الغريب أن يعتقد الكثير أن الجماعة قد تقبل باستعادة الدولة من خلال  المفاوضات.

وتشير المصادر إلى أن الاتفاق سيفضي لإعلان هدنة دائمة وإيجاد مناطق سلام على الحدود اليمنية السعودية، وحصول المليشيات على مرتبات وتوريد أكثر من نصف الايرادات إلى خزينة الجماعة في صنعاء، وفتح الموانئ والمطارات والمنافذ للجماعة كمرحلة أولى تعقبها مراحل أخرى.

ويؤكد ذلك الاتفاق تسليم كافة مقدرات البلاد وحصول المليشيات على ما تريد وما تطالب به منذ سنوات وسقوط مشروعية استعادة الدولة وتثبيت الذراع الإيرانية في اليمن.

رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي، أكد أن السلام الشامل والعادل لم تحققه الحلول والمبادرات السابقة، مشيراً أن نتيجة ذلك ستكون جولة حرب وصراع جديدة.

وقال الغيثي، في تغريدة له: "تعبير الناس والنخب السياسية عن مخاوفها أمر طبيعي، ولا يصح أن تتحول هذه المخاوف إلى حالة من الإحباط".

‏وأضاف الغيثي، إن "السلام الشامل والعادل والدائم مبتغى الجميع، غير أن هذا السلام لم تحققه الحلول والمبادرات "الترقيعية" التي قادها المجتمع الدولي، والإقليمي في 1994، 2012، 2013، 2015 ..حتى اليوم".

وأكد الغيثي: "لسنا بحاجة إلى القفز مجدداً على واقعنا، لأن النتيجة ستكون مثل سابقاتها، جولة من الحرب والصراع"، موضحا أن ‏المصالحة والسلام يبدأان بتصميم إطار لعملية شاملة، إطار يتضمن معالجة حقيقية لجذور الأزمة، واعتبارات الواقع، يشارك فيه الجميع، لضمان ديمومته، مختتماً بالقول: "نحن دعاة سلام، لذلك ندعو إلى "خطوة جادة".

وأكد الباحث سعيد بكران، أهمية الموقف الرافض للمفاوضات السرية التي تستثني الأطراف الموجودة على الأرض.

وقال بكران، في تغريدة له، هذا الموقف يجب أن يكون محل إجماع من كل القوى شمالاً وجنوباً. 

وأكد بكران، على رفض استئثار طرف بتمثيل الشرعية واتخاذ قرارات دون الرجوع للشكل الجماعي للشرعية.

الصحفي اليمني نائف حسان، أكد أن المليشيات تقوم بالمناورة للعب على الوقت ومحاولة كسب الجيران وتحييدهم عبر هذه المفاوضات.

وقال حسان، الغريب أن هناك أشخاصا مصدقين أن بالإمكان "استعادة الدولة" بمفاوضات، وأن مليشيا الحوثي ممكن تقبل بالسلام، وتعيد الأمور إلى ما قبل انقلابها الذي تم عام 2014م.

وأشار حسان أن ما تفعله مليشيا الحوثي اليوم هو مجرد مناورة للعب على الوقت، ومحاولة لكسب الجيران وتحييدهم، موضحا أن المليشيا تريد أن تبث الأمل لدى أتباعها والخاضعين لسيطرتها، إضافة إلى تحقيق مكسب سياسي مفاده أن الحرب ستنتهي كما كانت هي تريد: مفاوضات مباشرة بينها وبين السعودية.

وأكد أن الحوثي لم ينفذ انقلابه للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، بل لإعادة "الإمامة"، وتغيير النظام السياسي والبنية السياسية والاجتماعية بشكل كامل، متسائلاً: متى كان الحوثي يلتزم بالمواثيق والعهود واتفاقيات السلام؟

بدوره غرد عضو وحدة المفاوضات في المجلس الانتقالي الجنوبي أنيس الشرفي: الحقيقة أن صنعاء ومناطق سيطرة ميليشيا الحوثي لم تعد يمنية ولا عربية، بل باتت فارسية سلخت ثوب العروبة وارتمت في أحضان فارس وتدثرت برداء ملالي إيران، وأسلمتهم زمام أمرها وأغرقت المجتمع في لجة انقسام طائفي وتمايز طبقي، فعن أي سلام تتحدثون ومن يضمن أن الحوثي سيقبل بشراكة سياسية.