الرزامي.. من شيخ للقبيلة إلى عبد للسلالة الحوثية

تقارير - Saturday 11 February 2023 الساعة 07:20 am
صنعاء، نيوزيمن، محمد يحيى:

في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كان عبدالله عيضة الرزامي ورفيقه حسين بدر الدين الحوثي، يزوران إيران -عبر سوريا- للمرة الأولى، للتعرف على الثورة الخمينية عن قرب.

بعد نحو عقد من زيارته الأولى، سيعاود الرزامي الزيارة لإيران بمفرده هذه المرة، ليلحق بالأب الروحي للحوثيين "بدر الدين الحوثي" وأبنائه، الذين اتخذوا في 1994 من إيران ملجأ مؤقتاً لهم بعد مغادرتهم صعدة، إثر الخلافات العقائدية التي تصاعدت بينهم وعلماء الزيدية، بسبب تبنيهم أفكاراً متطرفة تناقض المذهب الزيدي.

وخلال تواجدهم في إيران سيدرس عبدالله الرزامي ورفيقه حسين الحوثي في حوزات مدينة "قم"، وسيعود الرجلان بعد أن تمكنت قيادات الحرس الثوري الإيراني من استقطابهما وتجنيدهما في خدمة مشروعها في اليمن، ليؤسسا مليشيا مسلحة في محافظة صعدة.

>> هكذا تغلغلت أصابع إيران في اليمن لصناعة مليشيا إرهابية طائفية

يكن الشيخ المنتمي لقييلة "الرزامات" منطقة نشور بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، ولاءً كبيراً للكاهن بدر الدين الحوثي وولده حسين الذي سيتبنى الرزامي آراءه المستلهمة من خطاب الثورة الخمينية، ويطلقا معاً للمرة الأولى من داخل جامع الهادي بمدينة صعدة، الصرخة الخمينية التي أطلقها قائد ثورة الملالي في إيران أواخر سبعينيات القرن الماضي.

والشيخ الرزامي هو الرجل الثاني في تأسيس الحركة الحوثية، كما أنه المؤسس لمعسكر "الأنوار المحمدية" الذي ضم إليه عددا من أبناء قبيلته "الرزامات" للدفاع عن آل الحوثي، قُتِل الكثير ممن تم تدريبهم داخل هذا المعسكر، في وقت مبكر من تمرد صعدة.

في 2004، أشعل الرزامي مع رفيقه حسين الحوثي الشرارة الأولى لتمرد صعدة، وكان الرزامي القائد العسكري والميداني للمليشيا الحوثية في التمرد الأول، كما أشعل عقب مصرع رفيقه حسين، التمرد الثاني في الرزامات، ولكنه اُزيح عن المشهد، بعد تعيين بدر الدين الحوثي ولده "عبدالملك" قائدا للمليشيا خلفا لأخيه الصريع، ولم يشارك الرزامي في حروب التمرد التي قادها "عبدالملك"، وظل مع أنصاره في منطقة محصورة في صعدة، يرفعون صور حسين الحوثي.

اختفى الرزامي لسنوات، لكن اسمه عاد ليتردد في معارك التنكيل بالسلفيين في دماج صعدة، ومعارك "العصيمات" مع قبائل عمران 2015، وفي الهجمات الإرهابية على الحدود السعودية-اليمنية في 2016.

>> الحوثي وإيران.. ارتباط أيديولوجي عميق بدأ قبل أربعة عقود

ومع دعوة الرئيس السابق علي عبدالله صالح لانتفاضة شعبية شاملة ضد مليشيا الحوثي أواخر 2017، عاد اسم الرزامي للظهور مرة أخرى، بعد أن هب مع نجله "يحيى" لنجدة الحوثيين، على رأس ألفي مسلح من قبيلة "الرزامات"، بعد فرار معظم مسلحي الحوثي من العاصمة خشية الانتقام الشعبي، عقب هزائم مدوية للمليشيا الحوثية، رغم قلة الأعداد القتالية لأنصار صالح.

أعاد الرزامي حينذاك توزيع قواته في أحياء العاصمة صنعاء ومحيطها، بقيادة نجله يحيى، وتمكنت المليشيا بدعم العدد الكبير من المسلحين الذين قادهم الرزامي، من إخماد انتفاضة صنعاء واستعادة السيطرة على العاصمة، بعد يومين من سقوط معظم أحيائها ومواقعها بيد المؤيدين لصالح. 

في سنوات اختفائه عن المشهد، كان الرزامي يؤسس كتائب عقائدية مسلحة، أطلق عليها "الرزاميون"، وعُرفت أيضأ باسم "محور همدان صعدة" وتسمى "كتائب الموت"، سلم قيادتها لنجله "يحيى"، بينما تحول هو إلى واعظ ديني لأنصاره، يحدثهم عن كرامات سيده "بدر الدين الحوثي" ورائحة زغنه المميزة!!

بعد انقلاب الحوثيين على الدولة، سعت إيران إلى تأسيس كتائب وفرق قتالية متطرفة داخل المليشيا الحوثية، فكانت "كتائب الموت" أحد أبرز هذه الفرق القتالية، يديرها ويدربها في الظل ضباط من "فيلق القدس" في اليمن، حيث تتمتع بتدريبات عسكرية متفوقة عن كافة التشكيلات الحوثية الأخرى، وتعد من أهم الأذرع التابعة للحرس الثوري الإيراني، في خوض المعارك المصيرية لمنع انهيارات جبهات الحوثيين.