الحوثي يحول خدمة المياه إلى سلعة للإثراء وسلاح لتعذيب اليمنيين

تقارير - Monday 20 February 2023 الساعة 05:55 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

ربما لم يكن يتخيل سكان صنعاء والمحافظات القريبة الأخرى، أن الحصول على صفيحة مياه نظيفة للشرب وطهي الطعام سيغدو حلماً وهمّاً يومياً، لكن ما لم يكن متوقعاً حدث بعد تقويض الدولة اليمنية بدءاً من اضطرابات عام 2011 وصولاً إلى استيلاء مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- على صنعاء بقوة السلاح في 2014م.

في الأثناء لم يعد هناك مجال للاغتسال في حمامات المساجد للمارة وعابري الطرق وبسطاء اليمنيين من الفئات الضعيفة وعمّال الأجر اليومي، فقد حولت مليشيا الحوثي خدمة المياه إلى سلعة للاتجار والإثراء غير المشروع، ونهبت وقود تشغيل آبار المياه المقدّم كمساعدات أممية لليمنيين، وباتت عملية الاغتسال عند معظم السكان عملية مكلفة، ويحسب لها ألف حساب عند أرباب الأسر.

لم تبق مليشيا الحوثي وسيلة تعذيب لحرمان اليمنيين ومحاصرتهم من المياه في مناطق سيطرتها، إلاّ واستخدمتها، ابتداءً من نهب حنفيات مياه الوضوء في المساجد، وليس انتهاءً بالسطو على إيرادات المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، وتعطيل أنشطة وخدمات المؤسسة كلياً، في انتهاك سافر للقوانين اليمنية، وجريمة حصار وجريمة حرب إبادة وعقاب جماعي لملايين اليمنيين، أطفالا ونساء وكهولاً.

وبدلاً من إصلاح مشاريع المياه الحكومية، وإعادة ممتلكات الشعب من الأصول المنهوبة والمعدات والآليات والنفقات التشغيلية، لواحدة من أبسط الخدمات التي تقدّمها أي سلطة حكومية افتراضية في الدنيا لمواطنيها، تواصل جماعة الحوثي الاستثمار في تعذيب اليمنيين بفرض جرعات سعرية متوالية على أسعار وايتات (ناقلات) المياه.

وفي هذا السياق أكد مجلس النواب في صنعاء على أحقية وزارتي المياه والبيئة، والصناعة والتجارة، في (إعداد مشروع قرار بشأن تسعيرة وايتات مياه الشرب)، وبما يبقي مياه الشرب خارج بورصات الثراء غير المشروع وأسواق التربح في معاناة اليمنيين.

قدرة شرائية منخفضة للسكان  

ومنتصف يناير 2023 زعمت مليشيا الحوثي تخفيضها سعر ناقلات مياه الشرب من الآبار العاملة بمادة الديزل، سعة 6 آلاف لتر، الى 7800 ريال كحد أعلى، وسعر ناقلات المياه من الآبار العاملة بالطاقة الشمسية الى 6000 ريال.

وبالنظر إلى القدرة الشرائية المتدنية للسكان في صنعاء، وانقطاع صرف مرتبات الموظفين منذ سنوات، فإن التسعيرة المزعومة لصهاريج نقل مياه الشرب تعد مرتفعة جداً، خاصة وأن المنظمة الدولية تقدم أجور النفقات التشغيلية لآبار مياه الشرب. 

ومساعٍ حوثية للاستثمار في العطش

وقال سكان في صنعاء، إن وايتات المياه تباع بأكثر من 10 آلاف ريال، وإن إعلان تخفيض الأسعار مجرد تضليل واكاذيب متكررة، مشيرين إلى مساعٍ لنافذين في صفوف مليشيا الحوثي لتأميم خدمات المياه الحكومية، وتحويلها إلى قطاعات استثمارية خاصة بالجماعة.

ومن حين لآخر يتدخل رجال أعمال وفاعلو خير، بتوزيع وتعبئة صهاريج مياه في عدد من الأحياء السكنية في صنعاء وعواصم المحافظات المجاورة لها، وتوفير الحد الأدنى من احتياجات السكان لمياه الشرب النظيفة أو للمياه المستخدمة للغسيل.

ويفضح هذا التدخل الإنساني أكاذيب الحوثي، كما يفضح تعهد حكومة عبدالعزيز بن حبتور، عند تشكيلها قبل سنوات، والتزامها باستمرار (خدمات قطاع المياه والبيئة وإيقاف انهيار مؤسساته وإعادة تأهيلها وتشغيلها)، بالإضافة إلى تعهدها بوضع الحلول والمعالجات اللازمة لتأمين مياه آمنة وتوفير خدمات الصرف الصحي في أكثر المناطق تضرراً.