منظمة دولية: قيود الحوثي والتشهير أبرز الانتهاكات ضد الصحفيات في اليمن
تقارير - Saturday 11 March 2023 الساعة 02:25 pmقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن قيود ميليشيا الحوثي الإرهابية ضد حرية المرأة والتشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز الانتهاكات التي تعرضت لها الصحفيات في اليمن، مشيراً إلى أن الصحافيات في اليمن وتونس والأراضي الفلسطينية ينفردن بمواجهة اعتداءات ومضايقات على خلفية عملهن الصحافي.
وفي تقرير بعنوان "ليست مهنتكِ" أطلقه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أشار المرصد إلى أن انخفاض عدد الصحافيات اللواتي يجري اعتقالهن مقارنة بعدد الصحافيين الذكور، يرجع إلى كون أعداد الصحافيات المسجلات في اليمن يعد أقل بكثير من الصحافيين.
ووفق التقرير يبلغ عدد الصحافيات المسجلات والمنظمات إلى نقابة الصحافيين اليمنيين نحو 170 من أصل 1,500 صحافي، أي بنسبة 11% فقط من إجمالي عدد الصحافيين المنتسبين للنقابة، فضلًا عن الفرص المحدودة المقدمة لهن والرقابة الذاتية المضاعفة التي يواجهنها بسبب الضغوطات الثقافية والمجتمعية.
وذكر التقرير أن من أبرز الانتهاكات التي تتعرض لها الصحافيات في اليمن هي القيود والعوائق التي حدت من حرية المرأة، بما في ذلك الحق في التنقل والعمل، مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي الإرهابية أصدرت قرارًا رسميًا يمنع حركة المرأة دون مرافق ذكر (محرم).
وعلى الرغم من التصريحات الحكومية الرافضة لهذا القرار وما سبقه من قيود حوثية حدت من حرية المرأة، إلا أن التقرير قال إن جميع أطراف النزاع تبنت قرار الحوثيين وإن الغالبية العظمى من المؤسسات الصحافية في اليمن عزفت عن توظيف أو التعامل مع الصحافيات، وعمدت إلى الاعتماد على الصحافيين الذكور، بسبب صعوبة تنقلهن وممارستهن لعملهن دون مرافقين، أو دون حصولهن على تصاريح رسمية بالعمل.
ويرى التقرير أن ذلك لم يؤثر على عمل المرأة وحسب، بل على العمل الصحافي في اليمن ككل.
وجاء في التقرير تصريح للصحافية اليمنية "وداد البدوي"، قالت فيه "مع أن جميع أطراف النزاع يختلفون بكافة الأمور، لكنهم يتفقون معًا ضد المرأة وحريتها. القيود المفروضة على تنقل النساء وعمل الصحافيات أثرت على دقة الشهادات التي يتم جمعها، حيث تفضل بعض النساء في المجتمعات المحلية المحافظة إعطاء إفاداتهن وإجراء مقابلات بأريحية للمرأة الصحافية لا للرجل".
وذكر التقرير أن الصحافيات اليمنيات يتعرضن إلى الوصم والتشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تستخدم كسلاح لمحاربتهن من قبل جميع أطراف النزاع تقريبًا في حالة انتقادهم.
ويشير التقرير إلى انه خلال السنوات الأخيرة تعددت حملات التشهير والإساءة إلى سمعة الصحافيات، والشتم والتلاعب بصورهن في حالات عدة، الأمر الذي دفعهن لمواجهة معركة جديدة؛ وهي نظرة المجتمع لهن ونبذهن اجتماعيًّا وإخبارهن أن "الصحافة ليست مهنتكِ" بحسب صحافيات قابلهن الأورومتوسطي، إلى جانب الضغوطات العائلة المترتبة على ذلك.
وأضاف التقرير "نتيجة لذلك، اضطرت العديد من الصحافيات اليمنيات لإغلاق صفحاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي والتزام الصمت، لتجنب التعرض لمضايقات أو اعتداءات. فيما عمدت بعضهن إلى التخلي عن العمل الصحافي وامتهان مجالات أخرى، وفضل البعض الآخر منهن الهجرة لحماية أنفسهن وعائلاتهن".
المرصد الاورومتوسطي في التقرير الذي تناول أيضاً أبرز الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات في تونس والأراضي الفلسطينية، دعا الأمم المتحدة وأجسامها ذات العلاقة إلى إنشاء آليات محاسبة مستقلة للتحقيق ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الممنهجة ضد الصحافيات في كل من اليمن وتونس والأراضي الفلسطينية، وضمان تحقيق العدالة لهن وحماية حقهن في حرية التعبير عن الرأي والعمل الصحافي.
وطالب بإنهاء القيود التعسفية وغير المبررة على حقوق المرأة في اليمن بما في ذلك الحق في العمل الصحافي وحرية التنقل وحرية التعبير عن الرأي، والتعاون مع الصحافيات وتسهيل عملهن الصحافي، والتوقف عن حجب المعلومات عنهن وعرقلة جهودهن.