رمضان والإتاوات الحوثية.. معاناة مضافة على كاهل المواطن اليمني
تقارير - Wednesday 22 March 2023 الساعة 07:47 amعلى أعتاب شهر رمضان المبارك، يعيش المواطن اليمني أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، إذ ترزح غالبية الأسر اليمنية تحت خط الفقر والغلاء الفاحش في أسعار السلع والخدمات، وانهيار العملة المحلية وتوقف صرف المرتبات لموظفي الدولة منذ اكثر من خمسة اعوام.
تعودت الأسر اليمنية، مع اقتراب شهر رمضان، على متطلبات تناسب هذا الشهر الفضيل من أنواع المآكل والمشروبات والحلويات، لكنها هذا العام تواجه أزمة مالية خانقة، إذ لا تتوفر مرتبات الموظفين، ناهيك عن زيادة سعرية جراء فرض جماعة الحوثي اتاوات على التجار والمستوردين.
جبايات رمضانية
الجبايات الحوثية تضاعفت مع قدوم شهر رمضان المبارك تحت مسميات عدة منها (دعم المطابخ والافران التي تديرها الجماعة، ودعم أسر الشهداء وذويهم، ودعم المرابطين في جبهات القتال، والزكاة والضرائب والمجهود الحربي). كل تلك المسميات تهدف من خلالها ميليشيات ذراع إيران لنهب أموال طائلة من التجار الذين بدورهم يضيفونها على أسعار السلع التي تباع، ويتحمل المواطن أعباءها.
تغير حال المعيشة
وبهذا الصدد يتحدث هشام العزاني -موظف حكومي- لـ"نيوزيمن": "لم يتغير علينا هذا الشهر الفضيل، ولكن تغيرت حال معيشتنا، فمن المعروف أن هذا الشهر يتميز بطابع خاص ذي نكهة تغلفها العادات الموروثة والروحانيات الدينية، وكان الناس يستقبلونه بالتهاليل والتسبيحات والتجهيزات المختلفة.
ويضيف: بتنوع الوجبات والأطعمة المعروفة والمخصصة له وتبادل الأطعمة بين الجار وجاره، تغيرت بنا الحال وغابت عنا بعض العادات الرمضانية بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتدهور الوضع الاقتصادي والصحي وانقطاع الرواتب، ما أثقل كاهل المواطن الذي أصبح غير قادر على توفير احتياجات هذا الشهر الفضيل.
وقال: نحن شعب بلا حكومة، فمثلا في صنعاء سلطة امر واقع قمعية، لا يهمها مواطن ولا وطنا، ولا مجاعة الشعب أو موته، كل ما يهمها هو تنفيذ مشروعها الدخيل على اليمنيين، وكيف ينهبون جيوب اليمنيين وعقاراتهم باسم الاوقاف وغيرها، مضيفا: نحن نعيش في ظل عصابة تمص دماءنا وترى بأنها متفضلة علينا بما تبقى من اعمارنا.
انعدام فرص العمل
أما عبدالسلام الآنسي -رب أسرة مكونة من 7 افراد- فيقول، ننتظر هذا الشهر بفارغ الصبر، فهو شهر فضيل فيه يظهر الناس تكاتفهم وسؤالهم عن بعضهم بعضاً بصورة أكبر، وفيه يتم تفقد حاجات المحتاجين برغم الظروف الصعبة التي نمر بها هذه الأيام من غلاء فاحش وجشع لدى التجار، وعدم وجود رواتب، أو أعمال.
مضيفا: "كنا قبل عامي 2011 و2014 نجد أعمالا اضافية في شركات ومحال خاصة، تساعدنا على مواجهة أعباء الحياة، خصوصا في رمضان، لكن منذ دخل الحوثيون صنعاء وتضييقهم على التجار والقطاع الخاص، هاجرت رؤوس الأموال، واصبح الحصول على فرصة عمل أمرا مستحيلا، وهذا زاد الطين بلة.
وختم حديثه لـ"نيوزيمن" بقوله: "جماعة الجوع والنهب والبلطجة منتقمون من الشعب بأكمله، ولن يهدأ لهم بال الا وقد قتلوا الشعب جوعا وتخلفا ومرضا، طوال السنة ليس في رمضان".
الحوثي يريد "المحسنة"
الحاج عبدالواحد مسعود، بروح فكاهية تحدث عن شهر رمضان وقارن بين الوضع القائم وما كان عليه سابقاً، قائلاً: "رمضان شهر الله، كنا سابقاً نصوم نتسابق على قراءة القرآن والالتزام الديني، كنا ننتظر متى ستصرف الاكرامية، وكم مبلغها، أما اليوم نعيش عيشة ضنك من 8 سنوات".
وزاد: نصوم والمتقبل كريم، في أوقات التسحر تجد المواطنين يدعون على الحوثي وشلله، ونفطر ونحن نلعنهم أيضا، طوال الصيام جرح وشتم، وهو من ضيق الحال، جماعة تريد ان ترجعنا لعهد الامام واشد.
وتذكر الحاج مسعود سابقا: "كنا زمان في عهد الامام نسير عند الفرن حق الامام، يسموها "المحسنة"، يعطوا لنا كدمتين أو ثلاث –نوع من المخبوزات اليمنية- من باب الصدقة والاحسان حق بيت حميد الدين، أما الآن الحوثي يريد يرجع الشعب ينتظر المحسنة".
عمر صالح ذو الـ50 عاما يقول: ما نشهده هذه الأيام أسعار مرتفعة وعدم قدرة على الشراء حتى وان كانت اقل من العام السابق في بعض المنتجات، نتيجة عدم توافر الرواتب وانتشار الأوبئة في البلاد.
ويعيش المواطن اليمني حياته متنقلاً بين معاناة استمرار حالة اللا سلم واللا حرب التي تفرضها الميليشيات الحوثية بعد ضياع فرص السلام، وكذا بين ضياع الخدمات الضرورية، وغلاء وأمراض فتاكة.