مهرجان "عيدنا خوخة" يزرع البهجة والحياة لأبناء الحديدة

المخا تهامة - Wednesday 26 April 2023 الساعة 04:33 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

عاش أبناء الخوخة والمناطق المحررة في محافظة الحديدة، غرب اليمن، أجواءٍ فرائحية عيدية خلال ليالي عيد الفطر المبارك، عبر "عيدنا خوخة"، والذي بث روح الحياة والأمل في صفوف الأهالي في ظل المعاناة التي يتجرعونها بسبب الحرب الغاشمة التي تقودها الميليشيات الحوثية على الحديدة منذ سنوات.

وتوافد الكثير من أبناء الحديدة إلى ساحة الاحتفال وسط مدينة الخوخة، للاستمتاع بالعروض المسرحية والأغاني العيدية والوطنية التي قدمها الفنانون: فيصل دوفي، أحمد غرام والنجم معاذ مهدي. وإلى الرقص الشعبي الذي قدمته فرقة الزرانيق، بالإضافة إلى الشعراء: حسن البقط، جمال خان وعبدالمجيد المشولي الذين ألهبوا حماس الجمهور بالقصائد الحماسية وأنست الكثير من الأسر النازحة همومها وفراقهم لمنازلهم وأهلهم وأحبابهم.

فرحة كبيرة

المهرجان انطلق مساء الأحد، بدعم ورعاية من السلطة المحلية بمحافظة الحديدة ممثلة بالمحافظ الدكتور الحسن طاهر، واستمر لثلاث ليال، وقدمت فيه العديد من الفقرات الغنائية والثقافية والمسرحية والمسابقات التي شارك فيها عدد من الحاضرين، خصوصاً الأطفال الذين حصلوا على الكثير من الجوائز. كما تم تقديم عدد من المنح الدراسية التي قُدمت لخريجي الثانوية من قبل كلية الشفاء الطبية.

وهدف مهرجان (عيدنا خوخة) التخفيف من معاناة المواطنين والنازحين بعد أن غابت كثير من ملامح العيد وبهجته في نفوس غالبيتهم، لتغيير واقعهم الكئيب إلى واقع فرائحي ينسيهم ولو جزءاً من المعاناة الذي يعيشونها جراء الحرب التي فرضتها ميليشيات الحوثي على اليمن واليمنيين منذ 2014م.

فرحة كبيرة ارتسمت في وجوه الأطفال وأهاليهم الذين وصلوا موقع المهرجان وسط الخوخة، الذي أقيم في ساحة عامة لعدم توفر أي حدائق ألعاب أو متنزهات أو أماكن للترفيه للعوائل والأطفال في مديرية الخوخة التي تعد حالياً مركزا لمحافظة الحديدة. 

وأكد رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ علي المساوى لـ"نيوزيمن: أن فكرة إقامة المهرجان العيدي، بدأت حين لامسنا احتياج الناس لمتنفس ترفيهي في العيد مثل بقية المحافظات، خاصة وأن الكثير ممن يقطن المديريات المحررة يتواجد أهله في المناطق الأخرى وسيكون من الجميل ترفيه الناس ونسيانهم البعد والغربة النفسية داخل أوطانهم، مثنياً على التجاوب الكبير لمحافظ المحافظة الذي كان الراعي والداعم له.

المهرجان خفف المعاناة 

انتصار العمبري -إحدى المتواجدات في هذا المهرجان قالت لـ"نيوزيمن": إن هذا المهرجان أسهم كثيراً في التخفيف من معاناة الأهالي سواءً المقيمين أو المجتمع المضيف وأطفالهم، خصوصاً النازحين، فهم بحاجة لمثل هكذا ترفيه ومظاهر البهجة التي غابت بفعل الحرب وما آلت إليها. 

وأضافت العمبري: لا بد من دعم  هكذا فعاليات من أجل إدخال الفرحة والبسمة في المناسبات والأعياد، فالمواطنون يحتاجون للفرح بدلاً عن الحزن والألم.

بدوره الشاب محمد عبدالرحمن شامي، أحد المستمتعين بليالي المهرجان عبر لـ"نيوزيمن" عن سعادته بإقامة مثل هذه المهرجانات والفعاليات، خصوصاً في أيام العيد، لافتا إلى أن الأجواء جميلة جداً ويستمتع الحاضرون بمشاهدة فقرات المهرجان المتنوعة من: مسابقات وجوائز والغناء الشعبي التهامي الذي له ذوق وطابع خاص. متوجهاً بالشكر لكل الشباب المتطوعين الذين شاركوا في هذا المهرجان وكان لهم دور كبير في إنجازه، مطالباً من السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية الاستمرار بإقامة مثل هذه الفعاليات التي تنسيهم هذه الفترة العصيبة التي يمرون بها ومعاناة الحرب وويلاتها.

نجاح وتفاعل كبير

وحظي المهرجان بتفاعل كبير من خلال المشاركة الكبيرة، سواء بالحضور إلى ساحة المهرجان، أو عبر التغطيات الإعلامية لوسائل الإعلام المختلفة التي واكبت المهرجان طيلة أيام العيد.

وأشاد رئيس اللجنة الإعلامية والعلاقات، الإعلامي أحمد داود بالتفاعل الكبير للقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وتفاعل المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي. موضحا أن هذا يؤكد نجاح المهرجان وترك بصمة لكل من حضر وتابع، مقدماً الشكر الكبير لراعي الاحتفال الأول محافظ الحديدة وكل الشباب الذين أسهموا في إنجاحه.  

من جانبه عبر الفنان والإعلامي سامي محب رئيس اللجنة الفنية، عن فخره واعتزازه للنجاح الكبير الذي شهده المهرجان.. مؤكداً بأن إسعاد الجمهور هو الهدف الذي سعى إليه كافة أفراد الفريق المنظم للفعالية، مستحسناً دور الشباب الطوعي في مساعدة اللجان المختلفة للمهرجان ومشيداً باهتمام محافظ المحافظة.

يذكر أنه تم توزيع العديد من الجوائز العينية كان أبرزها أربع دبلومات طبية كمنح للطلاب مدة الدراسة ثلاث سنوات، مقدمة من معهد الشفاء للعلوم الطبية، خمسة عشر منحة علاجية متكاملة من مستشفى الشفاء وعشر منح طبية من مستوصف الحياة والعديد من الجوائز المتنوعة.