قيادات نظام البشير خارج السجون والجيش السوداني يتنصل

العالم - Wednesday 26 April 2023 الساعة 06:03 pm
نيوزيمن، وكالات:

لقي اتفاق وقف النار المعلن لمدة ثلاثة أيام التزاماً جزئياً في الخرطوم مع بدء سريانه، الثلاثاء، فيما يتسارع إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، إلا أن التطور الأبرز كان في خروج كبار مسؤولي النظام السابق من السجون ومسارعة قيادة الجيش السوداني، فجر الأربعاء، إلى رفع مسؤوليتها عن ذلك.

وأشيع أن الرئيس السابق عمر البشير يتلقى العلاج ونائبه بكري حسن صالح في المستشفى العسكري بالخرطوم.

وقال مصدران بمستشفى عسكري بالعاصمة السودانية: إن الرئيس السابق عمر البشير نُقل من سجن كوبر إلى المستشفى قبل اندلاع القتال العنيف في 15 أبريل.

وأصبح مكان تواجد البشير مثار تساؤلات بعدما أعلن الوزير السابق في حكومته علي هارون مساء الثلاثاء، أنه غادر السجن مع مسؤولين سابقين آخرين.

والبشير وهارون مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامهما بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

وأصدرت قيادة الجيش السوداني بياناً جاء فيه أن "بعض السجون شهدت اضطرابات خلال الأيام السابقة، بدأت باقتحام الميليشيات المتمردة (قوات الدعم السريع) لسجون الهدى وسوبا والنساء بأم درمان، وإجبار شرطة السجون على إطلاق سراح النزلاء بعد قتل وجرح بعض منسوبي الشرطة، بجانب تصرف إدارة سجن كوبر بإطلاق سراح نزلائه بسبب انقطاع خدمات المياه والكهرباء".

 وأكدت قيادة الجيش في البيان: "ألا مصلحة للجيش في خروج النزلاء من سجونهم بهذه الطريقة التي تضع أمن الناس وطمأنينتهم على المحك".

وأضاف البيان، إن القيادة "تؤكد أنها غير معنية بأي بيانات تصدر من أي جماعة أو أفراد خرجوا من هذه السجون بتلك الطريقة، بما فيها بيان أحمد هارون المحتجز على خلفية بلاغات سياسية، والذي نستغرب جداً إشارته فيه للقوات المسلحة، إذ لا علاقة لها بأحمد هارون ولا بحزبه السياسي أو بإدارة سجون البلاد التي تقع في نطاق مسؤولية وزارة الداخلية والشرطة السودانية".

وكان أحمد هارون المسؤول السوداني السابق في نظام البشير، قال إنه غادر سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين وإنهم سيوفرون الحماية لأنفسهم.

 وأضاف هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في بيان صوتي بُث، مساء الثلاثاء، إنه مستعد هو والمسؤولون السابقون الآخرون للمثول أمام القضاء عندما يضطلع بدوره.

توازياً، أبدت منظمة الصحة العالمية قلقها من خطر بيولوجي "هائل" بعد استيلاء "أحد الطرفين المتقاتلين" على "المختبر المركزي للصحة العامة" في العاصمة الذي يحوي عينات مسببة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال.

وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس ندد، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي بـ"تجاهل قوانين الحرب وقواعدها" في الصراع الدائر في هذا البلد، الذي شهد استهداف مدنيين ومستشفيات.

وقال بيرتس، إن "الطرفين المتحاربين يتقاتلان في تجاهل لقوانين الحرب وقواعدها وهاجما مناطق مكتظة بالسكان من دون اعتبار للمدنيين أو المستشفيات أو حتى لمركبات تنقل جرحى ومرضى".

من جهته كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مخاوفه من امتداد النزاع إلى دول أخرى في المنطقة.

 وقال إن "الدول السبع المتاخمة للسودان تورطت في العقد الماضي بصراعات أو شهدت اضطرابات أهلية كبيرة".

وشدد على أن "الصراع على السلطة في السودان لا يعرض مستقبل ذلك البلد للخطر فحسب، بل يشعل فتيلاً قد ينفجر عبر الحدود ويسبب معاناة هائلة لسنوات ويعيد التنمية عقوداً إلى الوراء".