الحوار الجنوبي وميثاق الشرف.. أول اصطفاف جمهوري لمواجهة إمامة إيران
تقارير - Tuesday 16 May 2023 الساعة 08:06 amيتفق الصحفيان صالح أبو عوذل (أبين) وأيمن بجاش (تعز) على أن الحوار الجنوبي وتوقيع مثياق الشرف يعتبر أهم حدث شهدته الأزمة اليمنية منذ تسع سنوات على طريق توحيد الجهود لمواجهة المشروع الخميني في الشمال، ونفض الغبار عن الركود السياسي الذي فشلت كافة المبادرات في تحريكه نحو إنهاء هيمنة إيران على صنعاء.
لكن هذا الاصطفاف يحتاج إلى قوى شمالية وطنية وصادقة لاستكمال معركة تحرير جنوب شبه الجزيرة العربية من إيران وأذرعها المسلحة، وهو أمر صعب، بحسب ما يراه أبوعوذل؛ لعدم وجود رؤية واضحة لقوى الشمال المناوئة للحوثيين بشأن حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرضي أبناءه ومكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية التي بات معظمها تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي.
الصحفي أبو عوذل، رئيس مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، أشار إلى أن الجنوب هو الوحيد الذي استطاع تحرير مناطق من ميليشيات الحوثي، ذراع إيران، والدفاع عنها، على عكس باقي المحافظات الشمالية التي سيطرت عليها الميليشيات مرة أخرى بعد أقل من عامين من تحريرها بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة فاعلة من القوات المسلحة الإماراتية على الأرض.
ويرى أبو عوذل أن قوى الشمال وصلت إلى حالة لا تفكر في تحرير صنعاء من هيمنة إيران بقدر ما تفكر في كيفية إحكام سيطرتها على الجنوب الذي بات تحت سيطرة أبنائه وتم تحريره وتطهيره من الميليشيات الحوثية والإخوانية الإرهابية بتضحيات كبيرة. ولا يستبعد أبوعوذل أن يرى تحالفات شمالية مع الحوثيين لشن حرب ثالثة على الجنوب، مجدداً التأكيد أنه لا يمكن أي حال من الأحوال القبول بعودة حكم الحوثي أو الإخوان أو أي قوة شمالية وأن الجنوبيين رسموا طريقهم لاستعادة دولتهم المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م.
ويشير أبو عوذل، في سياق حديثه لـ(نيوزيمن)، إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع بالحوار الجنوبي وميثاق الشرف أن يحقق ما عجزت عنه الشرعية اليمنية ومن ورائها التحالف العربي بقيادة السعودية على مدى ثماني سنوات، موضحاً أن الانتقالي بالحوار جمع كافة القوى الجنوبية تحت مظلته ليشكل بذلك أول جبهة عربية لمواجهة أطماع إيران ومؤامرات الإخوان في المنطقة.
وأعاد أبو عوذل التذكير بتصريحات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة برئيس المجلس وعضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي، ومن بعده نائبه اللواء فرج البحسني التي أكدت مراراً وتكراراً ان الجنوب لن يتخلى عن إخوانه من أبناء المحافظات الشمالية وسيساعدهم في الخلاص من هيمنة إيران ومشروعها الذي بات يغطي كافة المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وأضاف: "في حين يمد الانتقالي يده لدعم الشمال، نرى بعض القوى الشمالية خاصة المحسوبة على تيار الإخوان تعيد رفع شعار الوحدة أو الموت، مع العلم أن معظمهم يعيش في الخارج وليس قادراً على العودة حتى إلى منزله في مناطق سيطرة الميليشيات وبعضهم يعيش بيننا ويهددنا بالموت".
بجاش هو الآخر يرى أن التحالف العربي بقيادة السعودية بذل جهوداً كبيرة لتوحيد القوى المناوئة للحوثيين وكان آخر تلك الجهود اتفاق الرياض الذي أشرك فيه كافة القوى المتواجدة على الأرض في مجلس القيادة الرئاسي الذي منذ تأسيسه في 7 أبريل 2022 لم يقدم شيئاً للمعركة الوطنية سوى التهديد والوعيد عبر البيانات.
ويشير بجاش إلى أن المقاومة الشعبية بعد تحويلها إلى جيش نظامي لم تحقق الشرعية أي انتصارات، بل على العكس كانت هناك الكثير من الانتكاسات مثل ما حدث في مأرب والجوف وشبوة، مضيفاً إن الكثير من القوى الشمالية باتت اليوم تفكر في ترتيب أوضاعها مادياً ووظيفياً بعيداً عن معركة الخلاص من ذراع إيران التي سئم ملايين اليمنيين من انتظارها.
ويعتقد بجاش أنه لا يمكن الحديث عن أي وحدة بين الشمال والجنوب في ظل استمرار هيمنة إيران على صنعاء.
وشدد أنه يجب على القوى الوطنية في الشمال أن ترى في الحوار الوطني الجنوبي بداية لاصطفاف جمهوري واسع لتحرير الشمال من ذراع إيران، لافتاً بهذا الصدد إلى أن الجنوبيين حسموا أمرهم بشأن مستقبل دولتهم وأنهم لن يقبلوا حتى مجرد الحديث عن مستقبل "الوحدة" في ظل استمرار خضوع صنعاء والشمال لسيطرة الحوثي والإخوان.
وقال "استمرار حرف بوصلة المعركة تجاه الجنوب لا يخدم سوى الحوثي الذي يستمر في تعزيز نفوذه"، لافتاً إلى أن على الشمال الاستفادة من دعم الجنوب من أجل تخليص صنعاء من هيمنة إيران واستعادة الجمهورية.