من بكين إلى طوكيو.. غروندبرج في مهمة توحيد موقف مجلس الأمن تجاه اليمن

تقارير - Wednesday 31 May 2023 الساعة 08:06 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

بعد زيارته الصين، نهاية الأسبوع الماضي، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج مباشرة إلى العاصمة اليابانية طوكيو، حيث أجرى هناك، الاثنين، مباحثات مع المسؤولين اليابانيين بشأن دعم خطط الأمم المتحدة للسلام في اليمن.

في الصين، وبحسب الموقع الرسمي للمبعوث الأممي إلى اليمن، التقى جروندبرج بالمدير العام لإدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية، شين بو، ونائب المدير سون لي، ونائب مدير إدارة غربي آسيا وشمالي إفريقيا بوزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية، تساي ويمنج. لقاءات تشير الصفات الرسمية للمسؤولين الصينيين المشاركين فيها إلى أن طبيعة زيارة غروندبرج حملت طابع حشد الدعم السياسي والمالي لأجندته القادمة في مسار تعزيز الهدنة والدفع بمشاورات السلام قدماً، وبدرجة رئيسية، الاطمئنان على الموقف الموحد للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن الوضع في اليمن، حيث ذكر الموقع الرسمي لمكتب المبعوث أن هذه الزيارة "تأتي في سياق عمل غروندبرغ مع المعنيين الدوليين بما يشمل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لدعم المصاحَبة الدولية المنسقة لليمنيين من أجل الوصول لتنمية وسلام دائمين".

وبصيغة أكثر وضوحاً حول زيارته لبكين قال جروندبرج: "إن استمرار وحدة مجلس الأمن بشأن اليمن هو أمر ضروري، ليس فقط الآن وفي المستقبل القريب، ولكن أيضًا على المدى الطويل بينما يشق اليمنيون طريقهم نحو السلام والتعافي".

وحضرت الصين، مؤخراً، بقوة في المشهد الإقليمي المتوتر في منطقة الشرق الأوسط من خلال رعاية تقارب سعودي إيراني في مارس الماضي، وهو التقارب الذي انعكس على الوضع في اليمن في سياق توجه المملكة العربية السعودية لإنهاء حربها التي بدأتها بالتشارك مع الإمارات العربية المتحدة ضد مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، قبل ثماني سنوات. 

ورغم أن حرب التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ضد المليشيا الحوثية لم تحقق الهدف المعلن في 2015 لإعادة الحكومة الشرعية إلى رأس السلطة في الجمهورية اليمنية وإنهاء انقلاب المليشيا، تسعى المملكة منذ مطلع العام الجاري إلى إنجاز تسوية سياسية تنهي وضع الحرب بينها وبين الحوثيين من جهة، واقتراح صيغة تسوية بين الحوثيين والأطراف المتحاربة معهم في معسكر الشرعية. 

من الناحية النظرية، تصب جهود المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في السياق الذي يسعى من خلاله مبعوثو الأمم المتحدة المتعاقبون لإنجاز صيغة تسوية سياسية بين أطراف النزاع. ومع تطورات الحرب في عامها التاسع يأمل غروندبرج أن تخدم المساعي السعودية مهمته لتحقيق ما أخفق فيه زملاؤه السابقون. ولأن الصين التي جمعت السعودية وإيران قادرة على التأثير على كلا الدولتين، قد يأمل جروندبرج أيضاً أن تدفع الصين باتجاه تحريك مشاورات السلام العالقة في التعقيدات المحلية والإقليمية الشائكة.

ماذا عن اليابان؟

في طوكيو التقى جروندبرج بنائب وزير الخارجية البرلماني لليابان كي تاكاجي ومسؤولين حكوميين كبار آخرين.

وبحسب الموقع الرسمي لمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، تناولت مناقشات جروندبرج مع المسؤولين اليابانيين "الجهود الجارية لدعم الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني واستئناف عملية سياسية جامعة وشاملة برعاية الأمم المتحدة". كما شكر المبعوث الأممي اليابان "على دعمها الثابت للأمم المتحدة فيما يخص جهود الوساطة وتقديم الدعم الإنساني في اليمن، وعلى الدور الهام الذي تضطلع به في مجلس الأمن. وشدّد على الحاجة إلى استمرار وتعزيز المناصرة الدولية للوصول إلى تسوية سياسية مستدامة تستهل مستقبلاً يسوده السلام الدائم والتنمية".

في السياق نفسه، وصف جروندبرج الوقت الراهن للوضع في اليمن بـ"الحرج"، وقال إن "على الأطراف مسؤولية البناء على التقدم المحرز واتخاذ خطوات جادة للمضي نحو سلام دائم". وفي إشارة إلى مهمته الرئيسية في جولته الآسيوية، قال "إن اتساق جهود المجتمع الدولي ووحدة أهدافه فيما يتعلق باليمن هي عوامل محورية في هذا الصدد."

ورغم أن اليابان ليست من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلا أنها تشغل منذ يناير 2023 مقعداً في العضوية غير الدائمة ضمن خمس دول انتخبتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو 2022، إلى جانب الإكوادور ومالطا وموزمبيق وسويسرا، وتستمر هذه العضوية لمدة عامين. ومن ناحية أخرى، تعد اليابان إحدى الدول المانحة الرئيسية لمشاريع وأنشطة الأمم المتحدة في اليمن، إضافة إلى كونها إحدى أبرز الدول التي تربطها علاقات مصالح استراتيجية مع اليمن.