الحوثي يُصَعِّد داخلياً لتعويض انتكاساته بعد الضربات الأميركية

الجبهات - Sunday 21 January 2024 الساعة 07:56 pm
عدن، نيوزيمن:

شنت ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، الأحد، قصفاً عشوائياً على عدد من القرى السكنية في منطقة مريس، شمالي محافظة الضالع. وسط تصاعد العمليات العسكرية التي تنفذها الميليشيات في عدد من المناطق المحررة.

وأفاد مصدر محلي، أن الميليشيات الحوثية المتمركزة بضواحي منطقة مريس شنت قصفاً مدفعياً صوب قرية الجروف. موضحا أن إحدى القذائف استهدفت منزل المواطن "أحمد راشد" من أبناء القرية وتسببت في أضرار مادية كبيرة. ولم تسجل السلطات الصحية في الضالع إية خسائر بشرية، حتى اللحظة في ظل استمرار القصف العشوائي على منازل القرية الآهلة بالسكان.

ويأتي القصف في ظل تصعيد عسكري متواصل تنفذه الميليشيات الحوثية في عدة جبهات في الضالع ومحافظات يمنية أخرى. وشنت الميليشيات المدعومة من إيران خلال الـ48 الماضية، عدد من الهجمات العسكرية الفاشلة صوب الجبهات المحررة في محافظات: "تعز وشبوة وحجة والجوف".

وبحسب مصادر عسكرية فإن الميليشيات الحوثية كثفت خلال الثلاثة الأيام الماضية من محاولات التسلل وعمليات الاستهداف والقصف صوب مواقع قوات الجيش بعدة محافظات. لافتا إلى أن الميليشيات استخدمت طائرات مسيرة لإسناد تحركاتهم الميدانية إلى جانب أعمال القصف العشوائية التي استهدفت القرى والمناطق السكنية القريبة من خطوط التماس.

وأوضحت المصادر أن التوتر العسكري برز بشكل كبير في محافظة تعز من خلال تصاعد العمليات العسكرية في المحافظة. وتركزت الهجمات الحوثية على جبهات: الصرمين والضباب ووادي حذران ومحيط جبل هان، في شمال وغرب مدينة تعز. وكذا في وادي حنش ومدارات ومقدمة المطار القديم في الجبهة الغربية. كما تم إفشال محاولات تسلل حوثية في جبهة الأحطوب بريف مقبنة الغربي، وجبهة الحمد وكلابة، والجبهة الشمالية.

وسجلت جبهات مديريات بيحان بمحافظة شبوة، مواجهات عنيفة بين قوات ألوية العمالقة المسنودة بقوات دفاع شبوة، وبين الميليشيات الحوثية القادمة من مناطق محافظة البيضاء. وأسفرت تلك المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. وترافق التصعيد الحوثي في شبوة مع تحركات مماثلة شهدتها جبهات الضالع ومناطق فاصلة بين لحج وتعز.

وبحسب المصادر العسكرية، شنت الميليشيات الحوثية هجمات منظمة على مواقع الجيش في جبهة اليتمة شرق محافظة الجوف. ضمن محاولاتها المستمرة للتقدم صوب مواقع: (الحرباء، وبرق الأثماد، والقذاميل، والفراس). وتمكنت قوات الجيش من إحباط هذه المحاولة وإفشالها وتكبيد الميليشيات خسائر كبيرة.

التصعيد العسكري الحوثي داخلياً جاء في ظل استمرار الضربات الأميركية والبريطانية التي دمرت مواقع ومخازن الأسلحة التابعة للجماعة منذ 12 يناير الماضي. في حين لا تزال مليشيات الحوثي وبدعم من إيران عاجزة عن رد تلك الضربات أو استهداف السفن البحرية التابعة للولايات المتحدة أو بريطانيا المتمركزة في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية.

بدورها أطلقت الحكومة اليمنية، تحذيرات من مغبة عودة التوترات العسكرية إلى جبهات القتال في ظل التصعيد الحوثي المستمر. موضحة أن التصعيد الخطير ميدانياً ينذر بنسف جهود التهدئة وإحلال السلام، وانزلاق الأوضاع من جديد نحو مربع الحرب، ومفاقمة الوضع الإنساني والمعيشي المتردي جراء سنوات الحرب والانقلاب.

وبحسب وزير الإعلام، معمر الإرياني، فإن الميليشيات الحوثية كثفت خلال الـ48 الساعة الماضية من تحركاتها الميدانية. وسط تكثيف لعمليات الحشد والتجنيد التي تمارسها في المحافظات الخاضعة لسيطرتها. لافتا إلى أنه تم رصد تعزيزات بشرية وعربات وعتاد يتضمن مختلف أنواع الأسلحة أرسل إلى مواقع تتمركز فيها الميليشيات بعدد من الجبهات المشتعلة.

وأوضح الإرياني وفقاً لما نشرته وكالة "سبأ" الحكومية، أن التصعيد العسكري الذي تشنه الميليشيات الحوثية منذ أيام، يؤكد استهتارها بجهود ودعوات التهدئة، وعدم اكتراثها بمأساة اليمنيين، ومحاولاتها الهروب من التزاماتها المتعلقة بالسلام، وتخصيص إيرادات الدولة المنهوبة لدفع مرتبات الموظفين.

وأكد وزير الإعلام اليمني أن الميليشيات الحوثية تواصل استثمار التعاطف الشعبي مع مأساة الأشقاء في غزة وفلسطين، لحشد المقاتلين وجمع الأموال والتبرعات، وتوجيه تلك الإمكانات للتصعيد العسكري وقصف المدن والقرى وقتل اليمنيين.