لإنقاذ زراعة البن.. يافع تُطلق نداء الفزع للحكومة والمنظمات

الجنوب - Sunday 28 January 2024 الساعة 10:18 am
عدن، نيوزيمن، هبة البهري:

بالتزامن مع تدشين معرض البن الأول في العاصمة عدن والتوجه نحو إعادة ثقافة البن وإحيائه ثقافياً واقتصاديًا، ناشد مزارعو يافع الجهات المختصة والمنظمات بالتدخل العاجل لحماية محصول البن من الانهيار بعد أن شهدت المزارع تحديات جمة تهدد استدامتها، أبرزها الشحة المائية والجفاف. 

تُعد زراعة البن من الأنشطة الزراعية الرئيسية في يافع، ولكنها تواجه تحديات كبيرة تهدد أثرها الاقتصادي والاجتماعي على المنطقة. من بين هذه التحديات، يتصدر الشح المائي والجفاف، حيث يعاني مزارعو البن من انخفاض تدفق المياه المتاحة للري، وتأثيرات الجفاف على محاصيل البن وتدهور المساحات الزراعية نتيجة للآفات الحشرية التي تتفاقم مع الجفاف.

يعتمد نجاح زراعة البن بشكل كبير على توفر مصادر مياه كافية للري، ولكن العجز المائي يشكل تحديًا كبيرًا في المنطقة، وذلك نظرًا للتغيرات المناخية ونقص الأمطار. يعتمد مزارعو البن في مديرية يافع بشكل رئيس على المياه الجوفية والأنهار المحلية، ولكن هذه المصادر تشهد تراجعًا في مستويات المياه وتأثيرات سلبية على نمو النباتات.

وفي هذا السياق، أكد رئيس جمعية وادي عسيم، خالد اليافعي، أهمية حماية زراعة البن وتنميتها في المنطقة، حيث يعاني المزارعون من تدمير الأراضي الزراعية وانقراض هذا المحصول الثقافي بسبب الجفاف الناجم عن نقص المياه. وأشار إلى أن مياه الأمطار الموسمية تُهدر بدون استفادة منها بسبب عدم وجود حواجز أو سدود لتجميعها واستخدامها بعد انتهاء الموسم.

من جانبه قال المزارع زيد عبدالله صلاح من وادي عسيم، هناك الكثير من الوعود الحكومية على مدى سنوات لتنفيذ مشاريع السدود التي لم تنفذ حتى اللحظة، فيما تم إنشاء بعض السدود التي لم يستطع الكثير من المزارعين الاستفادة منها، حيث أن المياه لا تصل إلى مزارعهم البعيدة أو المرتفعة عن حد السدود، مؤكدًا باحتياج غطاسات وطاقة شمسية لتوزيع المياه إلى عدد كبير من المزارع.

وناشد زيد المنظمات الدولية التي تنفق مليارات الدولارات على مشاريع عديدة في اليمن النظر إلى يافع وإنشاء شبكات تقطير.

شبكات التقطير هي نظام هندسي يستخدم في المزارع لتوصيل المياه بكفاءة إلى النباتات. تهدف إلى توفير الماء بكميات مناسبة وتوزيعه بتساوٍ، مما يحسن إنتاجية المحاصيل ويوفر الموارد المائية. توفر شبكات التقطير الوقت والجهد، وتسهم في تحسين استدامة الزراعة وحماية البيئة.

وأعرب المزارع حسين محمد الداعري من مديرية لبعوس، عن استيائه من نفس المشكلة وقال: لنحافظ على زراعة البن والمزرعة بتنا نستخدم مياه الشرب الخاصة بنا وشراء بوز المياه بحوالي 200 ألف للواحدة منها لسقي المحاصيل.

وناشد الحكومة والجهات المختصة والمنظمات بإنشاء حواجز مائية وسدود للاستفادة من مياه الأمطار الموسمية، وبناء خزانات خاصة لكل مزرعة للحفاظ على هذه المزارع ومحاصيل البن من الاندثار..

لحماية زراعة البن وتعزيز استدامتها في مديرية يافع، يمكن اتخاذ عدة إجراءات. قد تشمل هذه الإجراءات:

1. تطوير مصادر مياه بديلة: يجب استكشاف وتطوير مصادر مياه بديلة مثل: بناء سدود وحواجز مائية لتجميع مياه الأمطار وتوفيرها للاستخدام في فترات الجفاف. يمكن أن تكون هذه المصادر مفيدة في توفير المياه اللازمة للري والحفاظ على المحاصيل.

2. استخدام تقنيات الري المتقدمة: يمكن تحسين كفاءة استخدام المياه من خلال استخدام تقنيات الري المتقدمة مثل: الري بالتنقيط أو الري بالرش. تساعد هذه التقنيات في توفير المياه وتقليل التبذير.

3. التحسين الوراثي والتقني: يمكن تحسين مقاومة نباتات البن للجفاف من خلال التحسين الوراثي واختيار السلالات التي تناسب ظروف الجفاف. كما يمكن استخدام التقنيات الحديثة في تحسين إنتاجية المحاصيل وتكييفها مع ظروف الجفاف.

4. التوعية والتدريب: يجب تعزيز التوعية بأهمية حماية زراعة البن وتوفير المياه للمزارعين. يمكن تنظيم دورات تدريبية وورش عمل لنشر الممارسات الزراعية المستدامة وتعليم المزارعين كيفية استخدام المياه بكفاءة.

5. التعاون والشراكات: يمكن تعزيز التعاون بين الحكومة والمزارعين والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات البحثية للعمل معًا في حل مشكلة نقص المياه وحماية زراعة البن. يمكن تبادل المعرفة والخبرات وتوفير الدعم الفني والمالي لتحقيق الأهداف المشتركة.

من الضروري أن تأخذ الجهات المعنية هذه التحديات على محمل الجد وتتبنى استراتيجيات شاملة لحماية زراعة البن في مديرية يافع وضمان استدامتها في ظل التحديات البيئية القائمة.