معالم الخوخة الأثرية.. أطلال تاريخ في مهب الضياع والنسيان

المخا تهامة - Sunday 18 February 2024 الساعة 09:22 am
المخا، نيوزيمن، علي جعبور:

على مدى العقود الماضية برزت الخوخة كواحدة من أفضل الوجهات لرواد السياحة البيئية والباحثين عن الاستجمام والراحة على شواطئها الجميلة، لكن ما لا يعرفه الكثير عن الخوخة هو تاريخها العريق ومعالمها الأثرية التي طال الكثير منها الخراب وأصبح غالبيتها مجرد أطلال تحكي قصة تاريخ تعرض للإهمال والنسيان حتى إن بعض هذه المعالم لم يعد لها أثر يذكر وتحولت مواقعها الى مبان حديثة أو عقار معروض للبيع.

وقديماً عُرفت الخوخة كميناء تجاري لاستيراد وتصدير البضائع والسلع خلال القرن السادس الهجري، وقد ذكر الرحالة المعروف ابن المجاور أن الخوخة مدينة كثيرة المباني والصروح والنخيل.

ومن أهم مواقعها الأثرية الجامع الكبير الواقع غرب سوق المدينة على بُعد حوالى 800 متر. ويعود تاريخ بنائه إلى عصر الدولة الرسولية وتحديداً الملك المظفر يوسف بن عمر 647-694هـ.

وتم تجديد بنائه في فترات تاريخية مختلفة، إلا أن التجديد الأخير لم يراع المكانة التاريخية للجامع، حيث عمل على تغيير معالمه باستخدام مواد بناء حديثة ولم يتبق منه سوى مئذنته القديمة التي يبلغ ارتفاعها حوالى 20 متراً تقريباً.

وإلى الغرب من المدينة بالقرب من شاطئ الجشة كان يقوم مبنى الجمارك القديم الذي بناه العثمانيون في العام 1680م وقد حوله الحوثيون أثناء احتلالهم للمدينة إلى ثكنة عسكرية ما أدى إلى استهدافه وتخريب بعض أجزائه ليتم تجريف ما تبقى منه لاحقا ونهب موقعه.

و يشير علي الجنداري، وهو أحد أبناء المدينة، في منشور بصفحته على فسيبوك، إلى أن مبنى الجمارك تم تحسينه في العام 2012 ببناء استراحة للموظفين والزوار وكان بالإمكان إعادة تأهليه بعد تعرضه للضرب لكنه تحول إلى مكان آخر ولم يتبق لنا منه إلا الصور.

ومن المعالم الأثرية التي طالها التدمير والإزالة قلعة القشلة الواقعة على بعد عشرات الأمتار جنوب مبنى مؤسسة الاصطياد السمكي وقد شيدت في العام 1850م على يد الاحتلال العثماني ثم تحولت إلى مستشفى ويتذكر سكان الخوخة أن أول عيد للثورة اليمنية في المدينة أقيم في قلعة القشلة عام 1968م.

وتطالعك في وسط المدينة بقايا أكوام وعقود لمبنى قديم ملاصق لمبنى البريد هي أطلال واحدة من القلاع التي كانت مقرا حكوميا يدعى دار الندوة خلال الاحتلال العثماني ونظام الإمامة وإلى الغرب منها كانت تنتصب قلعة القاهرة كأطول مبنى في المدينة.

ولعل دار الغليسي العتيقة الواقعة إلى الشرق من المدينة هي آخر ما تبقى من مباني الخوخة القديمة لكنها بحاجة ماسة إلى الكثير من الاهتمام لتظل صامدة وعصية على الاندثار.

موشج.. معلم مثير للجدل

إلى الجنوب عن مدينة الخوخة بنحو 13 كيلومتراً تقع قرية وميناء موشج القديم ومن أشهر معالم القرية مبنى أثري بثلاث قباب صغيرة وقبة كبيرة منفردة وساحة مسورة، وقد استمر الاختلاف في أصل هذا المبنى بين قائل إنه مسجد أثري وآخرين يؤكدون انه كنيس يهودي، وما يرجح الافتراض الأخير هو اختلاف المبنى عن شكل المساجد المعروفة وتفرده بأشكال هندسية لا تشبه تلك الموجودة في المساجد الأثرية.

وذكر الباحث الدكتور عبدالودود مقشر، في منشور بصفحته على فيسبوك، أنه مع الرأي الذي يعتبر المبنى الأثري في موشج مسجداً.. إلا أن أمين عام المجمع العلمي اليمني والوزير الأسبق الأستاذ محمود الصغيري خالفه الرأي وأكد له أنه نزل إلى موشج بتهامة ورأى أن النجمة السداسية التي وجدها داخل مسجد موشج لا تشابه البقية، ووجد أيضاً أن القبلة مائلة بشكل عام وشكل المبنى المعماري ينتمي إلى المعابد اليهودية والكنس الدينية.

ويشير سكان قرية موشج إلى أن بعثات أجنبية كانوا يأتون إلى المبنى في فترات سابقة ويظلون به لأيام، وكذلك لصوص الآثار الذين هدموا أجزاء من المبنى بحثاً عن تماثيل مدفونة ما جعله عرضة للسقوط الكلي والاندثار كبقية المعالم الأثرية في المديرية التي طمست وتوارت عن الأنظار.