المخا.. معركة الخلاص من كهنوت الحوثي

متفرقات - Thursday 11 October 2018 الساعة 03:13 pm
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

ثلاث ليالٍ وأربعة أيام حسوماً كانت كافية لعودة مدينة المخا إلى كنف الشرعية بعد معارك استمرت لعدة أيام في أطرافها.

بعد إطلاق العملية لتحريرها ونزوح معظم الأهالي منها، قامت قوات العمالقة مسنودة بغطاء جوي وبحري ومدفعي من التحالف العربي بالهجوم على مواقع المليشيات الانقلابية الحوثية في المدينة.

عملية خاطفة لتحرير المخا وبأقل ضرر للمدينة عدا الطرف الشمالي، وغارات مركزة على مواقع كانت تتحصن فيها المليشيات.

في صباح أحد أيام يوليو 2016م تقدمت القوات من واحجة باتجاه المخا، فيما قوة أخرى قادت الالتفاف الناجح إلى معسكر الدفاع الجوي والمدخل الشرقي للمدينة.

اهتزت معنويات العناصر المقاتلة للمليشيا بعد سماعهم خبر خسارتهم مركز القيادة والسيطرة والإمداد، حيث سعت لجعل الدفاع الساحلي كمخازن للتموين وغرفة عمليات.

لقد شهدت ميليشيا الانقلاب أكبر نكسة لها في الساحل الغربي وتهاوت تحصيناتها العديدة وانهارت معنويات عناصرها في المدينة.

المواطنون الذين لم ينزحوا أيضا كانوا شهودا على المعركة التي دارت رحاها في المدينة.

يقول الشاب عدنان محمد (أحد أبناء المخا): "لمدة ثلاثة أيام متواصلة لم أخرج من بيتي واستمرت الاشتباكات ليلا ونهارا".

ويضيف، "عملت القوات التابعة للشرعية هدنة لإجلاء المدنيين الراغبين بمغادرة المدينة وطلبت من المواطنين رفع علامة ممثلة براية بيضاء ترفع فوق السيارة المغادرة باتجاه الشمال الذي ترك كمنفذ وحيد للخروج الآمن للمدنيين".

ويتابع: "كانت تعاود الاشتباكات عند مطلع الليل وتستمر إلى نهايته ويقبع المواطنون الباقون في منازلهم بالمدينة تحت وابل من الرصاص بمختلف أنواعها".

ويستطرد عدنان قائلا، "كانت وجبة المدنيين الباقين أرز ابيض وبسباس احمر مخزونا لديهم، وكان يقبع في منزل كل أسرة مغادرة أحد افرادها لحماية البيت، وكانوا ينتظرون اي بيت مجاور مازلت فيه أسرة وتقوم بإعداد الطعام واشعال تنور لتجهيز الخبز فيتجمع عليه بقية الاشخاص المتواجدين في الحارة لأخذ ما يحتاجونه من الخبز، وهكذا كانت الحياة تدب في المدينة الی أن عادت تدريجياً بعد تحرير المدينة من رجس عصابة الارهاب والكهنوت الحوثية".

ولم تسلم المدينة من ضحايا فقد سقط ضحايا مدنيون كثر أحدهم علي مشولي مجنون لقي مصرعة برصاصة قناص حوثي وآخر بطلقات عربة لم يحسن الخروج من حارته فظل يتردد حتى شك في أمره، وآخرون لقوا حتفهم بقذيفة غادرة وهم في غرفتهم وبيت آخر سقطت عليه قذيفة أطلقتها المليشيات واودت بحياة نساء وأطفال.

وبعد تحرير المدينة حرصت قوات العمالقة علی تمشيطها لاعتقال بقايا العناصر الحوثية المتخفية بالتزامن مع اتخاذ إجراءات لتأمين المدينة من التسللات.

ويوضح المواطن "مروان" انه بقي هو وأخوه في منزله لعدة ايام الی ان استكملت قوات العمالقة تحرير وتمشيط المدينة.

ويضيف "وفور شعورنا بالامان وأن المدينة بدأت تسترجع حياتها، خرجنا لشراء القات وذهبنا إلى بيت اخينا في حارة مجاورة".

ويشير الی ان الإجراءات الأمنية كانت مشددة وتعرض للاعتقال هو واخوه للاشتباه به وبعد ان تم تفتيش تلفونيهما وجدوا زوامل حوثية فيهما، مبينا انه تم التحقيق معهما وبعد ثلاثة أيام اطلق صراحهما.

ووصل عدد المعتقلين، حسب مروان، إلى 70 بينهم من تورط بأعمال القتال مع ميليشيا الانقلاب الحوثية والبقية خرجوا بعد التحقيق والتأكد من عدم صلتهم بالحوثيين.

وبعد تحرير وتأمين المدينة بدأت حملات الإغاثة الإنسانية والغذائية تصل بكثرة الی سكان المدينة، فضلا عن نزول فرق لتقييم الاضرار في المنازل وتعويض المواطنين إثر الأضرار الناجمة عن عملية التحرير.

كما أعيد توصيل الكهرباء والماء للمواطنين مجانا بدون دفع فاتورة الخدمتين ومازالتا مجانية حتى اليوم.

واستقبلت المدينة سكانها النازحين ثم فتحت ذراعيها لاحتضان نازحين آخرين من مناطق اخری، وها هي اليوم تمتلئ بالسكان والنازحين لتسدل الستار على حقبة سوداء من معاناتها تحت قبضة ميليشيا الكهنوت.