34 مدني ضحايا القنص الحوثي في التحيتا خلال شهرين

المخا تهامة - Monday 22 October 2018 الساعة 04:35 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

يستخدم الحوثي القنص أو المقذوفات أو الألغام لنشر الرعب بين سكان المديريات التي يحتلها أو حتى تخرج عن سيطرته.. "نيوزيمن" تمكن من الوصول إلى الضحايا في المناطق التي تشهد معارك تحرير والحصول على قصص إنسانية تكشف قدر الإجرام والحقد ضد المدنيين في تلك المناطق..

ضحايا القنص..

يعيش سكان ثماني قرى محيطة بمدينة التحيتا، حالة رعبٍ مستمرٍ بسبب ارتفاع عداد ضحايا قناصة مليشيات الحوثي الذين يحيطون سكان 8 قرى "المسلب – الفلاح – المدمن – السويق – القريمه – الجبلية – محوى الشجن – الفازة" التي يقدر عدد سكانها بنحو 2500 أسرة.

ووصل أعداد ضحايا القنص حتى منتصف أكتوبر الجاري إلى 34 شخصاً بين قتيل ومصاب منهم 12 طفلاً و6 نساء.

ويستخدم الحوثيون فرق القنص لإجبار تجمع سكاني معين على النزوح بهدف استهدافهم، كما حدث في قرية بني العطر في منطقة الفازة.

وأفاد أحمد حسين عطر "48 عاماً" أنه يمتلك مع أشقائه الثلاثة نحو 2000 نخلة يعمل فيها 25 مزارعاً قام بتسكينهم مع أسرهم على امتداد غابة النخيل الصغيرة التي يمتلكها مع أشقائه، من بين عمال مزرعته محمد فرج شنيني ويوسف عبدالله شنيني كل منهما يعول أسرة مكونة من 5 أفراد.

يسرد "عطر" قصة محمد وابن عمه يوسف، أن مسلحي الحوثي قاموا بإطلاق وابل من الرصاص الحي على مواشيهما وأحرقوا الحظائر بما فيها، منتصف يونيو، مضيفاً أنهم فوجئوا بثمانية مسلحين اقتحموا منزله وهددوه بالقتل إن لم ينزح مع أسرته ومن يعملون في مزارعه مع أسرهم.

يتحدث عطر أنه أبدى استغراباً وقلقاً في آنٍ واحد من تشديد الحوثيين على أن يكون نزوحهم جماعياً. وأضاف أنه أخبر المزارعين الذين يعملون معه بما طلبه الحوثيون صبيحة ذلك اليوم.

واسترسل "عطر" أنه سمع صراخ نساء وأطفال من أطراف إحدى مزارعه، الأمر الذي جعله يحاول الوصول إليه إلا أن عياراً نارياً أصاب الباب الخارجي لمنزله بمسافة لا يكاد يفصلها عن عنقه سوى سنتيمترات قليلة، الأمر الذي اضطره للعودة لمنزله بينما ارتفعت أصوات صراخ الأطفال والنساء.

يكمل عطر قصة محمد ويوسف بقوله: قرب مغيب شمس ذلك اليوم تمكنت من مغادرة منزلي عبر فتحة من الجدار الخلفي لمنزله وتوجهت لأجد زوجة وأبناء محمد فرج يحيطون به وقد لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما كان أطفال أسرة يوسف منزوين بجانب أسرة ابن عمه المحيطين بجثة والدهم الذي نسف رأسه عيار ناري فسقط بين أبنائه صريعاً.

يسترسل عطر في الواقعة: أنه سأل عن يوسف فأخبروه أنه قام بجمع ما تبقى لهم من المواشي، وأنه كان مفترضاً أن يلقاهم بها في دوم القعيب المجاور للطريق الإسفلتي أو ما يسمى بالطريق الساحلي..

يضيف "عطر" أنه تلقى اتصالاً من أحد أقاربه الذين يسكنون بين منطقتي الفازة ودوم القعيب يبلغه بمقتل يوسف وانهم عثروا عليه صريعاً بين اشجار النخيل.

بعد ثلاثة أيام من مقتل يوسف ومحمد تمكنت الأسر التي تقطن تلك المنطقة من النزوح عقب هجوم لم يكتمل للقوات المشتركة، إلا أنهم تمكنوا من النزوح بعد انشغال مليشيا الحوثي عنهم.

الطفلتان رقية زعوري وفاطمة مدنبج كن من بين الضحايا اللاتي استهدفهن قناصو الحوثي لإجبار أسرهم بالنزوح من منطقة المدمن غرب مدينة التحيتا.