أمن تعز الإصلاحي.. حضور في الجباية والتجنيد واستنساخ تجربة المشرفين الحوثيين وفشل في المسؤولية

السياسية - Thursday 06 December 2018 الساعة 02:53 pm
تعز، نيوزيمن، عماد طربوش:

قتل، أمس، في سجن مديرية أمن جبل حبشي، شاب اعتقل قبل أيام بتهمة قتل والده الذي لايزال في ثلاجة المستشفى، وبررت إدارة الأمن بأن الضحية مات منتحراً بالشنق بعد أن اعترف بقتل والده، بينما معلومات تشير إلى تعذيب شديد تعرض له القتيل المتهم بالقتل.

وهذا ثاني سجين يخرج ميتًا من إدارة أمن جبل حبشي خلال عام، حيث كان الأول سجيناً اتُهم بقتل زوجته وعُذب حتى الموت، ليتضح بعد ذلك أنه هو وزوجته قتلا ظلمًا، فهو لم يكن قاتلاً، وهي قتلت برصاصة شخص آخر بالخطأ على إثر شجار، وكان تبرير أمن المديرية أنه مات إثر تحقيق خفيف ومات كمداً على زوجته، لكن المسؤول الأمني المنتمي للإصلاح دفع بعد ذلك دية المقتول وما زال إلى اليوم في منصبه، رغم كثير من الشكاوى ضده، لكن كونه ينتمي للإصلاح بقي في منصبه.

حارس مقر الإصلاح في تعز تعين مديراً لقسم الجديري في تعز وارتكب كثيراً من المخالفات، وبدلاً من إقالته تم ترقيته للعمل في البحث الجنائي، ومثله آخرون من معلمين ومن شباب الساحة أصبحوا اليوم قيادات أمنية في تعز التي تشهد انفلاتاً أمنياً مريعاً كل يوم، ولا يكاد يمضي يوم دون أن يحصل اشتباك أو قتل أو إصابة لمدنيين وسط غياب كامل لدور الأمن.

العصابات التي يتزعمها قادة المجاميع في الجيش والأمن تهاجم سوق الوليد، واليوم الثاني تهاجم سوق المركزي للخضروات، وبعد ذلك نهب محتويات محل ذهب بشارع 26، وفي ذات اليوم مقتل مالك محل في شارع جمال، وقائمة طويلة من الجرائم التي لا يمكن الإلمام بها جميعها حصلت في ظرف أقل من 72 ساعة.

في المقابل يجلس مدير أمن تعز مستكيناً دون أي حراك أمني أو إجراءات ومكتفياً بدعم حزبه الإصلاح له في حال تعرض لانتقاد أو مطالبة بتفعيل إدارات ووحدات الأمن التي يقودها بحكم منصبه.

قبل عام 2011م كان قوام عناصر الأمن في تعز 5800 فرد وكانت إدارة الأمن بهذا العدد ومن خلال أقسام الشرطة وإدارات أمن المديريات تضبط الأمن في المحافظة بكل اقتدار وتصل أطقم المديريات إلى كل قرية لملاحقة حتى من يطلقون النار في الأعراس، ناهيك عن مرتكبي الجرائم التي كانت قليلة وتنحصر في مناطق ريفية معينة.

بعد 2011م وحتى اليوم جند الإصلاح أكثر من عدد الجنود السابقين، أي أصبح العدد 12.800 فرد، وهناك دفعة جديدة تمت إضافتها إلى الأمن مؤخراً عددها تجاوز 400 فرد ما زالوا تحت الإعداد لضمهم إلى قوام قوات أمن تعز ليكون عدد العناصر الذين دفع بهم الإصلاح إلى أمن تعز أكثر من 7 آلاف فرد، بينما تعيش تعز في ظل فراغ أمني كامل.

ومع هذا الرقم الكبير من منتسبي الأمن تفتقر إدارات الأمن وأقسام الشرطة إلى القوة البشرية والنفقات التشغيلية، حيث يشكو مدير الأمن الاكحلي من أن ميزانية شرطة تعز التشغيلية شهرياً لا تتجاوز 5 ملايين ريال في حين يتحرك هو شخصياً بكتيبة مرافقين يحتاج شهرياً أكثر من 10 ملايين ريال لمواجهة نفقاتهم، أي ضعف ميزانية شرطة تعز بأكملها.

وهذا الفريق من المرافقين يشكلون خليطاً من أفراد أمن وجنود في الجيش تم اختيارهم من قبل الإصلاح كحزب، حيث لوحظ في تعز أن الإصلاح يستنسخ تجربة المشرفين الحوثيين، حيث يكلف قيادياً للإشراف على كل جهة أمنية، يعد مثلاً مسؤول الحزب في المديرية هو المشرف على إدارة الأمن وصاحب قرار نافذ عليها.

ومن أجل تمويل هذا العبث تتم استقطاعات شهرية من رواتب عدد كبير من الجنود، حيث وجميعهم بلا عمل يستحقون عليه الراتب أساساً، وهم من القطاع الطلابي للإصلاح ومن شباب الساحات ولا يزعجهم أي خصميات، لأن هناك ما يشبه الحق للحزب في ذلك، وفيما يخص الجنود السابقين فهم لايستطيعون الاعتراض أيضاً.

وتصل الاستقطاعات إلى مبالغ كبيرة تتجاوز شهرياً حسب معلومات 100 مليون ريال ولا تدخل في موازنة إدارة عام الشرطة ولا تستفيد منها المرافق الأمنية ويتم تصريفها عبر لوبي الفساد المتحكم بالقوة البشرية والموارد المالية والذي يسيطر عليه حزب الإصلاح.

يتعاطى الإصلاح في إدارته للوضع في تعز كمن اقتنص فرصة لتحقيق مكاسب مختلفة مالية وعسكرية وأمنية دون أي اهتمام بمستوى إنجاز المهام الموكلة بها قانوناً كل الجهات والمؤسسات والإدارات التي يسيطر عليها، وتلك عقلية المتفيد الذي يرى أنه لن تدوم له هذه الفرصة الذهبية.

أبو علي، هو مسؤول حراسة مدير أمن تعز منصور الاكحلي الحاضر الغائب، وأبو علي المكلف من الإصلاح بحماية الاكحلي هو عملياً المشرف صاحب القرار في إدارة أمن تعز على غرار النموذج الحوثي مشرفين ومسميات.