خبير أمريكي ينصح السعوديين والإماراتيين بشأن السيناريو الذي تدفع إليه الضغوط الغربية في اليمن

السياسية - Monday 10 December 2018 الساعة 11:15 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

يرسم خبير الشئون الإيرانية والشرق الأوسط، الأمريكي والمستشار الدولي المتخصص نورمان ت. رولي، صورة قريبة مما يمكن استشعاره وتلمس مؤشراته، لما يمكن أن يحدث في حال تكرست الضغوط الغربية (القاصرة عن الإلمام بالدور الإيراني الخطير وطويل المدى وراء الحوثيين في اليمن) باتجاه التحالف العربي لإنهاء دوره وأعماله والتسليم بسلطة وسيطرة تشاركية للحوثيين. عندها ما الذي يمكن أن يحدث؟

على ذات المنوال، الغربيون سيكتفون بتحذير السعودية عندها من الإقدام على أي عمل فيما تكون إيران على الأبواب ويفرض فيلق القدس الحقائق على الأرض. لهذه الأسباب ينبغي عدم ترك مجال أمام أسوأ السيناريوهات للحدوث.

السيطرة بالمعنى الغربي، لن تكون حاسمة ما لم تكن هناك عمليات بديلة على الأرض تهدد فعلياً الأسهم الإيرانية.

ما عدا ذلك، كما يقول نورمان ت. رولي، "تبدو إيران مرتاحة للسماح للبدلاء بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي المحلي". ويبدو أيضاً وفقاً للرؤية نفسها أن هذا ما تتبناه (بوعي أو بدون قصد) الضغوط الغربية إلى تمكين وكلاء إيران الحوثيين من درجة من السيطرة والنفوذ، ما يسمح لهم مستقبلاً من تهديد خطوط الملاحة وممرات النفط وخطوط الإمداد.

يقول الخبير الأمريكي الدولي "يبدو أن دعم إيران مصمم لتمكين الوكلاء من تحقيق سيطرتهم على ساحات المعارك المحلية وخيارات التصعيد ومتطلبات ساحة المعركة بالإضافة إلى تعزيز التوافق الإيديولوجي مع العناصر الأساسية. يبدو أن الحوثيين يناسبون هذا النموذج بشكل مثالي."

‏ويستطر بالقول إن "اليمن مثال مأساوي، إذا كان واضحًا، كيف أن قدرة إيران على توفير الأموال والأسلحة للوكلاء الإقليميين تؤدي إلى تفاقم الصراعات الإقليمية."

لهذا السبب ذاته يشدد "ينبغي إيلاء اهتمام كبير لخنق شرايين إيران في التوريد والتواصل مع وكلائها الحوثيين".

‏وفي الصدد أيضاً يشدد نورمان رولي على أن العمليات التي تهدف إلى منع سيطرة الحوثيين على أي مرافق أو مناطق في الموانئ على طول الساحل اليمني سوف تعيق بشكل كبير قدرة إيران على نقل الأفراد والأسلحة. مضيفا "يجب على الشركاء الأمريكيين والإقليميين النظر في توسيع العقوبات ضد منشآت الموانئ الإيرانية التي نشأت منها الأسلحة."

‏وبالمثل، لا يزال من المحتم أن تضمن مسقط عدم استخدام أراضيها لنقل الأفراد أو الأسلحة وأن الحوثيين لا يحتفظون بالوصول غير المرتبط بموانئ اليمن المطلة على البحر الأحمر.

ويستطرد "ينبغي على كل من الرياض وأبوظبي مواصلة دعم قوة حدودية في محافظة مأرب بشمال اليمن لتعطيل أي شحنات أسلحة وعمليات تهريب في المستقبل قد تختار عبور عمان."

‏وبالعودة إلى المرجعيات الإيرانية التي أمدت وتمد الحوثيين وكلاءها في اليمن عبر فيلق القدس، يلفت الخبير الأمريكي المختص في الشئون الإيرانية، إلى أنه مع إغلاق مطار صنعاء، فإن قدرة إيران على شحن الأفراد والأسلحة إلى الحوثيين تتطلب إما المرور عبر عمان أو استخدام موانئ البحر الأحمر. لكن الأمر لن يطول قبل أن يدفع الغربيون والأمم المتحدة بالضغوط على التحالف العربي قدما وتلبية اشتراطات وكلاء إيران تجاه فتح مطار صنعاء.

بالخلفية ذاتها ينبغي أن ينشغل التحالف العربي ودوله في كيفية الاستجابة لسيناريوهات ما بعد الصراع التي ستترك الحوثيين قادرين على السيطرة على أي ميناء جوي أو بحري رئيسي. بمراعاة الضغوط الغربية أيضا، يمكن توقع ما سيقال للسعوديين وشركائهم الإماراتيين مستقبلا حيث يكون الخطر على الأبواب بينما الغرب يمسك عن الدعم ويترك لإيران وللحوثيين مقدرة على إلحاق الضرر.

وبتعبير نورمان ت. رولي "سوف ينصحون بالنظر في ما سيفعلونه إذا ما دعا الحوثيون ببساطة إيران رسميًا لإرسال المساعدات والمستشارين. سوف يتم ضمان الخدمات اللوجستية لفيلق القدس، وسوف يرفض وزير الخارجية الإيراني أية شكاوى دولية مثلما يفعل فيما يتعلق باستمرار وجود إيران في سوريا."

وهو يشكك أصلا وكثيرا في نجاعة وفاعلية أي تدخل للأمم المتحدة في تحجيمم الخطر الذي يمثله وكلاء إيران، حدث هذا في العراق وسوريا ولبنان وهو في طريقه إلى أن يتكرر في اليمن:
‏"سيقتصر دور الأمم المتحدة فيما يتعلق بإيران على حقيقة أن روسيا قد عمدت مراراً وتكراراً إلى عرقلة قرارات مجلس الأمن التي تقضي بإلزام إيران بتورطها في اليمن. في الواقع، مع سوريا كدليل، من المرجح أن تسعى الدولتان للاستفادة من بعضهما البعض في أي محادثات: موسكو تستخدم طهران لتعزيز النفوذ السياسي الروسي في المنطقة، وإيران تستخدم موسكو لحماية المحادثات البطيئة بينما فيلق القدس يفرض الحقائق على الأرض."