الصراع الحوثي في الواجهة: محمد علي ينتهز "سجون التعذيب" للتصويب على دولة المشاط وأمن الخيواني وقيادة عبدالملك

السياسية - Tuesday 11 December 2018 الساعة 08:14 am
المخا، نيوزيمن، أمجد قرشي:

ينزع محمد علي الحوثي أكثر إلى تموضع علني؛ كمركز مواز لمركز المشاط ومحسوبي عبدالملك الآخرين، على جبهة القرار والقيادة في دولة المليشيا. 

خطوط ومؤشرات بارزة تشق طريقها على خارطة صراع آخذة في التمظهر، على غرار تموضعه المواجه لمركز أبو علي الحاكم وآخرين على جبهة النفوذ والامتيازات المالية والاقتصادية.

لا يتردد الرجل الحوثي من موقعه الاعتباري الموازي لقيادة الحوثي الآخر على رأس الجماعة، وبصفته "رئيس اللجنة الثورية" يشغل أو يشاغل "قائد الثورة" عبدالملك الحوثي بطرق أكثرها غير مباشرة عبر التصويب المباشر على محسوبيه في مركز القيادة التنفيذية (السياسية والأمنية) ويمثلها مهدي المشاط وعبدالكريم الخيواني.

بعد أيام قلائل على جولة منازلة خاضها مع أبو علي الحاكم باتجاه مجاهد القهالي الشيخ والوجاهة القبلية ومفتاح مصالح وامتيازات أخرى، يتصدى محمد علي للتصويب على "القائد" عبر رئيس المجلس السياسي (المشاط) ورئاسة القبضة الأمنية المتغولة (الخيواني)، على خلفية النشر المتداول بكثرة لوقائع وفظائع التعذيب المروع للسجناء والمخفيين وآخرها ما كشفته وكالة أسوشييتد برس.

ذكرت الوكالة، ضمن تحقيق مطول بشهادات وروايات مفزعة معززة بالصوت والصورة، أن شريط الفيديو أرسل لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي لم يرد. 

بينما ردود الأفعال القوية من أوساط مختلفة إعلامية وسياسية وحقوقية إزاء النشر المدوي لوقائع السحل والقتل تحت التعذيب وحرق الأجساد بالمحاليل الكيميائية، استتبعت تحركاً تكتيكياً من رئيس ثورية الحوثي الذي يظهر مراساً في ممارسة الاقتناص للمناسبات المشابهة في تسجيل نقاط إضافية على منافسيه أو خصومه المركزيين، على مساحة خارطة "صراع الأئمة" الآخذة بالتمظهر عبر مناسبات ومحطات مرحلية صاخبة.

ينتهز الرجل المندفع بقوة فرصة، فضيحة ودوي سجون التعذيب وممارسات القهر والقتل والإذلال الإنساني، ويستخدمه كمنصة جديدة ومواتية للتصويب من طريق التغريد على مترس تويتر.

وبينما تكرست صورة نمطية عن عبدالملك الذي تجاهل ولم يرد على تسجيلات ووقائع شنيعة ومروعة، يتصرف محمد علي بحيلة انتهازية تخصم من رصيد الأول معنوياً وإعلامياً على الأقل، ويتبنى خطاباً باتجاه المجلس السياسي وأدواته التنفيذية الحكومية والأمنية، ويلزمهم بأخذ خطوات إجرائية على ضوء النشر المروع.

ملتقطاً زمام فرصة بادر محمد الحوثي إلى دعوة "المجلس السياسي والحكومة ممثلة بالداخلية والجهات المختصة، إلى تشكيل لجنة للتحقيق في مزاعم تقرير وكالة أنباء أسوشييتد برس–07/12/2018، والتعامل مع أي حادثة يثبت صحتها، وفق القانون اليمني بحق أي شخص ارتكبها، فهذه ليست من أخلاقنا كشعب، ولا مما يغفره القانون اليمني، ولا الإيمان، ولا الأعراف"، كما غرد في تويتر.

الكلام يتضمن إدانات واضحة تستبق التحقيق والنتائج، طالما والنشر المعزز بالفيديو يؤكد المؤكد. 

وقائع التعذيب والسجن والإخفاء والمعتقلات السرية، هي مما يؤخذ لزاماً على مسئولية الأمن الوقائي الذراع الأمنية القاتلة للحوثيين بمسئولية الخيواني المعني المباشر بتلقي 
رسائل التنكيل في تغريدة محمد علي حيال الأخلاق والغفران والقانون والأعراف.

يدير الحوثي المغرد حربه الخاصة على الحوثيين الألداء في دولة المشاط - الخيواني، وهؤلاء لم يتوقفوا عن إدارة معاركهم الخاصة مع أجنحة ومحسوبي ومصالح رئيس اللجنة الثورية الحوثية وعلى جبهة "قائد الثورة" الحوثية.