خطة ورشة السويد: مشاورات بلا خطة قايضت اليمن بالمواقع والحديدة بالضغوط

السياسية - Saturday 15 December 2018 الساعة 08:08 am
ستوكهولم/ المخا/ عدن، نيوزيمن، خاص:

قبل يوم على انتهاء مشاورات السويد كان سفيرا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قبل أن ينضم إليهما الأمين العام للأمم المتحدة، يقودان تحركات مكثفة باتجاه الوفد الحكومي المفاوض، وكان هؤلاء مجردين من اي خبرة تحصنهم في موقع المدافع الصلب فضلا عن صانع الموقف والقرار.

ورغم أن الأنباء المسربة، حينها، حاولت إعطاء صورة مغايرة بحيث تحول الخبر إلى لقاء رسمي مع السفير الأمريكي، كما نشرت الوكالة الرسمية سبأ يوم الأربعاء، إلا أن المعلومات الموثوقة من بعثة الوفد الحكومي رسمت صورة مركزة تحصر موضوع اللقاءات على ملف الحديدة.

بل وأكثر من هذا فإن الجدية كانت غائبة ومعدومة لدى الورشة الأممية المقامة في السويد حيال ملفات وقضايا الأزمة والحرب في اليمن، وآلت في النهاية إلى الموضوع الملح والمركزي "الوضع في الحديدة".

معظم ايام الورشة التعارفية ذهب في عناوين ونقاشات عامة أغلبها حول ملف الأسرى، وهو ملف جميع حيثياته ووثائقه منجزة من وقت سابق. وحصر الوفد الحكومي في يومين أخيرين أمام موضوع الحديدة وتركزت الضغوط حوله، مع مراعاة أن المفاوض الحكومي المشارك هنا ليست لديه اية خبرة أو صلة مباشرة تخصصية ومهنية، لتتم الأمور "على عجل وحسبما أراد وخطط المبعوث الأممي ومن ورائه ضغوط السفراء" وفقا لمصدر قريب من البعثة.

وإلى ناقص الخبرة المخل، كان المفاوضون الحكوميون يدخلون الجولة من دون رؤية مجدولة أو خطة مرجعية للتفاوض بالأولويات والخطوط الحمراء والثوابت والمتغيرات المتاح حولها الأخذ والرد.

"لم نكن نعرف عن القضايا التي نمثلها حتى اليوم الأول" قال مفاوض في تصريح عابر لم يلتقطه أحد مع غرفة الأخبار الملحقة بالورشة.

علاوة على أن مارتن غريفيث كان قد فاجأ هؤلاء عشية انطلاق الجولة بتوزيع جدول أعمال آخر مختلف عما سبق التفاهم حوله والاتفاق بشأنه، ليسجل الوفد اعتراضا رمزيا.

ولم ينظر غريفيث الذي وعد بإعادة النظر في المسألة إلا بعد يومين من المشاورات وليقرر إلغاء وتعطيل الجدول من أساسه. وقال مكتبه في الليلة الثالثة لا توجد اي خطة عمل أو جدول للمشاورات.

كانت الخطة الوحيدة للسويد "مشاورات بلا خطة"، وهذا يشمل الإدارة الأممية للورشة والوفد الحكومي أيضا. وهكذا تدافعت الأمور تباعا. وانتهى الناس إلى موضوع وحيد وكما هو المتوقع.

ومعظم من تحدثوا وفاوضوا في ملف الحديدة بتفاصيله وتشعباته هم من خارج هذه البيئة مهنيا وسياسيا حتى وقانونيا.

كان الأمر أشبه باستجواب من طرف واحد، وهؤلاء حصروا تماما بحيث تقلصت المساحات أمامهم إلى تفاوض يأخذ في الرؤية الاعتبارية مواقعهم الوظيفية والمستقبل السياسي أكثر وأكبر من اي شيء آخر.

والأسوأ هو أن مفاوضي الحكومة حملوا مسئوليات كبيرة باستعدادات صغيرة جدا، ولم يملأوا مكانهم الطارئ. وبطريقة محبطة تماما يصفها معلق إعلامي مرافق مع نيوزيمن، كان التصور السائد هو أن الوفد الحكومي مهتم فقط بمسمى وهيكل الإطار العام الذي مرره غريفيث وتحته مرر كل شيء خاص وأخص.

من جانبهم شارك وفد الحوثيين للمشاركة، قال غريفيث إن مجرد حضورهم كان إنجاز بحد ذاته. وبحثوا عن حلول ومناورات تكتيكية وجانبية مثل المرتبات والإعانات المالية والسفريات والطيران والمطار. كانت مهمتهم الأساس الانتظار لتبرير ما سوف يستخلص من الحكوميين وتقديمه كاتفاق أو مشروع اتفاق.

جميع القضايا الملحة والمتصلة بحياة ومعاناة ومصالح اليمنيين والمشاكل الكبيرة المتعلقة بالنزوح والتشرد والألغام والإعاشات والسلع الأساسية ومصادرة الحريات والرأي الآخر والاستحواذ على مقدرات ومرافق الدولة المسروقة وما إلى هنالك من مواضيع، غابت أو غيبت عمدا عن ورشة السويد.