689 مليار ريال من برنامج الغذاء.. الاغاثة اصبحت المورد الثاني للحوثي بعد النفط

إقتصاد - Monday 07 January 2019 الساعة 10:22 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

حولت جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، الإغاثة المقدمة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلى واحد من أهم مصادر تمويل نشاطها المسلح، ضد الشعب اليمني.

وتشكل المعونات الإغاثية الدولية لليمن، مصدراً لتمويل أنشطة ميليشيا الحوثي المسلحة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد تجارة المشتقات النفطية.

وقال مصدر مطلع لـ"نيوزيمن"، إن ميلشيا الحوثي المسلحة قدمت كشوفاً بأسماء موظفي الدولة البالغ عددهم مليوناً و250 ألف موظف، وأسماء المسجلين في كشوف الضمان الاجتماعي مليون و500 الف مستفيد لبرنامج الغذاء العالمي، الذي قام بدوره بصرف سلة غذائية لكل واحد منهم شهرياً.

وأكد المصدر أن ميليشيا الحوثي تستلم مخصصات الموظفين من السلل الغذائية وتصرف لهم لمرتين في السنة، فيما تبيع الباقي في السوق أو توزعها لأفراد ينتمون للجماعة.

وكان برنامج الغذاء العالمي تحدث في بيان له، الأسبوع الماضي، عن سرقة الحوثيين للإغاثة، لكنه لم يفصح عن الطريقة التي اتخذتها الميليشيا لنهب المعونات، واكتفى بالإشارة أن 60% من المساعدات الغذائية المخصصة لليمنيين الذين يعانون الجوع الشديد تتعرض للسرقة والنهب وتُباع في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

ويسلم برنامج الغذاء العالمي لميليشيا الحوثي شحنات اغاثة غذائية شهرياً بحسب الكشوف المقدمة منها، لصرفها للموظفين والمستفيدين الذين انقطعت رواتبهم منذ أغسطس 2016.

وتقيم سعر سلة الغذاء المقدمة من برنامج الغذاء العالمي في المتوسط ب 25 الف ريال، وبعملية حسابية لعدد موظفي الدولة، والمسجلين بكشوف الضمان الاجتماعي، فإن كلفة سلل الغذاء المخصصة لهم سنوياً تصل 825 مليار ريال، في وقت توظف قيمتها لتمويل حربها على اليمنيين.

كما تقوم الميليشيا بسرقة الإغاثة المخصصة للتغذية المدرسية، إذ يؤكد موظفون في وزارة التربية والتعليم التي يترأسها الأخ الأكبر لزعيم الميلشيا عبد الملك الحوثي، بأن المساعدات تذهب في شاحنات لمخازن التجار مباشرة.

وبعد أن حققت الميليشيا الاكتفاء من المعونات الغذائية التي تكدسها في مخازنها، طالبت أخيراً بتحويل المعونات الاغاثية إلى أموال.

ويؤكد مراقبون أن الجزء الأكبر من معونات الإغاثة لا تصل إلى المستفيدين، وهناك تلاعب في توصيل المساعدات الإنسانية، للمحتاجين والنازحين.

وأشاروا إلى أن المساعدات تصل إلى عقال الحارات في بعض الاحيان الذين بدورهم يقومون بتوزيع كمية بسيطة منها فيما توزع البقية بمعرفتهم للأصدقاء والمعارف أو تباع في الأسواق وبأسعار زهيدة.

وتعرض مواد غذائية في السوق المحلية في صنعاء وعليها شعارات الأمم المتحدة، منها الدقيق والبقوليات الجافة والسمن والرز.

وتجمع الأمم المتحدة مليارات الدولار بأسماء اليمنيين لكن غالبية هذه الأموال لا تصل إلى اليمنيين الذين بات الجوع يحاصرهم من كل جانب، وقدرت احتياجات اليمن من الإغاثة بنحو 4 مليارات دولار خلال العام الجاري 2019.

وأفادت نتائج تقرير مسحي أعددته الأمم المتحدة، بأن حرب اليمن والانهيار الاقتصادي الناجم عنها جعلا 15.9 مليون شخص، أي 53 في المئة من السكان، يواجهون "انعدام أمن غذائي شديد وحاد" وبأن المجاعة تشكل خطرا إذا لم يُتخذ إجراء لمنعها فورا.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، عن السفير السعودي لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر قوله إنه "منذ سنوات وميليشيا الحوثي تعيق المساعدات الإغاثية وتنهبها، وتمنع وصولها إلى بعض المناطق في اليمن، إضافة لتحويلها تلك المساعدات إلى مجهودها الحربي بطرق مختلفة".

وأوضح السفير السعودي أن المملكة والإمارات والكويت، سلَّمت الأمم المتحدة ملياراً و250 مليون دولار ضمن خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة في اليمن، إلا أنه لم يتم إنفاق إلا 40% من تلك الأموال".

وأكد آل جابر أن "ذلك يُعد مؤشراً على عدم قدرة الأمم المتحدة على استخدامها وإيصالها إلى المحتاجين في المناطق الخاضعة لسلطة الميليشيا الحوثية، بسبب ممارساتها".