(ثور قال احلبوه!).. 11 فبراير جدل فائض عن حاجة اليمنيين

السياسية - Monday 18 February 2019 الساعة 09:53 am
صنعاء، نيوزيمن، مهدي العمراني:

بين ثورة ونكبة ويوم تاريخي ويوم أسود، احتدم الجدل مجدداً بالتزامن مع حلول 11 فبراير، ذكرى الاحتجاجات الشبابية المطالبة برحيل النظام في اليمن مطلع العام 2011م، في إطار ما عُرف إعلامياً بالربيع العربي، والذي ضرب عدداً من الدول العربية، ولا تزال آثاره متوالية في معظم هذه البلدان.

اعترافات شجاعة وجريئة لنشطاء مشاركين في أحداث 11 فبراير، وإصرار على عظمة الحدث واستمراريته، مقابل نبش توبيخي لما آلت إليه النتائج، وتقليب لواقع اليمن اليوم بعد وقبل 11 فبراير لمعارضي لتلك الأحداث، وبينهما تعليقات مفعمة بالسخرية حيناً وجلد الذات حيناً آخر، رصدها "نيوزيمن" على شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي كظاهرة جدلية - خلافية تتكرر كل عام.

أحزاب معارضة غير مؤهلة

يرى المحلل السياسي، والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، عبدالناصر المودع، أن الأحزاب السياسية تتحمل بالدرجة الأولى مسئولية "فشل ثورة 2011"، والتي كانت تدعي معارضتها لنظام صالح، ليتضح فيما بعد -حسب المودع- بأن هذه الاحزاب لا تمتلك مشاريع للإصلاح والتطوير؛ فكلها دون استثناء كشفت عن أنها غير مؤهلة للقيام بما كانت ترفعه من شعارات قبل الثورة وخلالها.

ويعتقد المودع أنه "لم يكن مطلوبا من صالح أن ينجح الثورة التي قامت عليه، ولا هو مطلوب من الحوثي أن يساهم في بناء دولة تتناقض مع مشروعه السلالي، وليس متوقعا من هادي الذي جاءته السلطة في لحظة تاريخية غبية أن يبني نظاما جيدا".

سرديات رومانسية وانتهازية نخبوية

من جانبه يرى، الصحفي هشام المسوري، أنه مع كل ذكرى لفبراير المحطمة بفعل عوامل ذاتية وموضوعية واخفاق النخب وعجزها وفشلها، يزدهر سوق بيع الاحلام والأمل الزائف، من قبل الذين يهربون من واقع الثورة وواقع المشهد العام وواقع البلاد، ويتجاهلون الوقائع والحقائق ويرفضون مواجهتها ولا يملكون حتى الإرادة للبحث عن اجابات لتآكل إطار فبرار واخفاق نخبها، وللتوقف عند عجز وفشل إدارة سلطة هادي وحكومته ومكوناتها الحزبية والسياسية للعملية الانتقالية وللمناطق المحررة في مرحلة ما بعد الانقلاب. ويعتقد ان من يصفها بـ"النخب الثورية" تهرب من مواجهة كل ذلك للتغطية على انتهازيتها وفشلها إلى المبالغة في التمسك الكاذب بجذرية الثورة ومنحها طابعا اسطوريا حالما وتحويلها إلى وهم وذكرى حالمة وعقيدة مقدسة، وطرح سرديات رومانسية تتظاهر بأمل فقير وزائف وتفكير تافه يعد الناس بانتصارات كاملة وناجزة للثورة، دون أن يكون هناك أي توجه للتحول إلى حالة سياسية ناظمة ومنتظمة وفاعلة وحيوية تعمل باستمرار على توسيع القاعدة الاجتماعية والشعبية للثورة، وبناء اجماعات تلائم التحديات الجديدة وابتكار آليات تعطي فبراير صفة واقعية وفاعلة ومؤثرة وتكسبها حضورا وتأثيرا، وتحول تضحيات ومعاناة الناس الى مكاسب سياسية وطنية، موضحا في هذا السياق أن " الثورات ليست حلما ولا أملا مجردا، بقدر ما هي فعل واقعي وفاعلية وسياسة وعمل مستمر لامتلاك مقومات تأثير".

تشخيص خاطئ لوعكة صحية بسيطة

وجدلاً تفترض الناشطة الاعلامية، ابتسام الحيدري أن "شباب 2011م أرادوا التغيير للأفضل لكن ما حدث هو أنهم زادوا تكبير حفرة الفساد بدلا من ردمها"، ولذلك تشبههم بـ"الطبيب الفاشل الذي يتسبب في إعاقة المريض بسبب تشخيص ومعالجة خاطئة لوعكة بسيطة".

فيما يرى ابراهيم الحجاجي، أن 11 فبراير "يوم مشئوم ونقطة سوداء في تاريخ اليمن ونقطة تحول من الاستقرار والنهضة الى الشتات والدماء ودمار ما تم انجازه في عشرات السنين".

راقصة في عرس زوجها..!

ويشبّه طه حسين المونسي، المحتفلين بـ11 فبراير، بمثل سيدة ترقص في عرس زوجها "الناس داريين انها مقهورة وهي تسوي نفسها مبسوطة..!".

فيما يصوّر، عبدالواسع حسين غشيم، المحتفلين ب 11 فبراير بمثل طلبة الجامعة "الذين يعملون لهم حفل تخرج وهم راسبين". وقريبا من هذه التشبيهات، يستحضر مختار البركاني، من الأمثال الشعبية ما يسقطه على الحالة، مذكّرا بالمثل الشعبي "ثور قال احلبوه"، قائلا: "قد هو ثور قال احلبوه".!؟ ومضيفا "هذه نكبة فبراير قدهي نكبة خسرنا فيها دولة ومقوماتها، ونعيش ويلات لم تعرفها اليمن من يوم خلق الله الأرض، قالوا ثورة..!!".

جدلية وخلافات

وفيما يقر همدان العليي بمشاركته 11 فبراير، إلاّ أنّه لا يؤيّد فكرة الاحتفاء بالمناسبة في مثل هذه الظروف، ذلك لأنهم "لم ننجز شيئا للناس حتى اليوم.. بل العكس، الاحتفال اليوم يزيد الخلافات بين اليمنيين لا يوحد صفوفهم". ويعتقد انه "عندما يلمس الناس إيجابيات فبراير يحق لنا قول وفعل ما نريد"، والى ذلك يدعو الناشط السياسي والاعلامي، على البخيتي، لتجاوز جدلية المتسبب لما يصفها نكبة ١١ فبراير؛ ومواجهة ما يصفه "مشروع الإمامة؛ الخطر التاريخي على اليمن، الذي استغل جولات الصراع فأسقط الدولة والجمهورية ويسعى لتغيير الواقع الديموغرافي ليُنتج جيلاً متخلفاً يدمر وطننا لقرون قادمة".