مارس.. شهر الفيد والنهب الحوثي تحت مسمى الصمود

السياسية - Saturday 23 March 2019 الساعة 04:02 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

يمثل شهر مارس من كل عام فرصة لقيام مليشيات الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) بعمليات فيد ونهب واسعة على مختلف المستويات في العاصمة صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها، بحُجة إحياء ذكرى ما تسميه "الصمود" في مواجهة عاصفة الحزم.

ومع بداية شهر مارس خلال السنوات الأربع، تطلق مليشيات الحوثي أيدي قياداتها ومشرفيها للقيام بعملية جبايات وفرض إتاوات على القطاع الخاص والتجار وكل المحلات التجارية في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها.

إتاوات على كبار التجار

ومنذ بداية شهر مارس الجاري بدأت قيادات المليشيات الحوثية بفرض الجبايات تحت مسمى دعم أنشطة الاحتفاء بأربعة أعوام من الصمود.. تؤكد مصادر تجارية لنيوزيمن، أن قيادات في مليشيات الحوثي اتصلت بعدد من كبار التجار في العاصمة صنعاء وطلبت منهم تمويل الفعاليات التي تعتزم المليشيا إقامتها.

وحسب المصادر، فإن المليشيات طلبت من بعض التجار دفع مبالغ تصل إلى أكثر من 20 مليون ريال لدعم تلك الفعاليات، معتبرة أنها نوع من دعم الجهاد، وإنفاق في سبيل الله، حسب تعبيراتها المستخدمة مع التجار الذين تواصلت بهم.

وأضافت المصادر، إن المليشيات هددت بعض التجار باستخدام أسلوب القوة وعرقلة أنشطتهم التجارية بأساليب مختلفة وصولاً إلى تلفيق تهم التخوين والتكفير ضدهم في حال رفض تسليم تلك الإتاوات.

ووفقاً للمصادر، فإن الإتاوات على كبار التجار تنوعت حسب نوعية تجارتهم، فبعضهم طلب منهم دفع إتاوات نقدية مباشرة، وآخرون طلب منهم دعم فعاليات المليشيات بأشكال عينية يتم توزيعها فيما بعد على قيادات المليشيات.

إتاوات بمسمى تبرعات

وفي جولة على عدد من المحلات التجارية أكد عدد من تجار الجملة في العاصمة صنعاء أن مليشيات الحوثي فرضت عليهم تقديم تبرعات عينية لدعم فعاليات الاحتفاء بما تسميه المليشيات أربعة أعوام من الصمود.

وتحدث بعض تجار الجملة عن نزول مشرفين تابعين للمليشيات الحوثية إلى محلاتهم وطلبوا منهم تقديم تبرعات عينية من البضائع التي يتاجرون بها والتي تتنوع بين مواد غذائية وغيرها.

وأشار تجار إلى أن طريقة النهب باسم التبرعات لفعاليات مسمى الصمود باتت أسلوباً تمارسه المليشيات في شهر مارس من كل عام.

ويقول بعض التجار، إن مشرفي المليشيات فرضوا عليهم التبرعات بكميات من المواد الغذائية كالدقيق والسكر والأرز والتي لا تستخدم في الفعاليات، مشيرين إلى أن مشرفي الحوثي يقومون ببيع تلك المواد على تجار التجزئة أو على أصحاب الأفران والمخابز بعد أن يكونوا أخذوها على أنها تبرعات لدعم فعاليات المليشيات الخاصة.

حتى الحلويات والأحذية تنهب من قبل المليشيا

عمليات النهب التي تمارسها المليشيات لا تقتصر على كبار التجار أو تجار الجملة فقط، فكل من لديه محل تجاري، مهما كان حجمه، لابد أن يدفع الإتاوات للمليشيات ومشرفيها حتى محلات الأحذية، حيث يقول صاحب محل أحذية في العاصمة صنعاء لنيوزيمن: إن مشرفين تابعين للمليشيات طلبوا منه تقديم تبرع لدعم فعاليات مرور أربعة أعوام مما يسمونه بالصمود، ولما أوضح لهم أن طبيعة حركة البيع والشراء تكاد تكون شبه متوقفة وأن ما يكسبه من محله بالكاد يوفر له لقمة العيش طلبوا منه التبرع حتى بكمية من الأحذية التي يبيعها.

وأضاف: إنه وحين سألهم، ماذا ستفعلون بهذه الأحذية لفعاليات إحياء الصمود في مواجهة التحالف؟ أجاب مشرف الحوثي الذي زار محلي بأنه سيرسلها لمجاهدي المليشيات في الجبهات.

وفي سياق ذي صلة، شكا أحد محلات بيع الحلويات بالتجزئة من طلب مشرفي الحوثي له تقديم تبرعات لإحياء ذكرى فعاليات ما تسميه المليشيات الصمود، وقال لنيوزيمن: طوال عملي في هذا المحل لعشرة أعوام لم يطلب مني أحد تقديم تبرع تحت أي مسمى سوى مشرفي الحوثي الذين زاروني للمرة الثانية.

وأضاف: في المرة الأولى جاء مشرف حوثي أثناء احتفالهم بالمولد النبوي، وطلب مني التبرع حتى بكميات من الحلويات التي أبيعها لدعم المشاركين في الاحتفال بالمولد النبوي، وهذه هي المرة الثانية، حيث جاء أحد مشرفي الحوثي وطلب أن يتبرع محلي إما بالمال أو بالحلويات لدعم فعاليات مرور أربعة أعوام من الصمود.

وتابع: اضطررت أن أقدم لهم كميات من الحلوى خوفاً من أن يتسبب رفضي لذلك بمشاكل قد يفتعلونها لي، خاصة وأنني لا أملك سوى هذا المحل الذي أعيل منه عائلتي.

ويواجه القطاع الخاص والتجار في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية عمليات نهب واسعة كل عام في شهر مارس تحت مسمى دعم فعاليات الصمود التي تضاف إلى عمليات النهب التي تمارسها المليشيات طوال العام تحت مسمى دعم المجهود الحربي.