عدم توافر جامعة يعيق طالبات الثانوية بالمخا عن مواصلة تعليمهن الجامعي

متفرقات - Friday 19 April 2019 الساعة 07:05 pm
المخا، نيوزيمن:

بكلمات حزينة تتحسر زينات على مستقبلها الذي تشاهده ينهار أمام عينيها، فحرب المليشيات الحوثية، وعدم توافر جامعة حكومية في المخا يجعل طالبات الثانوية يخسرن مستقبلهن أمام اعينهن حتى لو كن من ذوي المعدلات المرتفعة.

فزينات، التي مضى على تخرجها نحو أربع سنوات، تشعر بالقهر كلما تذكرت أن الفترة المحددة لصلاحية شهادتها الثانوية قربت على الانتهاء، لكن الاستثناءات التي وضعتها غالبية الجامعات قد تتيح لمن هن من مثل حالتها التسجيل من جديد من دون الحاجة الى إعادة السنة الدراسية مرة أخرى.

ولهذه الفتاة قصتها فهي في العشرينات من العمر، وقد رافقت أسرتها في غربتها في عدن طيلة السنوات السابقة كفتاة مجتهدة تحب الحصول على علامات مميزة، وقد كان لها ما أرادت بحصولها على معدل يتيح لها الدخول في تخصصات مرموقة.

لكن دخول مليشيات الحوثي إلى عدن كان بالنسبة لها كارثة، إذ دفع عائلتها للعودة إلى المخا بعد أن كانت على بعد خطوة واحدة فقط من دخولها جامعة عدن.

حصلت زينات على معدل 96 بالمائة، وكانت تفكر في دراسة الحاسوب كفتاة تستهويها البرمجيات بدلا عن دراسة الطب التي ترى ان مشاهد الدماء أثناء إجراء العمليات والجروح المفتوحة أمر مقزز، ومنظر يبعث على الاشمئزاز، ولهذا ستهرب من الطب كمهنة لا تحبذها إلى مجال أكثر اتساعاً، إنه عالم البرمجيات، الثورة الرقمية التي تدهشنا جميعا.

وحتى وقت قريب كان لا يزال هناك أمل بالعودة إلى عدن بعدما تم تحريرها، لكن الأمنيات الجميلة دائما تتحطم، فوالدها الذي تعول عليه في تحقيق حلمها أصيب بجلطة أثناء تواجدهم في المخا، وحصل على حقوق التقاعد من الشركة التي كان يعمل لديها، مما بدد لها آخر آمالها.

تقول زينات: "كانت فرحة أسرتي كبيرة عندما أعلنت النتائج وحصلت خلالها على معدل كبير، لكن تلك الفرحة تدمرت، فعدم وجود جامعة حكومية يصعب عليَّ الانتقال إلى مدينة أخرى للدراسة، وبهذا أغلقت كل الآمال التي كنت أتمنى أن تتحقق".

تضيف: "أشعر بغصة عندما التقي بإحدى الفتيات وتقول لي إنها خريجة جامعية"، وتتساءل زينات: "هل أنا بمفردي فقط من عجزت عن دراسة الجامعة أم أن هناك فتيات أخريات؟".

بالطبع لست وحدك، فالعشرات من الفتيات في هذه المدينة الرائعة يعشن نفس المأساة، فالحرب الحوثية قطعت الطرقات، وباعدت بين المساحات، وجعلت التنقل بين المناطق صعباً ومحفوفاً بالمخاطر.

كما أن الكثير من خريجات الثانوية ممن ليس لهن أقارب في مدينتي تعز وعدن عجزن عن مواصلة تعليمهن الجامعي.. ولهذا تدمرت طموحاتهن.