حديث الإفك وحدة وانفصالاً.. في 22 مايو شكراً للجنوب!

السياسية - Thursday 23 May 2019 الساعة 08:36 pm
نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

لا وحدة بدون دولة وبلاد وجمهورية. 
نقاش الوحدة والانفصال يحتاج إلى ظروف طبيعية تنعدم الآن.

حتى الإصلاح في عدن والمكلا كان تبنى رسمياً، وهذا موثق ومحفوظ، خطاب ومطالب الحراك وتقرير المصير واستعادة الدولة.

ونتذكرها لإنصاف مايو وبيانات الحزب الذي أبقى الموقف من الوحدة والانفصال تبعاً لمعطيات اللحظة السياسية ومصلحة التموضع الآني.

وهكذا هو موقفهم التصعيدي والتهويلي المبالغ اليوم من النزعة الجنوبية والنزوع الجنوبي نفسه الذي شايعه إصلاح عدن يومها نكاية بدولة عفاش التي أتت عليها ساحات إسقاط النظام وإخوان تفجير جمعة وجامع وجماعة رجب والرئاسة.

الانفصال لا يكون إلا عن جسم دولة قائمة في حالتها الصحية والصحيحة.. والوحدة ليست إلا هكذا ولا تتقوم أو تقوم في فراغ دولة ونظام وبلاد.

التحسس المهووس تجاه مفردة جنوب وجنوبي وجنوبية غير مبرر مقابل التكلس والتيبس أمام تمرد وانقلاب ومليشيات جائحة مهووسة بتخريب وتقويض الحياة والبلاد وقتل الناس والتعايش. أما الجهات ومفرداتها فلا تزال موجودة منذ قالت الجغرافيا شمال وجنوب وشرق وغرب.

أعلن الجنوبيون التعبئة باتجاه الجبهات مع الحوثيين فلم يفهمها حراس المعبد إلا على مقاس أفكارهم وقبلياتهم الموقفية وأنها تؤشر على الشرعية.. الشرعية التي ليس لها حتى جهة ولا جبهة تماس، مثلاً، مع الجنوبيين الذين يتحاربون مع الحوثيين في الضالع لا مع الشرعية التي لا تحارب الحوثيين في عشرات الجبهات شمالاً ووسطاً وشرقاً وغرباً.

ولكنهم يتجاهلون الحقائق الصريحة ودعوات علنية لموقف من معركة تتجاوز قعطبة ودمت وسقفها تحرير صنعاء. لا أحد علق أو اعتبر موقفاً علنياً صريحاً بهذا المضمون المعاكس لأوهام حراس المعبد الذي ملأه الحوثة بالحرائق وهناك إطفائيون يقترحون تحويل النيران جنوباً.. وفي وجه جنوب يلتمس شركاء مصير ومسير إلى صنعاء.

معركة استعادة الدولة الآن توحد الفرقاء بالضرورة، ويخونها حرف المعركة عن الهدف والتحول بها جنوباً.

هذا ما يفعله الحوثيون أصلاً في الضالع وتفعله نخب استدعاء عقيرة الوحدة والانفصال على حساب معركة استعادة البلاد والدولة التي يمكن أن يدار ويلاك فيها ولديها حديث وحدة، باتت تمثل في الأثناء والراهن الخرب معنى للتهرب من واجبات استعادة البلد.. أو للتهرب من الفشل والعجز وأشياء أخرى (...) أسوأ من مجرد أن يكون الحاصل فقط هو العجز لا التعجيز، والفشل لا الإفشال، مع سبق الترصد والإصرار!!

في مناطق متداخلة شمالاً وجنوباً يقاتل الجنوبيون المتهمون بالجنوبية نيابة عن اليمنيين وأعينهم ترنو إلى صنعاء. 
هؤلاء وحدهم من احتفل وأحيا عن حق واستحقاق بطريقة ملحمية ذكرى وحدوية 22 مايو.

وفي الفنادق والمنافي وعواصم الشتات هناك من يحتفي بالإنكاء والإذكاء جهة المقاتلين نيابة عن الجميع بينما يستعرض خطاب رسمي عاقر مواهبه في الإنجاب وعرض رغوة التهديدات والعنتريات الجوفاء والعضلات الدرامية البائسة جهة الجنوبيين لا الحوثيين.

في ذكرى 22 مايو... شكراً لعدن وللجنوب وللجنوبيين..
وشكراً للضالع.