50 ألف عقار في مصر.. الانسداد السياسي يدفع اليمنيين لشراء العقارات السكنية في الخارج

إقتصاد - Friday 14 June 2019 الساعة 01:57 pm
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

تحتل مصر قائمة الدول الأكثر استقبالاً لليمنيين الفارين من الحرب التي تشهدها اليمن، منذ اجتياح ميليشيا الحوثي صنعاء والمحافظات خلال العام 2014م.

وقد ارتفع منسوب فرار اليمنيين بشكل كبير، خاصة من المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، خلال الأربعة الأعوام الأخيرة، بصورة لم تشهدها اليمن من قبل.

ولم يتوقف اليمنيون عند الخروج المؤقت من البلاد، ذلك أن كثيراً منهم اتجهوا لشراء عقارات ومنازل وشقق سكنية خارج اليمن، وفي بلدان الإقامة، خاصة مصر.

وتحدث لـ«نيوزيمن»، أمين عبد الله، وهو مواطن يمني يقيم في القاهرة منذ 3 أعوام قائلاً: ”نحن هنا بسبب حرب عبد الملك الحوثي وأنصاره، لم نكن نتوقع أن تطول الحرب وكنا على أمل العودة، لكننا عقدنا العزم وقررنا الاستقرار هنا“.

ويشير عبدالله إلى أنه اشترى شقة سكنية في القاهرة بعدما أدرك أن العودة أصبحت صعبة، كما يقول.

وتقول تقارير، إن معدل شراء اليمنيين للعقارات السكنية من شقق وفلل صغيرة في الخارج، ارتفع بنسبة 60% عما كان عليه قبل أكثر من عامين من الآن، كما تشير التقارير إلى أن مصر والأردن وماليزيا من أكثر الدول التي استقر بها اليمنيون من خلال شراء عقارات سكنية، وإنشاء أعمال تجارية.

ويعزو مراقبون أسباب اتجاه اليمنيين لهذا الخيار، إلى طول أمد الحرب، إضافة إلى الاستهداف الممنهج من جانب ميليشيا الحوثي لرؤوس الأموال الوطنية، إلى جانب فشل الشرعية في إدارة الوضع بالمناطق المحررة، وعدم اكتراثها بالأمر.

وبحسب تقارير اقتصادية، فإن حاصل العقارات التي اشتراها اليمنيون في مصر وصل نحو 50 ألف عقار سكني، خلال الخمسة الأعوام الأخيرة 80% منها شقق سكنية، وهي إحصائية واقعية مقارنة بعدد الهاربين من جحيم الحرب، إذ بلغ عددهم، بحسب التقارير، مليون شخص مع منتصف 2019م.

بيد أن شراء العقارات في الخارج ليس بالأمر السهل، فهذا يتطلب مبلغاً لا يقل عن 50 إلى 100 ألف دولار، وهو ما لا يقدر، عليه الجميع، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من الفارين يصنفون ضمن الطبقة الوسطى والطبقة المسحوقة.

ويقدر اقتصاديون المبالغ التي أنفقها اليمنيون في شراء العقارات بالخارج، خلال الخمس السنوات الأخيرة، بـ360 مليون دولار بمعدل 60 إلى 50 ألف دولار لكل عقار، وهو رقم كبير جداً كان يمكن عمل به عشرات المدن والوحدات السكنية في اليمن.