"دولة المقر" حين تفشل في رفع القمامة من أمام شرفتها.. تعز تفتقد أمين محمود

متفرقات - Sunday 16 June 2019 الساعة 10:42 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

تعيش محافظة تعز مقسَّمة بين سلطة الشرعية وسيطرة المليشيات الحوثية التي ما زالت تتحكم بمناطق ومربعات ذات أهمية جغرافية، منها الأجزاء المرتبطة بخط الحديدة وخط إب صنعاء وحتى خط تعز عدن الرئيس الذي يبدأ من الحوبان ويمر من دمنة خدير.

في مناطق الشرعية داخل تعز لا شيء يشعرك بأن هذه المربعات والمناطق مرتبطة بسلطة الدولة وأن هناك جهات مسؤولة تؤدي واجبها في خدمة الناس أو حتى تظهر ولو قليلاً من الاهتمام المعنوي لإيهام الناس بأنها معنية بيومياتهم.

لا تملك السلطة المحلية في تعز جرافة لإصلاح أضرار السيول في موسم الأمطار الذي حول مخارج تعز نحو الريف والطرق في المديريات إلى خرائب لا يمكن السير عليها بالقدمين، فكيف بمركبات متنوعة، وإن كانت تملك جرافة ولا تحركها فهذا أمر آخر.

تطفح مياه الصرف الصحي في الشوارع وتحتاج قنوات التصريف ربما لمجهود بسيط لا يتعدى إزالة بعض التراكمات لتجاوز هذا التلوث الذي يختلط بمياه الأمطار في الشوارع ويتحول إلى كارثة بيئية تزيد من تعقيد الوضع الصحي في المحافظة.

ويغيب محافظ تعز، للشهر الثاني، خارج البلاد ويفشل نائبه الوكيل أول في توفير براميل للقمامة في أهم وأكبر شوارع المدينة، شارع جمال، الذي تحول رصيفه الصغير إلى مكب للنفايات، في مشهد مخزٍ لوكيل المحافظة الذي يصرف شهرياً 3 ملايين ريال نفقات تصرف لمن يراهم يستحقون الصرف.. ورغم أن المبلغ صغير غير أنه يكفي لشراء براميل للقمامة توضع في أماكنها القديمة، وتنهي هذا المشهد المقزز.

الغريب في الأمر أن أكوام النفايات هذه تقع تحت شرفات المقر، وأمام بوابة المحافظة، وجوار مقر دوائر قيادة المحور أيضاً.. أي أن كل قيادات الحزب وقيادات الجيش ومسؤولي السلطة المحلية يشاهدون القمامة أمام أعينهم بشكل مستمر ويستنشقون الروائح الكريهة كل يوم.. لم يحدث أن تحول شارع جمال إلى مكب للقمامة إلا في عهد دولة المقر التي لا تهتم إلا بالسيطرة والاستحواذ.

ولو أن الإصلاح في تعز، ومن خلال دولة المقر، تعامل مع تنظيف تعز من القمامة كما يتعامل مع إفراغ تعز من المخالفين له ومن يعتبرهم خصوماً لكان وضع تعز اليوم يشكل أنموذجاً في النظافة.. لكن لم يكن حال تعز يشكل في يوم من الأيام هماً لدولة المقر في تعز إلا بما ستجنيه من مصالح وامتيازات.

تفقد أحياء المدينة ما ظفرت به في عهود سابقة، وإذا استمر حال شوارع تعز الرئيسة والفرعية في هكذا إهمال سنرى، بعد عامين فقط، أن طرق نصف المناطق المحررة تحولت إلى ترابية، واستعادة وضعها السابق سيكون، حينها، شبه مستحيل، نظراً لكلفة العمل من البداية.

خسرت تعز جهوداً ومشاريع مهمة كان المحافظ السابق أمين محمود شرع في تنفيذها، وأخرى بدأ يبحث لها عن تمويل واتفاقات كانت في طريق الإبرام، ومخصصات اعتمدت تحدث عنها مؤخراً أنها لدى المالية في عدن لم تستفد منها السلطة الحالية ولم تعمل حتى على استكمال عملية ترميم الشوارع التي كان بدأ العمل في إعادة تأهيلها.

طريق التربة المخا، وطريق التربة سائلة هيجة العبد، وطريق تعز التربة كانت أهم ثلاثة مشاريع استراتيجية لتعز جعلها محمود ضمن أهم أولوياته، غير أن تعز حالياً تخسر أجزاء مهمة من شارع 26 سبتمبر بسبب الإهمال الكبير من قبل السلطة الحالية وأضرار مياه الأمطار، وتوزع النفايات ومياه الصرف الصحي في الأحياء والشوارع الرئيسية.

اكتشف سكان تعز أن رحيل محمود شكل الخسارة الأكبر للمدينة ولهم بعد خسارة الدولة بسبب الانقلاب الحوثي، حيث لم يعد هناك أحد من مسؤولي السلطة المحلية يتحدث عن خدمات ومشاريع وإصلاح أضرار.