الحمادي.. بسملة الكفاح ضد الإماميين الجدد

السياسية - Monday 17 June 2019 الساعة 12:36 am
تعز، نيوزيمن، عماد طربوش:

لم يحدث أن عاشت "الحجرية" فترة زمنية دون أن يكون لها رمز يكمل مسيرة التوارث التاريخي للقيادة والبطولة بمعناها الحقيقي وليس التقمص الأجوف، وذلك ابتداءً من ملوك المعافر الحميريين في القرن السابع قبل الميلاد.

وإذا كانت النقوش السبئية قد وثقت تاريخ أقيال الحجرية من آل الكرندي، فإن جبال الحجرية وشعابها تحفض جيداً وقع بيادة العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، قارئ بسملة الثورة ضد الإماميين الجدد، ومطلق الرصاصة الأولى في صدر جحافل المشروع الفارسي في تعز.

ما زال الحجري عبد الرقيب عبد الوهاب، بطل السبعين، أنشودة النصر الجمهوري التي تُردد في كل بيت يمني.. ووريثه الجديد عدنان الحمادي، بطل الستين في تعز، لن يجحد دوره ونضاله التاريخ مهما تكالبت الحملات والمؤامرات.. استشهد بطل السبعين في مؤامرة دنيئة، لكن عطر بطولته استمر ودُفنت دناءة المتآمرين، ولم تنسَ صنعاء قبل تعز فعلهم القبيح.

العميد هو.. عدنان القائد المعطر بنكهة البن الحمادي الأصيل المعفر بتراب حصن الجاهلي العريق، وثبات قلعة الدملؤة والمعجون نسباً من جينات أقيال حمير في أصالة جبل السواء المنيف ماضياً وحاضراً، وشموخ صبر وجبل حبشي..

قاتَل العميد الحمادي في بقاع عدة من تعز، بداية من جبل جرة وتبة الصقر والستين، وبدأ مشواره البطولي ضد مليشيات الحوثي الإرهابية من داخل مقر اللواء 35 مع ثلة من الأبطال الذين صمدوا أياماً طويلة وهم محاصرين من قبل قوة عسكرية استقدمت من ثلاثة ألوية عسكرية، هي: معسكر خالد، واللواء 22 ميكا، والحوثة وأنصارهم في اللواء 35 في المطار القديم.

أصيب وبقي يوماً كاملاً حتى المساء، وتم إخراجه إلى مدينة تعز، ليعلن بعد أيام فقط استئناف مسيرة الكفاح المسلح ضد الغزاة الجدد رغم كل ما يملكون من عتاد وإمكانات، ووجه النداء إلى أبناء تعز، ولبّى نداءه الكثير من أبطال قدامى المحاربين من الذين كانوا ضمن ألوية المضلات والصاعقة من رفاق عبد الرقيب عبد الوهاب وإبراهيم الحمدي.

كان يقاتل في الضباب مسنداً ظهره إلى الحجرية، التي كان يسكنه قلق التفاف المليشيات والتوجه إليها، وهو ما حصل لاحقاً، غير أنه قاومها وبضراوة في المسراخ والأحكوم والصلو والأقروض والكدحة والمعافر... ودافع عن التربة وطريق هيجة العبد، وأمَّن كل مداخل الحجرية بقواته، ولا يزال حتى اليوم حارساً أميناً على بواباتها المتداخلة مع كل مناطق التماس مع المليشيات.

لم يعمل الحمادي يوماً مرافقاً لقائد أو شيخ أو زعيم جماعة أو مليشيا، ولم تطوعه إملاءات حزب أو تنظيم.. بقي -وما زال- ابن المؤسسة العسكرية جندياً وقائداً جمهورياً مع الشرعية وتحت امرة القائد الأعلى، وحيث كان نداء الوطن.

تُصوَّب إليه سهام المنقادين إلى مشاريع تدمير الأوطان وملشنة الجيوش، وتستهدفه قوى السيطرة والاستحواذ التي لا تؤمن بالوطن إلا حين يكون غنيمة للحزب والجماعة، وتعترضه فِخاخ المتربصين بأمن واستقرار تعز، غير أن المحارب الشجاع لا تسقط راياته رياحُ المخربين.